في السنوات الأخيرة، ظهرت عروض غير تقليدية في سوق العقارات، حيث تم عرض قرى بأكملها للبيع عبر الإنترنت بأسعار مغرية. من بين هذه العروض، برزت قرية “سالتو دي كاسترو” في إسبانيا، التي عُرضت للبيع بسعر 260 ألف يورو فقط، ما يعادل سعر شقة صغيرة في بعض المدن الأوروبية.
تفاصيل قرية “سالتو دي كاسترو” المعروضة للبيع
تقع “سالتو دي كاسترو” في مقاطعة زامورا، شمال غرب إسبانيا، على الحدود مع البرتغال، وتبعد حوالي ثلاث ساعات بالسيارة عن مدريد. تأسست القرية في الخمسينيات من قبل شركة توليد الكهرباء “إيبردويرو” لإيواء عائلات العمال الذين أنشأوا خزان المياه المجاور. ومع انتهاء المشروع في الثمانينيات، هجر السكان القرية، لتبقى مهجورة منذ ذلك الحين.
تضم القرية:
- 44 منزلاً.
- فندقاً.
- مدرسة.
- كنيسة.
- مسبحاً بلدياً
- ثكنة كانت تؤوي الحرس المدني.
في بداية الألفية الثانية، اشتراها مالكها الحالي بهدف تحويلها إلى موقع سياحي، ولكن أزمة منطقة اليورو حالت دون تحقيق هذا المشروع. ومؤخراً، قرر المالك، وهو في الثمانينيات من عمره، عرضها للبيع بسعر 260 ألف يورو، نظراً لعدم قدرته على الإقامة فيها.
اهتمام المستثمرين والمشترين المحتملين
منذ عرض القرية للبيع، لقيت اهتماماً واسعاً، حيث زار الإعلان أكثر من 50 ألف شخص، وأبدى حوالي 300 شخص اهتمامهم بالشراء، من دول مثل روسيا، فرنسا، بلجيكا، وبريطانيا. حتى أن أحدهم دفع قسطاً مسبقاً لحجز الصفقة.
مشاريع مماثلة في إيطاليا
ليست “سالتو دي كاسترو” الحالة الوحيدة لقرى معروضة للبيع بأسعار مغرية. في إيطاليا، ظهرت مبادرات لبيع منازل مهجورة بسعر يورو واحد فقط، بهدف إعادة إحياء القرى المهجورة وجذب سكان جدد. على سبيل المثال، في بلدة “سامبوكا دي سيسيليا” في صقلية، تم عرض منازل للبيع بيورو واحد، مما جذب اهتماماً عالمياً. إحدى المشترين، السيدة ميريديث تابوني من شيكاغو، اشترت منزلاً مهجوراً يعود للقرن السابع عشر بسعر 5,000 دولار، واستثمرت حوالي 400,000 دولار لتحويله إلى منزل أحلامها، متضمناً منتجعاً صحياً ومطبخاً خارجياً.
الفرص والتحديات في شراء قرية مهجورة
شراء قرية مهجورة قد يبدو فرصة استثمارية فريدة، ولكنه يأتي مع تحديات يجب مراعاتها:
- البنية التحتية: قد تكون المرافق الأساسية مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي غير متوفرة أو بحاجة إلى تحديث شامل.
- التكلفة الإضافية: بالإضافة إلى سعر الشراء المغري، قد تتطلب عملية الترميم والتحديث استثمارات كبيرة قد تتجاوز التوقعات الأولية.
- الإجراءات القانونية: التعامل مع القوانين المحلية والحصول على التصاريح اللازمة قد يكون معقداً ويستغرق وقتاً طويلاً.
- الجذب السكاني: إعادة إحياء قرية مهجورة تتطلب جذب سكان أو زوار، مما يستلزم وضع خطط تنموية وسياحية فعّالة.
هل تستثمر في قرية مهجورة؟
إذا كنت تفكر في شراء قرية مهجورة، يجب عليك:
- إجراء دراسة جدوى شاملة: تقييم حالة المباني، تقدير تكاليف الترميم، وفهم السوق المحلي.
- التشاور مع خبراء محليين: الاستعانة بمحامين، مهندسين معماريين، ومستشارين عقاريين محليين لفهم التحديات والفرص.
- وضع خطة تطوير واضحة: تحديد كيفية تحويل القرية إلى مشروع ناجح، سواء كان سياحياً، سكنياً، أو مختلطاً.
- تأمين التمويل اللازم: التأكد من توفر الميزانية الكافية لتغطية تكاليف الشراء، الترميم، والتطوير.
خاتمة
عرض قرى مهجورة للبيع بأسعار مغرية يمثل فرصة فريدة للمستثمرين والأفراد الباحثين عن مشاريع غير تقليدية. ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه الفرص بحذر وتخطيط دقيق، مع مراعاة التحديات المحتملة والتكاليف الإضافية. إذا تم التعامل مع المشروع برؤية واضحة واستراتيجية محكمة، قد تتحول هذه القرى المهجورة إلى وجهات نابضة بالحياة ومزدهرة من جديد.
