في عالم الأعمال، كثيرًا ما تُروى قصص الرجال الذين صنعوا ثرواتهم من الصفر، ولكن هناك نساء قهرن التحديات وغيّرن قواعد اللعبة. ماريان إيليتش واحدة من هؤلاء. سيدة بدأت رحلتها من تعبئة عبوات المناديل في مطعم والدها، لتصبح لاحقًا ثالث أغنى امرأة عصامية في الولايات المتحدة بثروة تجاوزت 6.9 مليار دولار. كيف حدث هذا التحول؟ دعونا نستعرض محطات قصة نجاح استثنائية.
رحلة ماريان إيليتش: من البدايات البسيطة إلى قمة المليارات
1. بداية متواضعة وطموح كبير
ولدت ماريان ونشأت في بيئة عائلية بسيطة حيث كانت تساعد والدها في مطعمه، بإعادة تعبئة موزعات الملح والمناديل. هذه التجربة المبكرة لم تكن عابرة، بل غرست فيها روح المسؤولية والانضباط في العمل.
لاحقًا، عملت كمضيفة في خطوط “دلتا إيرلاينز” ومجال التجزئة، قبل أن تتزوج من مايكل إيليتش، شريك حياتها ومؤسس النجاح.
2. ولادة “ليتل سيزرز” واستثمار عائلي ذكي
في عام 1959، قرر الزوجان استثمار كل مدخراتهما في افتتاح مطعم بيتزا صغير في مدينة غاردن سيتي بولاية ميشيغان. حمل اسم “ليتل سيزرز”، وحقق نجاحًا سريعًا دفعهما إلى اعتماد نظام الامتياز التجاري عام 1962.
بحلول عام 1969، كانت السلسلة قد افتتحت فرعها الخمسين، واليوم تضم آلاف الفروع حول العالم، نحو 80% منها تُدار عبر نظام الامتياز.
3. تنويع الاستثمارات: من البيتزا إلى الرياضة والترفيه
إلى جانب نجاحها في عالم الطعام، لم تتوقف طموحات عائلة إيليتش عند هذا الحد، بل امتدت إلى عالم الرياضة:
- 1982: اشترى الزوجان فريق “ديترويت ريد وينغز” للهوكي مقابل 8 ملايين دولار.
- 1992: اشترى مايكل إيليتش فريق “ديترويت تايغرز” للبيسبول من مؤسس دومينوز بيتزا بـ85 مليون دولار.
- 1987: رمّما مسرح “فوكس” التاريخي في قلب ديترويت بتكلفة 12.5 مليون دولار.
كما تمتلك ماريان اليوم فندق وكازينو “موتور سيتي”، الذي اشترت حصص الشركاء فيه مقابل 525 مليون دولار عام 2005.
4. تحديات وجدل حول مشاريع الإعمار
رغم النجاحات، لم تخلُ الاستثمارات من الجدل. فقد وعدت العائلة ببناء مشروعات تنموية حول “ليتل سيزرز أرينا” بقيمة 200 مليون دولار، إلا أن البعض شكك في تأثيرها الفعلي على سكان المنطقة المحليين.
5. تواضع وإنسانية رغم النفوذ
المثير للإعجاب أن ماريان وزوجها لم يسعيا للشهرة أو الظهور الإعلامي رغم ثروتهما، فقد عُرفا بدعمهما السخي للجمعيات الخيرية والمجتمع المحلي. وصفهما القاضي الفيدرالي السابق دامون كيث بأنهما من أطيب الناس وأكثرهم عطاءً.
دروس من قصة نجاح ماريان إيليتش
إن قصة ماريان إيليتش ليست مجرد رحلة صعود نحو الثراء، بل هي ملحمة إنسانية واقتصادية تثبت أن الشغف والتفاني والجرأة في اتخاذ القرارات يمكن أن تغيّر مجرى حياة كاملة. من مطبخ صغير في ميشيغان إلى قائمة فوربس، صنعت هذه السيدة ما هو أكثر من ثروة: صنعت إرثًا.
المصدر:
CNBC, Forbes, Detroit News, ESPN, The Guardian
كيف بدأت ماريان إيليتش مسيرتها؟
بدأت بمساعدة والدها في مطعمه، ثم عملت في شركات طيران وتفرغت لاحقًا لتأسيس “ليتل سيزرز” مع زوجها.
كم تبلغ قيمة ثروة ماريان إيليتش؟
وفقًا لفوربس، تقدر ثروتها بـ6.9 مليار دولار، معظمها من سلسلة “ليتل سيزرز” واستثمارات في الرياضة والفنادق.
ما الذي يميز سلسلة ليتل سيزرز؟
توسعت السلسلة بسرعة باستخدام نظام الامتياز، وهي اليوم من أكبر سلاسل البيتزا في العالم بمبيعات سنوية تقدر بـ5 مليارات دولار.
هل واجهت ماريان إيليتش انتقادات؟
نعم، واجهت انتقادات حول بعض المشاريع التنموية في ديترويت ومدى فائدتها للمجتمع المحلي.
