بعد سنوات طويلة من الحرب والانقسام، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع عن انطلاق صندوق التنمية السوري، باعتباره خطوة محورية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب. وقد حصد الصندوق في ساعاته الأولى نحو 60 مليون دولار من التبرعات، ما يعكس تعطش الشارع السوري لرؤية مشاريع ملموسة تعيد الأمل لحياته اليومية.
أداة للإعمار أم مجرد شعارات؟
بحسب تصريحات القائمين عليه، يهدف الصندوق إلى ترميم البنية التحتية المتهالكة: من طرق وجسور ومطارات، إلى شبكات مياه وكهرباء واتصالات. كما يسعى لخلق فرص عمل عبر تمويل مشاريع إنتاجية وخدمية، ليس فقط في المدن الكبرى، بل في القرى والأرياف التي عانت التهميش طويلاً.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ينجح الصندوق في التحول من مجرد شعار إلى واقع ملموس؟ فالتجارب السابقة في بلدان أخرى مثل العراق ولبنان أظهرت أن الشفافية والمحاسبة هما الشرطان الأساسيان لنجاح أي مبادرة مشابهة.
أرقام ضخمة وتحديات هائلة
تقديرات الأمم المتحدة في عام 2017 أشارت إلى أن كلفة إعادة إعمار سوريا قد تصل إلى 250 مليار دولار، فيما يرى خبراء بعد عام 2024 أن الرقم تجاوز 400 مليار دولار. في المقابل، فإن 60 مليون دولار تُعد بداية رمزية أكثر من كونها رصيداً كافياً، لكنها خطوة ضرورية لتوحيد الجهود وفتح الباب أمام استثمارات أكبر من الداخل والخارج.
القطاعات ذات الأولوية في إعادة الإعمار
القطاع | نسبة تقريبية من التمويل | الاستخدامات المتوقعة |
---|---|---|
الكهرباء والطاقة | 30% | إصلاح محطات الكهرباء، تحديث شبكات التوزيع، دعم مشاريع الطاقة المتجددة. |
المياه والصرف الصحي | 20% | إعادة تأهيل شبكات المياه، إصلاح محطات الضخ، تحسين خدمات الصرف الصحي. |
الطرق والجسور | 25% | إصلاح الطرق المدمرة، بناء جسور جديدة لربط المدن والأرياف، تعزيز البنية التحتية للنقل. |
التعليم | 15% | إعادة بناء المدارس، تجهيز الفصول الدراسية، توفير منح دراسية للطلاب المتضررين. |
الصحة | 10% | ترميم المستشفيات والمراكز الصحية، توفير المعدات الطبية والأدوية الأساسية. |
توزيع التمويل بهذا الشكل يعكس الأولويات الملحة التي يحتاجها المواطن السوري اليوم: الكهرباء والمياه كشرط أساسي للحياة، والطرق كعمود فقري للحركة التجارية والإنسانية. ومع ذلك، لا يمكن إغفال الاستثمار في التعليم والصحة لأنهما أساس بناء مستقبل مستدام.
المستقبل: هل يتحقق الأمل؟
من المرجح أن يتطور الصندوق إلى مؤسسة اقتصادية وسياسية لها دور في جذب الاستثمارات الدولية، وربما يكون بوابة لتعاون مع منظمات دولية تسعى لإعادة دمج سوريا في الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن نجاحه يتوقف على الشفافية، المحاسبة، وتوزيع المشاريع بشكل عادل بين المحافظات.
المصدر:
وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
الأسئلة الشائعة
ما هو صندوق التنمية السوري؟
هو مؤسسة وطنية تهدف إلى إعادة إعمار سوريا عبر تمويل مشاريع خدمية واقتصادية، مع وعود بالشفافية والمحاسبة.
كم بلغت قيمة التبرعات الأولية للصندوق؟
بلغت التبرعات نحو 60 مليون دولار خلال الساعات الأولى من إطلاقه.
ما أبرز أولويات الصندوق؟
إعادة تأهيل البنية التحتية مثل الطرق والجسور، إضافة إلى تحسين الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء.
هل يكفي المبلغ المعلن لبدء الإعمار؟
المبلغ رمزي مقارنة بحجم الدمار الذي تُقدّر تكلفته بأكثر من 400 مليار دولار، لكنه يمثل خطوة أولى.
ما أبرز التحديات أمام الصندوق؟
أهمها ضمان الشفافية، مكافحة الفساد، جذب استثمارات أكبر، وتوزيع المشاريع بشكل عادل.