النقاط الرئيسية
- روبوت طبي بحجم حبة الرمل قادر على التنقل داخل الأوعية بدقة متناهية.
- الروبوت يحرر الدواء مباشرة داخل العضو المصاب مع تقليل الآثار الجانبية.
- تجارب ناجحة على الخنازير، والتجارب البشرية متوقعة خلال 3–5 سنوات.
من فكرة مستحيلة إلى تجربة ناجحة
في تطور علمي غير مسبوق، كشف باحثون في جامعة ETH زيوريخ عن روبوت طبي متناهي الصغر، لا يتجاوز حجم حبة الرمل، قادر على الانزلاق داخل الأوعية الدموية وصولًا إلى أعضاء محددة لتحرير الدواء مباشرة داخل نقطة المرض، بدلًا من انتشاره في الجسم بأكمله كما هو الحال مع العلاجات التقليدية.
هذا الابتكار يفتح بابًا واسعًا أمام علاجات دقيقة تستهدف الأورام، التمددات الشريانية، وأمراض الدماغ التي تحتاج وصولًا مباشرًا للدواء.
كيف يعمل الروبوت؟ تحكم مغناطيسي أشبه بجراحة بدون مشرط
الكبسولة—أو الروبوت المجهرى—تعتمد على نظام مغناطيسي شديد الدقة يتكون من ستة ملفات كهرومغناطيسية، تُوضع حول المريض، وتُصدر مجالات تستطيع:
- دفع الروبوت
- سحبه
- توجيهه داخل أوعية دقيقة
- وحتى السير عكس اتجاه تدفق الدم
الجراح يستخدم جهاز تحكم يشبه عصا PlayStation لتوجيه الروبوت داخل الشرايين المعقدة، في تجربة تحمل مستقبلاً جديدًا للجراحة الدقيقة.
المواد المُكوّنة للروبوت: صغيرة الحجم.. قوية التأثير
يتكوّن الروبوت من مزيج طبي آمن يشمل:
- التنتالوم: معدن ثقيل يكشف موقع الروبوت بالأشعة السينية
- جزيئات أكسيد الحديد: تمنحه الاستجابة للمجالات المغناطيسية
- جيلاتين طبي قابل للذوبان: يحمل الدواء ويحرره عند وصول الروبوت للهدف
وعند الوصول إلى الموقع المطلوب، يستطيع الجراح إذابة الغلاف الجيلاتيني لإطلاق الدواء مباشرة داخل النسيج المصاب بدون انتشار واسع في الدورة الدموية.
الاختبارات على الحيوانات: نجاح يمهّد للخطوة الأكبر
تم اختبار الروبوت على:
- خنازير ذات تشريح وعائي قريب من الإنسان
- نماذج سيليكون تحاكي الأوعية البشرية
النتيجة:
تنقّل الروبوت بسلاسة ودقة داخل القنوات الضيقة ووصل إلى الهدف دون أي أضرار.
ويتوقع الباحثون بدء التجارب السريرية على البشر خلال 3–5 سنوات.
لماذا يُعد هذا الابتكار بداية عصر طبي جديد؟
هناك عدة أسباب تجعل هذا الروبوت من أهم التطورات الطبية خلال العقد الحالي:
✔ 1) سيحلّ أبرز مشكلة تواجه الأدوية الحديثة
كثير من العلاجات تفشل بسبب الآثار الجانبية الناتجة عن انتشارها في كامل الجسم.
هنا، الدواء يُرسل إلى مكان محدد وبجرعة مركّزة.
✔ 2) سيجعل جراحة الدماغ والأوعية أقل خطورة
بدل فتح الجمجمة أو إدخال قساطر طويلة، سيكون بالإمكان إرسال روبوت دقيق يعالج من الداخل.
✔ 3) يرفع مستوى الأمان ويقلل وقت التعافي
لا جرح، لا شق، لا نزيف كبير… فقط توجيه مغناطيسي من خارج الجسم.
✔ 4) يفتح الباب لعصر الروبوتات المجهرية
هذا الروبوت ليس سوى البداية.
خلال عشر سنوات ربما نرى:
- روبوتات تنظف الترسبات في الشرايين
- روبوتات تقيس الضغط داخل الدماغ مباشرة
- روبوتات تهاجم الخلايا السرطانية واحدة تلو الأخرى
نحن أمام ثورة مشابهة لاختراع المنظار الطبي… لكن بمقياس ميكروسكوبي.
المصدر:
واشنطن بوست
