بينما ننشغل بحياتنا اليومية، لا يتوقف الكون لحظة عن مفاجأتنا. كويكب 2025 OW، الذي يضاهي ارتفاع برج بيزا المائل، يتجه الآن نحو نقطة عبور آمنة خلف القمر تمامًا. علاوة على ذلك، يمنحنا هذا الحدث فرصة ذهبية لنتأمل روعة الفضاء، بالإضافة إلى فهم طرق الدفاع الكوكبي الحديثة.
حجم وسرعة استثنائيان
يبلغ طول كويكب 2025 OW حوالى 210 قدمًا، أي ما يعادل مبنى من 15 طابقًا أو طائرة ركّاب كبيرة. من ناحية أخرى، يندفع بسرعة تقارب 47 ألف ميل في الساعة، ما يجعله أسرع من أي طائرة من صنع الإنسان. نتيجة لذلك، يقطع المسافة بين الأرض والقمر (239 ألف ميل) في أقل من 6 ساعات لو كان في خطٍ مستقيم!
المسافة الآمنة ولماذا «لا خطر»
بالرغم من عناوين الصحف المثيرة، سيمر الكويكب على بعد 393 ألف ميل – أي خلف مدار القمر بنحو 154 ألف ميل إضافية. في الواقع، تؤكد ناسا أن المدار محسوب بدقة لعشرات السنين المقبلة، وبالتالي لا توجد أي احتمالات اصطدام مرصودة.
كيف يتتبع العلماء الكويكبات؟
يستخدم مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS) الرادار الكوكبي مثل غولدستون وتلسكوبات أرضية عالية الدقّة. بالإضافة إلى ذلك، تُراعى التغيّرات الضئيلة في سطوع الكويكب وزاوية انعكاسه لحساب مداره بالتفصيل. بالتالي، يعرف العلماء مكان كويكب 2025 OW لقرنٍ قادم تقريبًا.
تفاعل الناس على مواقع التواصل
إلى جانب التقارير العلمية، اجتاحت المنصّات الاجتماعية موجة من المزاح والدهشة. فبينما نشر بعض المستخدمين صورًا مركّبة لبرج بيزا يطفو في الفضاء، تساءل آخرون إن كان الكويكب «سيلتقط سيلفي مع القمر». مع ذلك، شارك هواة الفلك خرائط تلسكوبية لحركة الكويكب على تويتر وفيسبوك، مع روابط مباشرة لنشرات ناسا الحيّة، مما عزّز الوعي العام.
ماذا لو دخل الغلاف الجوي؟
على الرغم من كبر حجمه، إلا أنّ معظم الكويكبات من هذا النوع تنفجر في الغلاف الجوي بسبب الاحتكاك الشديد. ومع ذلك، قد تتسبّب صدمة هوائية بتحطيم نوافذ أو أضرار طفيفة إن تفكّك فوق منطقة مأهولة. لكن، بما أنّ كويكب 2025 OW سيمرّ بعيدًا جدًا، فلن نشهد أية شهب مرتبطة به هذه المرّة.
الحدث في سياقه الأوسع
بالإضافة إلى ذلك، يذكّرنا هذا العبور الروتيني بأهمية خطط الدفاع الكوكبي. فقد نجح اختبار «DART» عام 2022 في حرف مسار كويكب أصغر، بينما تتجه وكالات الفضاء الآن إلى نمذجة سيناريوهات تأثير افتراضية حتى تتحسّن سرعة الاستجابة عالميًا.
ما القادم؟
أخيرًا، يُنتظر أن يجذب اقتراب الكويكب «أبوفيس» عام 2029 انتباهًا مضاعفًا، إذ سيحلق على بعد 20 ألف ميل فقط. ومع ذلك، يستمر العلماء في تطوير تقنيات كشف مبكّر لضمان بقاء الأرض آمنة لآلاف السنين.
الأسئلة الشائعة:
| السؤال | الجواب |
|---|---|
| 1. متى يمر كويكب 2025 OW بالقرب من الأرض؟ | يوم الإثنين 28 يوليو 2025. |
| 2. ما حجم الكويكب مقارنة بمعالم معروفة؟ | بحجم برج بيزا المائل تقريبًا (56 م). |
| 3. هل يشكّل الكويكب خطرًا حقيقيًا؟ | لا؛ يمر على بعد 393 ألف ميل وفق حسابات ناسا الدقيقة. |
| 4. هل سيكون مرئيًا بالعين المجرّدة؟ | كلا، إذ يحتاج تلسكوب احترافي لرصده نظرًا لبعده. |
| 5. كيف تراقب ناسا مثل هذه الكويكبات؟ | عبر رادارات كوكبية وتلسكوبات أرضية ونمذجة مدارية مستمرة. |
المصدر:
لوحة «Asteroid Watch» بمختبر الدفع النفاث JPL / ناسا، NDTV Science، ABC News US.
