لعقود طويلة، كان حلم زيارة عالم ديزني الساحر يتطلب رحلة طويلة إلى أورلاندو، باريس، أو طوكيو. لكن الآن، هذا الحلم يغرس جذوره في قلب الصحراء العربية. فقد أحدث إعلان شركة “ديزني” في مايو 2025 عن اختيار أبوظبي لاحتضان أول حديقة ترفيهية جديدة لها منذ 15 عامًا، ضجة عالمية لم تقتصر على عشاق “ديزني” فحسب، بل امتدت إلى خبراء الاقتصاد والسياحة. وبالتالي، لم يعد السؤال “هل ستنافس أبوظبي أورلاندو؟” بل “متى ستتفوق عليها؟”.
ضجة إلكترونية وردود فعل عالمية
بمجرد انتشار الخبر، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بتفاعل هائل. ففي غضون ساعات، تصدرت وسوم مثل #ديزني_في_أبوظبي و #DisneylandAbuDhabi المنصات الرقمية. عبرت العائلات في المنطقة عن حماسها الشديد لوجود وجهة ديزني على بعد خطوات منهم، بينما رأى المستثمرون والمحللون الاقتصاديون في هذه الخطوة دفعة هائلة لقطاعي العقارات والضيافة. علاوة على ذلك، أثار القرار نقاشًا عالميًا حول تحول مركز الثقل السياحي شرقًا، حيث أصبحت أبوظبي تقدم تجربة متكاملة تجمع بين الفخامة، الأمان، وسهولة الوصول.
لماذا أبوظبي؟ وصفة النجاح المتكاملة
قد يبدو اختيار أبوظبي مفاجئًا للوهلة الأولى، لكن نظرة أعمق تكشف عن قرار استراتيجي مدروس بعناية من قبل “ديزني”. في الواقع، لم تكن الشركة تختار مجرد موقع، بل شريكًا يمتلك بنية تحتية جاهزة ورؤية طموحة.
- موقع استراتيجي: تقع أبوظبي عند ملتقى قارات العالم، مما يضعها على بعد رحلة طيران قصيرة لملايين الزوار المحتملين من أوروبا، آسيا، وإفريقيا.
- بنية تحتية عالمية: جزيرة ياس ليست مجرد أرض خام، بل هي منظومة ترفيهية متكاملة وناجحة بالفعل. فهي تحتضن أسماء عملاقة مثل “عالم فيراري” الذي يضم أسرع أفعوانية في العالم، و**”عالم وارنر براذرز”، و“ياس ووتروورلد”، و“سي وورلد جزيرة ياس”**. هذه المشاريع، التي تديرها شركة “ميرال” بكفاءة عالية، أثبتت قدرة الإمارة على تشغيل وجهات ترفيهية عالمية المستوى، مما يمنح “ديزني” ثقة مطلقة.
- تجربة زوار لا تضاهى: في الوقت الذي يواجه فيه السفر إلى الولايات المتحدة تحديات مثل إجراءات التأشيرة المعقدة، تقدم أبوظبي بديلاً سلسًا. حيث يمكن لمواطني العديد من الدول الدخول بدون تأشيرة، كما أن مطارها الحديث يشتهر بالكفاءة والسرعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عوامل الأمان (حيث تحتل الإمارات مراتب متقدمة في مؤشر السلام العالمي) والتجارب الداخلية المكيفة تجعلها وجهة مثالية على مدار العام.

ليست مجرد مدينة ملاهي، بل ورقة رابحة في الاقتصاد
يمثل مشروع ديزني لاند أبوظبي أكثر من مجرد إضافة ترفيهية. إنه تتويج لاستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى بناء هوية عالمية لأبوظبي كعاصمة للثقافة والترفيه والابتكار. بينما واجهت مشاريع ترفيهية أخرى في المنطقة تحديات في بداياتها، تعلمت أبوظبي الدرس جيدًا. فهي لم تبدأ من الصفر، بل بنت على نجاحات قائمة.
إن دمج القوة الناعمة لعلامة تجارية مثل “ديزني” مع الرؤية الثقافية الطموحة لجزيرة السعديات المجاورة (التي تحتضن متحف اللوفر أبوظبي وقريبًا متحف غوغنهايم)، يخلق منتجًا سياحيًا فريدًا لا يمكن لأي مدينة أخرى، بما في ذلك أورلاندو، أن تقدمه بنفس المزيج. إنها رسالة واضحة بأن أبوظبي لا تريد فقط استقطاب السياح، بل تريد أن تكون جزءًا من ذكرياتهم وتطلعاتهم الثقافية.
المستقبل الآن: ما الذي يمكن أن نتوقعه؟
من المقرر افتتاح ديزني لاند أبوظبي في مطلع ثلاثينيات القرن الحالي، ومن المتوقع أن يكون المنتجع الأكثر تطورًا من الناحية التكنولوجية في العالم. سيتولى فريق “Disney Imagineers” الأسطوري التصميم الإبداعي، بينما ستتولى “ميرال” عمليات التطوير والتشغيل، في شراكة تضمن الحفاظ على سحر ديزني مع لمسة من الضيافة الإماراتية الأصيلة.
ومع طموح أبوظبي للوصول إلى أكثر من 39 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، فإن وجود “ديزني” كجوهرة التاج في جزيرة ياس يجعل هذا الهدف واقعيًا بل وربما متواضعًا. في النهاية، ما نشهده اليوم ليس مجرد بناء حديقة جديدة، بل هو ولادة أسطورة ترفيهية جديدة في قلب العالم.
أسئلة شائعة حول ديزني لاند أبوظبي:
1. متى سيتم افتتاح ديزني لاند أبوظبي؟
من المتوقع افتتاح الحديقة في جزيرة ياس مطلع ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
2. أين سيقع منتجع ديزني الجديد؟
سيقع المنتجع في جزيرة ياس بأبوظبي، والتي تضم بالفعل مدنًا ترفيهية عالمية أخرى مثل عالم فيراري وعالم وارنر براذرز.
3. من هي الشركة المسؤولة عن تطوير المشروع؟
ستتولى شركة “ميرال” الإماراتية، التي تدير معالم جزيرة ياس الأخرى، تطوير وبناء وتشغيل الحديقة، بينما سيتولى فريق “Disney Imagineers” الجانب الإبداعي.
4. لماذا اختارت ديزني أبوظبي؟
بسبب البنية التحتية الترفيهية القوية الموجودة بالفعل في جزيرة ياس، والموقع الجغرافي الاستراتيجي لأبوظبي، وسهولة الوصول والأمان الذي توفره للزوار.
5. هل ستؤثر ديزني لاند أبوظبي على السياحة في أورلاندو؟
نعم، من المتوقع أن تخلق منافسة قوية، حيث تقدم أبوظبي بديلاً جذابًا ومتكاملًا يجمع بين الترفيه والثقافة والرفاهية، خاصة للزوار من آسيا وأوروبا وإفريقيا.
