النقاط الرئيسية
- زيلينسكي يشكّل وفدًا رفيع المستوى للتفاوض مع روسيا والولايات المتحدة.
- ترامب يمارس ضغطًا مباشرًا ويمنح كييف “مهلة” للرد على خطة السلام.
- الخطة الأميركية تتضمن تنازلات إقليمية كبيرة وضمانات أمنية غربية.
🇺🇦 أوكرانيا على الطاولة: بداية مسار تفاوضي قسري
في خطوة وُصفت بأنها الأكثر حساسية منذ بداية الحرب، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسومًا لتشكيل وفد رسمي للتفاوض مع الولايات المتحدة وروسيا من أجل الوصول إلى صيغة سلام تنهي الحرب الممتدة منذ فبراير 2020.
الخطوة جاءت في وقت يشتد فيه الضغط الأميركي على كييف، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي لمّح فيها إلى أن استمرار الدعم الأميركي مرهون بقبول خطة السلام.
زيلينسكي يدرك أن المشهد العسكري يتغيّر، وأن نافذة المناورة بدأت تضيق، ما دفعه لاتخاذ خطوة غير مرغوبة لكنها ضرورية.
من داخل الوفد: أسماء عسكرية واستخباراتية تكشف طبيعة المفاوضات
يترأس الوفد أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي، لكن اللافت هو وجود:
- رئيس الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف
- رئيس هيئة الأركان أندريه غناتوف
- سكرتير مجلس الأمن القومي رستم أوميروف
هذه التركيبة توحي بأن المباحثات ستتركّز على الأمن والحدود وخطوط التماس أكثر من الملفات السياسية، وأن أوكرانيا تستعد لمناقشة خرائط ومعادلات عسكرية حساسة.
🇺🇸 ترامب… ضغط مباشر وإيقاع سريع
ترامب قالها بوضوح:
الخميس هو الموعد الأنسب لرد كييف… وإلا ستواصل القتال وحدها.
ورغم تركه هامشًا للتمديد، لكنه يفرض أسلوب “الوقت الضاغط” الذي يشتهر به، ليضع زيلينسكي أمام خيارين:
✔️ قبول الخطة
❌ أو خسارة الدعم الأميركي
ومن دون دعم واشنطن، لا يمكن لأوكرانيا الحفاظ على خطوطها الأمامية ولا منظومتها الدفاعية.
اقرأ أيضاً:
🇷🇺 روسيا… الرابح الصامت حاليًا
في المقابل ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتاحًا؛ إذ وصف الخطة بأنها أساس قابل للنقاش، وحث كييف على “انتهاز الفرصة قبل فوات الأوان”.
بالنظر إلى تفاصيل الخطة، من الطبيعي أن يظهر الكرملين بهذه الثقة، فهي تتضمن مكاسب جغرافية وسياسية لطالما طالبت بها موسكو.
الخطة الأميركية: مكاسب لروسيا… وخسائر لأوكرانيا
الخطة التي سرّبتها وسائل إعلام غربية تتضمن نقاطًا تعتبرها كييف “مريرة”، أبرزها:
1) تنازلات إقليمية كبرى
- التخلي عن كامل القرم
- التنازل عن أجزاء واسعة من دونيتسك ولوغانسك
- تجميد خطوط التماس في خيرسون وزابوريجيا
- تسليم روسيا نحو 2300 كلم² إضافية
مقابل انسحاب روسي محدود من بعض مناطق خاركيف ودنيبرو.
2) تغيير الهوية الاستراتيجية لأوكرانيا
- التخلي عن الانضمام إلى الناتو
- السماح فقط بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
- منع أي قوات دولية من دخول الأراضي الأوكرانية
3) التزامات غربية طويلة المدى
- ضمانات أمنية أميركية تشبه مظلة الناتو
- تخصيص 100 مليار دولار لإعادة الإعمار
- فتح الباب لعودة روسيا تدريجيًا إلى الاقتصاد العالمي
لماذا يتحرك زيلينسكي الآن؟
هناك ثلاثة أسباب واضحة:
1) خسائر ميدانية شرقًا
القوات الروسية تتقدم بوتيرة ثابتة، ما يضغط على الجيش الأوكراني ويستنزف احتياطاته.
2) أزمة الطاقة
ضربات روسيا لمحطات الكهرباء قبل الشتاء تضع أوكرانيا في وضع هشّ.
3) تهديد فقدان الدعم الأميركي
الجيش الأوكراني يعتمد بنسبة ضخمة على المعلومات والاستخبارات والتمويل الأميركي.
زيلينسكي يعلم أن الخيارات المتاحة ضيقة جدًا، وقرار التفاوض هو محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
هل نحن أمام بداية نهاية الحرب؟
ليس بعد، لكن:
- الطاولة بدأت تُنصب
- الضغط الأميركي يتسارع
- روسيا مستعدة لتفاهم بشروطها
- أوروبا منهكة اقتصاديًا من الحرب
وهذا قد يعني أن الأشهر المقبلة ستشهد أكبر تحول سياسي منذ 2020، وربما بداية هندسة واقع جديد على حدود أوروبا الشرقية.
المصدر:
رويترز
الأسئلة الشائعة
هل تعني خطوة زيلينسكي أن أوكرانيا ستقبل بالخطة الأميركية؟
ليس بالضرورة، لكنها إشارة إلى أن كييف لم تعد قادرة على تجاهل الضغوط الأميركية والدولية.
لماذا يبدو بوتين الأكثر استفادة من الخطة؟
لأن البنود المسربة تمنح موسكو اعترافًا فعليًا بسيطرتها على أجزاء واسعة من الشرق والقرم.
هل يمكن أن تنهار الجبهة الأوكرانية إذا توقف الدعم الأميركي؟
نعم، فواشنطن هي الداعم الأول استخباراتيًا وماليًا وعسكريًا.
ما المكاسب التي قد تحصل عليها أوكرانيا لو قبلت الخطة؟
ضمانات أمنية غربية، وأموال إعادة إعمار، واستقرار سياسي داخلي مؤقت.
هل يمكن أن تعارض أوروبا الخطة؟
أوروبا مرهقة من الحرب، ومن المستبعد أن تعارض أي حل يحقق وقف القتال.
