زهير قنوع ينتقد الفنانين الثوريين الجدد: الفن رسالة بناء لا شعارات انتقام
في مشهد يعكس التحولات التي يشهدها الوسط الفني السوري، خرج المخرج زهير قنوع ينتقد الفنانين الثوريين بكلمات لاذعة وجهها إلى بعض زملائه من الفنانين الذين تبنوا الخطاب الثوري دون أن يترجموه إلى إنجازات حقيقية.
دعوة لتحويل النضال إلى فن هادف
في اتصال مع قناة “روسيا اليوم”، قال قنوع، الذي يشغل منصب مدير العلاقات العامة في نقابة الفنانين السوريين، جملة اختصر فيها موقفه:
“عيب.. خلصنا.. نقطة.. حاج ثرثرات بلا طعمة.. فرجونا شغلكم وإبداعاتكم من أجل سوريا الجديدة.”
وأنهى حديثه بجملة ذات دلالة:
“حي على العمل”.
إعلان
رسالة واضحة بأن زمن الكلام قد انتهى، وحان وقت الفعل والإنتاج.
بين الثورة الحقيقية والاستعراض الإعلامي
وجه قنوع رسالته إلى من وصفهم بـ”بعض الفنانين الثوريين والثوريين الجدد”، خاصةً أولئك الذين يعيشون في أوروبا. دعاهم إلى تحويل “قصصهم النضالية” إلى أعمال فنية مؤثرة بدلًا من التباهي بسير ذاتية “غير مقنعة”.
وقال:
“إن كنتم ثوارًا فعلاً، كونوا بلسماً ومحضر خير وسلام. فالثائر المنتصر خيّرٌ متسامح لا حاقد”.
وهنا يبرز الفرق بين من يرى في الثورة مشروع بناء، وبين من يتعامل معها كمنصة للشهرة.
انتقادات لتصريحات متعالية ومظاهر سطحية
لم يتوقف قنوع عند حد الانتقاد العام، بل هاجم بشكل مباشر ما أسماه “اللقاءات المهينة المليئة برائحة الانتقام”، و”التقييمات الساذجة”، مشيرًا إلى غياب المشاريع الحقيقية عن هؤلاء الفنانين.
تساءل قنوع:
“أين مسرحياتكم ونصوصكم ومشاريع أفلامكم؟ أين مساهماتكم الفاعلة في المجتمع؟ ماذا عن منشوراتكم الداعمة للمستقبل؟”
وأضاف مستشهدًا بالفنان السوري جهاد عبده كنموذج:
“جهاد عبده يعمل، لا يسطر ويروي الترهات، ومثله يفعل فنانو الثورة الصادقون”.
ما وراء التصريحات: رسالة للفنانين الشباب
رسالة زهير قنوع لا تقتصر على نقد النفاق أو الادعاء، بل تتجاوز ذلك إلى تحفيز الفنانين على الابتكار والعمل الحقيقي في سبيل مستقبل سوريا. إنها دعوة واضحة لترك الشعارات والعمل على بناء مشروعات سينمائية ومسرحية تعبّر عن معاناة السوريين وتطلعاتهم.
خاتمة: الفن رسالة لا رد فعل
تصريحات زهير قنوع ينتقد الفنانين الثوريين تكشف عن واقع منقسم داخل الوسط الفني السوري، لكنها في الوقت ذاته تدعو إلى التحول من الجدل والادعاء إلى العمل والإبداع. فالفن ليس ساحة استعراض سياسي، بل أداة لتغيير المجتمعات والنهوض بها من بين الركام.
المصدر:
روسيا اليوم