في عالم التسويق، لا تكفي المواصفات التقنية وحدها لجذب الأنظار، بل تحتاج الشركات أحيانًا إلى لمسة إبداعية أو حتى جرعة من السخرية. هذا ما فعلته شركة شاومي مؤخرًا، حينما استخدمت قطعة شوكولاتة لإطلاق إعلان مثير للجدل، سخرت فيه من ارتفاع حرارة آيفون، في مشهد أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
تجربة الشوكولاتة
في الإعلان، وُضع لوح شوكولاتة على ظهر كل من iPhone وهاتف Xiaomi 14T Pro أثناء تشغيل مهمة مكثفة. النتيجة؟ الشوكولاتة على الآيفون بدأت تذوب بسرعة، بينما بقيت قطعة الشوكولاتة على هاتف شاومي صلبة لفترة أطول. المشهد كان واضحًا: رسالة شاومي أن هواتفها أكثر كفاءة في إدارة الحرارة مقارنة بآيفون.
الرسالة التسويقية
اختيار “الشوكولاتة” لم يكن عشوائيًا. فهي مادة يعرف الجميع أنها تذوب مع أي حرارة بسيطة، مما جعلها وسيلة بصرية ذكية لإيصال الفكرة. هكذا أرادت شاومي أن تقول: “هواتفنا لا تُسخّنك ولا تُذيب الشوكولاتة!”، في إشارة ساخرة إلى معاناة بعض مستخدمي آيفون مع مشاكل الحرارة.
ردود الفعل
الإعلان أحدث ضجة على إنستغرام وفيسبوك ويوتيوب. البعض اعتبره عبقريًا ومسليًا، بينما رأى آخرون أنه مجرد مبالغة تسويقية لا تعكس الواقع دائمًا. وبينما ضحك الكثير من المتابعين، لم يخف عشاق أبل انزعاجهم من هذه السخرية، معتبرين أن الأداء الشامل للآيفون لا يُقارن بسهولة.
تحليل تقني
من الناحية التقنية، مشكلة ارتفاع الحرارة ليست جديدة على الهواتف الذكية، لكنها ظهرت بشكل أوضح مع آيفون 15 برو. فقد أبلغ العديد من المستخدمين عن سخونة مفرطة أثناء تشغيل الألعاب أو حتى أثناء الشحن، حيث وصلت الحرارة في بعض الحالات إلى حوالي 45–47 درجة مئوية. هذه الأرقام تعكس تحديًا حقيقيًا لشركة أبل في إدارة الحرارة، خصوصًا مع الاعتماد على تصميم نحيف ومعالجات قوية.
في المقابل، ركزت شاومي على تطوير أنظمة تبريد متقدمة لتعزيز استقرار الأداء. أبرز هذه الحلول تقنية غرف البخار (VC Cooling) التي تساعد على تبديد الحرارة بشكل أسرع، إلى جانب استخدام معالج MediaTek Dimensity 9200+ المصمم لتقليل استهلاك الطاقة والحد من تراكم الحرارة. هذه العناصر تجعل الرسالة التي قدمتها شاومي في إعلانها أكثر واقعية، حتى وإن جاءت في قالب ساخر بالشوكولاتة.
سواء أحببنا أسلوب شاومي أم لا، فقد نجحت في لفت الانتباه وتذكير الجميع بأنها منافس جدي لأبل. الإعلان بالشوكولاتة قد يكون مجرد حركة دعائية، لكنه يعكس بوضوح أن حرب الهواتف الذكية لم تعد فقط بالأرقام والمواصفات، بل أيضًا بالابتكار في التسويق.