في زمن أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين، بات من الضروري أن تتحمل الحكومات مسؤوليتها في تنظيم هذا الفضاء الرقمي الذي يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. ولاية نبراسكا الأميركية قررت أن تأخذ زمام المبادرة، عبر قانون ثوري يهدف إلى تقليص إدمان الأطفال على الإنترنت، والحد من الأثر النفسي السلبي الناتج عن خوارزميات التوصية والمحتوى الموجه.
ما هو “قانون نبراسكا للأطفال” الجديد؟
يحمل القانون اسم “قانون التصميم الإلكتروني المناسب للعمر” (Age-Appropriate Online Design Code Act)، ويستهدف أبرز ميزات مواقع التواصل الاجتماعي التي تساهم في إبقاء الأطفال لفترات طويلة على الإنترنت.
أبرز النقاط التي يتضمنها القانون:
- عرض المحتوى زمنيًا: يُلزم المنصات الكبرى مثل “ميتا” و”تيك توك” و”يوتيوب” بتوفير خيار عرض المحتوى بترتيب زمني بدلًا من الاعتماد على خوارزميات التوصية.
- الخصوصية القصوى للقُصّر: فرض إعدادات افتراضية صارمة على حسابات الأطفال، تمنع تتبع نشاطاتهم أو جمع بياناتهم الشخصية.
- الحد من “الأنماط المظلمة”: وهي تصاميم ذكية تُستخدم لدفع الأطفال إلى اتخاذ قرارات مثل تفعيل الإشعارات أو مشاركة بياناتهم، دون إدراك واضح.
- حظر الإعلانات المُوجّهة للأطفال: وهي خطوة تعالج واحدة من أكثر الوسائل التسويقية إشكالية في عالم الإنترنت.
متى يدخل قانون نبراسكا للأطفال حيز التنفيذ؟
من المقرر أن يبدأ تنفيذ القانون في 1 يناير 2026، ويُنتظر أن يكون له أثر كبير على طريقة عمل المنصات الاجتماعية في تعاملها مع الأطفال داخل حدود الولاية، وربما خارجها لاحقًا.
هل نبراسكا وحدها؟
ليست نبراسكا الأولى، لكنها الأحدث. فقد سبقتها ولايتا كاليفورنيا وميريلاند بإقرار قوانين مشابهة، بينما تسعى تكساس أيضًا لاعتماد تشريع مشابه. هذه الحركات التشريعية تعكس قلقًا متزايدًا من الأثر النفسي للإنترنت على الأطفال في ظل غياب رقابة كافية من شركات التكنولوجيا.
من يعارض القانون؟ وما هي حججهم؟
منظمة NetChoice، التي تضم شركات كبرى مثل غوغل وميتا وإكس (تويتر سابقًا)، أبدت اعتراضها الشديد على القانون.
وترى المنظمة أن مثل هذه القوانين تُعتبر انتهاكًا للتعديل الأول للدستور الأميركي، والذي يضمن حرية التعبير، وتعديًا على خصوصية المستخدمين.
كما قامت NetChoice بالفعل برفع دعاوى قضائية ضد ولايتي كاليفورنيا وميريلاند، في محاولة لإلغاء القوانين المماثلة هناك.
لماذا هذه القوانين ضرورية؟
أشارت دراسات نفسية إلى أن خوارزميات التوصية قد تُسهم في:
- زيادة نسب الاكتئاب والقلق بين المراهقين.
- تشتيت الانتباه وصعوبة التركيز.
- ضعف جودة النوم بسبب الاستخدام المطوّل ليلاً.
القانون الجديد في نبراسكا يُعتبر محاولة فعلية لإعادة التوازن بين متطلبات التقنية وحقوق الطفولة.
قانون نبراسكا الجديد يمثل خطوة جريئة نحو حماية جيل المستقبل من إدمان الإنترنت، ويضع شركات التكنولوجيا أمام مسؤوليات أخلاقية وقانونية جديدة. وبينما تتزايد التحديات، تظل هذه المبادرات القانونية حجر الأساس نحو إنترنت أكثر أمانًا للأطفال. فهل ستتبع دول أخرى هذا النموذج؟
📝 المصدر:
The Verge – Tech News.
أسئلة قد يطرحها الجمهور:
ما هو قانون التصميم الإلكتروني المناسب للعمر؟
هو قانون أقرّته ولاية نبراسكا لتنظيم تجربة الأطفال على الإنترنت، ويشمل قيودًا على الخوارزميات وجمع البيانات والإعلانات.
متى يبدأ تنفيذ قانون نبراسكا للأطفال؟
سيبدأ العمل بالقانون في 1 يناير 2026.
هل يؤثر القانون على فيسبوك ويوتيوب وتيك توك؟
نعم، يُلزم القانون هذه المنصات بتغيير طريقة عرض المحتوى للأطفال وتفعيل إعدادات خصوصية صارمة.
لماذا تُعارض NetChoice هذا القانون؟
لأنها ترى أن القانون ينتهك حرية التعبير وخصوصية المستخدمين، ويُثقل كاهل الشركات بمتطلبات قانونية إضافية.
