النقاط الرئيسية
- العثور على صخرة معدنية غريبة في فوهة جيزيرو على المريخ.
- التحليل يكشف تركيبة غنية بالحديد والنيكل، ما يرجّح أنها نيزك معدني.
- الاكتشاف يُعد نادرًا، إذ تمثل النيازك المعدنية 5% فقط من نيازك المريخ.
اكتشف مسبار “بيرسيفيرانس” صخرة غير مألوفة على سطح المريخ، لتتحول سريعًا إلى محور نقاش واسع داخل أوساط علماء الفضاء. الصخرة التي تحمل اسم Phippsaksla أثارت دهشة الباحثين بسبب تركيبها المعدني الشاذ ومظهرها الذي “لا ينتمي للمكان”، على حد وصف علماء ناسا.
صخرة لا تشبه شيئًا في جيزيرو
رُصدت الصخرة قرب حافة فوهة جيزيرو، وهي منطقة يُعتقد أنها كانت موطنًا لبحيرة ضخمة قبل مليارات السنين. ورغم تنوع الصخور داخل الفوهة، إلا أن وجود صخرة بعرض 80 سم بهذه الصلابة والتركيبة كان مفاجأة غير متوقعة.
تشير القياسات الأولية إلى أن الصخرة تحتوي على نسب مرتفعة من الحديد والنيكل — وهي بصمة نادرة لا تظهر عادة في صخور المريخ الطبيعية، ما دفع العلماء لترجيح أنها نيزك معدني وصل من مكان آخر في النظام الشمسي.
كيف وصلت إلى المريخ؟
تعتمد النيازك المعدنية عادة على أصل مميّز:
عندما تتعرض الكويكبات إلى حرارة شديدة، تنصهر معادنها الثقيلة وتغوص إلى القلب، مكوّنة نيازك غنية بالحديد والنيكل. هذه النيازك صلبة للغاية، وقادرة على النجاة من دخول الغلاف الجوي لأي كوكب — بما في ذلك المريخ.
ويرجّح خبراء أن تكون الصخرة قادمة من حزام الكويكبات، وربما شقت طريقها نحو الكوكب الأحمر منذ ملايين السنين.
أهمية الاكتشاف بالنسبة لناسا
على الرغم من أن “بيرسيفيرانس” يجري منذ 2021 عشرات التحاليل الصخرية، فإن هذه هي أول مرة يعثر فيها على نيزك معدني داخل جيزيرو.
وهذا يجعل الاكتشاف نادرًا وفريدًا، خصوصًا أن النيازك المعدنية تمثل 5% فقط من النيازك التي تضرب المريخ يوميًا.
كما قد يساعد تحليل الصخرة على الإجابة عن تساؤلات مهمة مثل:
- كيف كان تاريخ سقوط النيازك على المريخ؟
- ما طبيعة الكويكبات التي مرّت بالنظام الشمسي المبكر؟
- وهل لعبت المعادن دورًا في التفاعلات الجيولوجية القديمة على الكوكب الأحمر؟
سياق أوسع: المريخ لا يزال يحمل أسرارًا
لم يكن هذا الاكتشاف الوحيد الغريب؛ ففي أغسطس الماضي رصد بيرسيفيرانس صخرة تشبه “خوذة” مغطاة بفقاعات صغيرة تُعرف بـ”السفيريولات”، وهي عادةً ناتجة عن نشاط بركاني قديم أو سقوط نيزك آخر.
وتعزز هذه الاكتشافات الفكرة القائلة بأن المريخ لم يكن كوكبًا ساكنًا، بل شهد تاريخًا طويلًا من التفاعلات الجيولوجية وربما البيئات التي سمحت للحياة المجهرية بالوجود.
لماذا الصخرة مهمة فعلًا؟
عند النظر إلى تحليل الحديد والنيكل، نجد أن نسبة المعادن الثقيلة في الصخرة قريبة من نماذج نيازك شهيرة وصلت إلى الأرض مثل كامبو ديل سيلو و موونيو، وهي نيازك ارتبطت تاريخيًا بفهم العلماء لبنية الكويكبات.
هذا يجعل الصخرة المكتشفة على المريخ فرصة غير مسبوقة لمعرفة:
- كيف تتطور قشرة المريخ عند اصطدامها بالمعادن القادمة من الفضاء.
- وما إذا كانت النيازك المعدنية قد لعبت دورًا في تكوين بيئات كيميائية في الماضي.
قد يكون هذا الاكتشاف مفتاحًا صغيرًا لفهم صورة أكبر بكثير حول تاريخ النظام الشمسي ونشأة الكواكب.
المصدر:
ديلي ميل