النقاط الرئيسية
- سرقة تسع قطع من مجوهرات نابليون من متحف اللوفر في باريس.
- اللصوص استخدموا مصعد شحن ومنشارًا كهربائيًا صغيرًا للوصول إلى القاعة.
- السلطات الفرنسية تحقق وسط دعوات لتعزيز أمن المتاحف الوطنية.
عملية سطو تثير الدهشة في قلب باريس
استيقظت العاصمة الفرنسية باريس صباح الأحد على خبرٍ غير متوقع: عملية سرقة جريئة داخل متحف اللوفر، أحد أهم رموز الثقافة العالمية. فقد تمكن لصوص محترفون من التسلل إلى قاعة “أبولو” الشهيرة وسرقة تسع قطع من مجوهرات الإمبراطور نابليون بونابرت، تُقدّر قيمتها بأنها “لا تقدر بثمن”.
ووفقاً للتحقيقات الأولية، تمت العملية في غضون عشر دقائق فقط، بين الساعة التاسعة والنصف والتاسعة وأربعين صباحاً، في وقتٍ كان فيه المتحف يستعد لاستقبال زواره. استخدم اللصوص مصعد الشحن الداخلي للوصول إلى القاعة، وكانوا مجهزين بـ منشار كهربائي صغير وأدوات دقيقة لفتح الخزائن دون إحداث ضجيج كبير.
طريقة تنفيذ دقيقة تدل على احتراف
أشار وزير الداخلية الفرنسي في تصريح رسمي إلى أن اللصوص استعانوا أيضًا بـ رافعة مثبتة على شاحنة صغيرة لبلوغ نقطة دخول خاصة بالمتحف. هذا الأسلوب المتقن يوحي بأن العملية كانت مخططة بعناية مسبقة، وربما بمساعدة شخص يعرف تفاصيل البنية الداخلية للمتحف.
كما أكدت وزيرة الثقافة رشيدة داتي في منشور على منصة “إكس” أن الحادث وقع “عند افتتاح المتحف صباح الأحد”، مضيفةً أنها تواجدت في الموقع مع عناصر الشرطة وموظفي اللوفر فور وقوع الحادث.
ورغم الدقة المتناهية في التنفيذ، لم يُبلّغ عن أي إصابات بين العاملين أو الزوار، لكن المتحف أعلن إغلاق أبوابه مؤقتاً “لأسباب استثنائية”، بينما تواصل السلطات تحقيقاً واسع النطاق يشمل مراجعة الكاميرات وأجهزة الإنذار.
مجوهرات نابليون: رموز من تاريخ فرنسا
القطع المسروقة تنتمي إلى مجموعة مجوهرات نابليون التي كانت تُعرض بشكل دائم في قاعة أبولو، وتشمل تيجانًا وأساور وأوسمة ملكية ذات قيمة فنية وتاريخية هائلة.
ويقول خبراء في التراث الفرنسي إن هذه القطع ليست ثمينة فقط من الناحية المادية، بل تمثل جزءًا من الذاكرة القومية الفرنسية، إذ تعكس فخامة عهد نابليون وتأثيره الثقافي في أوروبا.
بحسب إحصاءات وزارة الثقافة الفرنسية، تُقدَّر الخسائر الناتجة عن سرقات القطع الفنية في فرنسا بأكثر من 100 مليون يورو سنويًا، ما يجعلها من الدول الأكثر استهدافًا في هذا النوع من الجرائم.
ردود فعل الشارع الفرنسي
أثار الخبر موجة من الصدمة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثير من الفرنسيين عن حزنهم وغضبهم من “الاعتداء على تاريخ الأمة”.
وغرد أحد المستخدمين قائلاً: “لقد سُرقت ذاكرة فرنسا من قلبها الثقافي”.
في المقابل، طالب آخرون بتعزيز إجراءات الأمن في المتاحف الكبرى، مشيرين إلى أن “اللوفر يستقبل نحو 9 ملايين زائر سنويًا، 80% منهم من الأجانب، ما يجعله هدفًا مغريًا لأي محاولة سرقة منظمة”.
جريمة منظمة أم رسالة رمزية؟
يرى بعض المحللين أن هذه الجريمة قد تحمل رسائل تتجاوز البعد المادي، إذ تُنفذ في وقت تتصاعد فيه النقاشات حول إعادة القطع المنهوبة من المستعمرات السابقة. وقد تُعيد هذه الحادثة النقاش حول حماية التراث العالمي، خصوصًا أن معظم المتاحف الأوروبية تحتفظ بقطع تاريخية من خارج بلدانها.
المصدر: وكالة فرانس برس + وزارة الداخلية الفرنسية
