في عالم الجريمة، غالبًا ما نسمع عن خطط محكمة وعمليات سطو معقدة. لكن بين الحين والآخر، تظهر قصة تتجاوز المنطق وتتحول إلى حادثة طريفة يتناقلها الناس بابتسامة. هذا بالضبط ما حدث في ضاحية كينمور الهادئة بمدينة بريزبان الأسترالية، حيث وقعت سرقة أحذية يمكن وصفها بالأكثر غرابة على الإطلاق.
مشهد لا يتكرر: لص هادئ ومهمة غير مكتملة
تخيل المشهد: رجل في التاسعة والأربعين من عمره، يرتدي ملابس عمل عادية، يدخل مركزًا تجاريًا وهو يدفع عربة تسوق تحمل حقيبة سفر كبيرة. لم يكن يبدو عليه أي توتر، بل على العكس، كان يضع سماعات رأس وكأنه يستمتع بموسيقاه المفضلة. بدأ الرجل يتجول بهدوء ثم توقف عند طاولة عرض عليها مجموعة من الأحذية المخفضة. وبكل برود، بدأ يجمع الأحذية ويضعها في حقيبته، حذاءً تلو الآخر، حتى وصل العدد إلى 53 حذاءً.
حتى هذه اللحظة، قد تبدو كأي سرقة أحذية أخرى. لكن التفصيل الذي جعل هذه القصة فريدة هو أن جميع الأحذية التي استولى عليها كانت للقدم اليمنى فقط! فالمتاجر غالبًا ما تعرض فردة واحدة من كل زوج لتجنب مثل هذه السرقات، وهو ما غاب تمامًا عن ذهن هذا اللص.
عندما تفضح التكنولوجيا غباء الجريمة
تعتبر هذه الحادثة مثالًا صارخًا على أن الجريمة، بغض النظر عن مدى بساطتها، لم تعد سهلة في عصرنا الرقمي. لعبت كاميرات المراقبة عالية الجودة دورًا محوريًا في كشف هذه السرقة الغريبة. لقد أظهرت اللقطات وجه الفاعل بوضوح وهو يقوم بفعلته، مما سهّل على الشرطة مهمة تعقبه والوصول إليه.
هنا يكمن الدرس الحقيقي: التكنولوجيا لا تردع المجرمين المحترفين فحسب، بل تفضح أيضًا السارقين الأقل ذكاءً وتحولهم إلى مادة للسخرية العالمية. هذه الواقعة لم تكن مجرد سرقة أحذية، بل كانت عرضًا كوميديًا غير مقصود، أثبت أن التخطيط السيئ والملاحظة الضعيفة يؤديان إلى نتائج كارثية وفكاهية في آن واحد.
ما وراء الكواليس
لم تكن هذه مجرد قصة عابرة، بل كانت لها أبعاد أخرى لم تذكرها التقارير الأولية.
- قيمة المسروقات: قدرت صاحبة المتجر، تمارا شوروك، قيمة الأحذية المسروقة بحوالي 7,000 دولار أسترالي، مما كان سيشكل خسارة كبيرة لمتجرها العائلي.
- سرعة الاستجابة: بفضل اللقطات الواضحة ومساعدة الجمهور الذي تعرف على الرجل، تمكنت شرطة إندوروبيلي من تحديد هوية الرجل والقبض عليه في غضون أيام قليلة في منطقة “غولد كوست”.
- مصير الأحذية: تم استعادة جميع الأحذية الـ 53 وإعادتها إلى المتجر، حيث استقبلتها صاحبته بفرحة عارمة، واصفة الحدث بـ “أفضل لم شمل للقدم اليمنى على الإطلاق”.
تأتي هذه الحادثة في وقت تشير فيه الإحصائيات في أستراليا إلى ارتفاع جرائم السرقة من المتاجر، حيث يربطها البعض بارتفاع تكاليف المعيشة. ومع ذلك، فإن الطبيعة غير المنطقية لهذه السرقة تحديدًا تجعلها استثناءً مثيرًا للاهتمام.
النهاية الحتمية: خطوة خاطئة نحو العدالة
في نهاية المطاف، وُجّهت للرجل تهمة اقتحام مبنى وارتكاب جناية، ومَثُل أمام المحكمة في اليوم التالي للقبض عليه. وقال الرقيب بريندان بلايث من شرطة إندوروبيلي إن الطبيعة الفريدة للقضية ساعدت المحققين بشكل كبير. وأضاف: “ليست كل يوم نواجه قضية سرقة أحذية بهذه الطريقة الغريبة، لكنها تذكير بأننا نأخذ كل البلاغات على محمل الجد”.
وهكذا، انتهت مغامرة اللص الذي أراد كنزًا من الأحذية، ليجد نفسه بمجموعة لا قيمة لها وبمواجهة مع العدالة. ربما في المرة القادمة، سيتأكد من أن خطته “صحيحة” من كل النواحي! 👟
المصدر: ديلي ميل
1. ماذا سرق الرجل من المتجر الأسترالي؟
سرق الرجل 53 حذاءً، لكن الغريب أنها كانت جميعها مخصصة للقدم اليمنى فقط.
2. كيف تمكنت الشرطة من القبض عليه بهذه السرعة؟
تمكنت الشرطة من القبض عليه بفضل لقطات كاميرات المراقبة الواضحة ومساعدة المواطنين الذين تعرفوا عليه.
3. لماذا كانت كل الأحذية المسروقة للقدم اليمنى؟
لأن العديد من المتاجر تعرض فردة حذاء واحدة فقط (عادة اليمنى) على طاولات العرض كإجراء أمني لمنع السرقة، بينما يتم الاحتفاظ بالفردة اليسرى في المخزن.
4. هل تم استعادة الأحذية المسروقة؟
نعم، نجحت الشرطة في استعادة جميع الأحذية الـ 53 وإعادتها إلى المتجر.
