شهدت وول ستريت انهيارًا حادًا في صناديق الاستثمار المتداولة، حيث تراجعت قيمتها بنسبة 40% بعد سلسلة من التقارير الاقتصادية المخيبة للآمال وتصاعد ضغوط البيع.
هذا الانهيار المفاجئ ألقى بظلاله على الأسواق المالية، وأثار قلق المستثمرين بشأن السياسة التجارية الأمريكية، مما دفعهم إلى تقليل المخاطر في جميع المجالات.
جاء هذا الانهيار بعد فترة قصيرة من انتعاش صناديق الاستثمار المتداولة عالية المخاطر وعالية العائد، والتي حققت مكاسب كبيرة بعد الانتخابات الأمريكية.
لكن مع ظهور مؤشرات اقتصادية سلبية، انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب، وتحولت هذه الصناديق من مضاعفة الأرباح إلى خسائر فادحة، مما أدى إلى إعصار مالي دمر كل شيء في طريقه.
صناديق الاستثمار المتداولة في وول ستريت: من الصعود السريع إلى الهبوط الحاد
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في وول ستريت تقلبات حادة بعد انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية لمدة أربعة أيام متتالية.
وتأثرت بشكل خاص الصناديق ذات الرافعة المالية التي تعتمد على مضاعفة أداء الأسهم عبر المشتقات المالية، ما جعلها عرضة لتقلبات السوق بشكل أكبر.
من أبرز الخاسرين كانت الصناديق المرتبطة بشركة مايكل سايلور لتخزين البيتكوين، حيث انخفضت قيمتها بنحو 40% في ثلاثة أيام.
كما تراجعت الصناديق ذات الرافعة المالية المرتبطة بأسهم إنفيديا، وتسلا، وأمازون، بالإضافة إلى رهانات الابتكار وأشباه الموصلات التي انخفضت بنسبة 20%.
قال ماكس واسرمان، مدير المحفظة في ميرامار كابيتال:
إعلان
“يمكن أن يعمل الزخم بشكل رائع عندما يكون في صالحك، ولكن عندما لا يكون كذلك، كن حذرًا. إنه مثل الإمساك بسكين ساقط.”
هذا التصريح يعكس حالة القلق التي تسود في وول ستريت، حيث يواجه المستثمرون خسائر غير متوقعة بعد فترة من المكاسب السريعة.
صناديق الاستثمار المتداولة في وول ستريت: من الصعود السريع إلى الهبوط الحاد
الأسباب وراء الانهيار: تقارير اقتصادية مخيبة للآمال
يرجع الانهيار في صناديق الاستثمار المتداولة في وول ستريت إلى تقارير اقتصادية مخيبة للآمال، أبرزها:
تراجع مبيعات المنازل القائمة.
انخفاض معنويات المستهلك.
ضعف نشاط الأعمال.
كما أظهر تقرير مجلس المؤتمرات أن ثقة المستهلك الأمريكي انخفضت بأكبر قدر منذ أغسطس 2021، بسبب المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد والسياسات الاقتصادية.
هذه التقارير السلبية أدت إلى تصاعد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، مما زاد من ضغوط البيع على الأسهم.
تزامنت هذه البيانات مع عدم اليقين بشأن سياسات التجارة الأمريكية، ما أدى إلى حالة من الذعر بين المستثمرين ودفعهم إلى التخلي عن الأصول عالية المخاطر.
تأثير الرافعة المالية على صناديق الاستثمار المتداولة
كانت الصناديق ذات الرافعة المالية من بين أكثر المتأثرين بانهيار وول ستريت، إذ تعتمد هذه الصناديق على المشتقات المالية لمضاعفة العائدات أو تقديم أداء معاكس.
لكن مع انخفاض مؤشرات الأسهم، تضاعفت الخسائر بشكل كبير، ما أدى إلى هبوط حاد في قيمتها.
أظهر تحليل من بلومبرغ إنتليجنس أن 95 مليار دولار من الأصول كانت مستثمرة في رهانات صعودية عبر هذه الصناديق، بينما كانت 9 مليارات دولار فقط في استراتيجيات الرهانات الهابطة.
هذا يعني أن معظم المستثمرين كانوا يراهنون على الصعود، مما ضاعف من حجم الخسائر عند انخفاض السوق.
قال بيتر تشير من أكاديمي سيكيوريتيز:
“شعبية هذه الصناديق الهائلة زادت من تأثيرها على المشاعر في السوق. ومع نمو العملات المشفرة والأوراق المالية ذات الصلة، أصبح هذا الخطر أكثر وضوحًا.”
تأثير الرافعة المالية على صناديق الاستثمار المتداولة
تأثير انهيار التكنولوجيا على صناديق الاستثمار
لم تقتصر الخسائر في وول ستريت على الصفقات ذات الرافعة المالية فقط، بل شملت أيضًا الرهانات البسيطة على شركات التكنولوجيا.
انخفض مؤشر السبعة الرائعين للشركات الكبرى بنسبة 3.4%، كما تراجع صندوق ARK Innovation ETF التابع لـ كاثي وود بنسبة 6.7%.
كانت تسلا وروكو وبالانتير للتكنولوجيا من بين أكبر الخاسرين، مما أدى إلى تدفقات خارجة من الصناديق المتداولة في البورصة للشهر الرابع عشر على التوالي.
أدى ذلك إلى انخفاض الأصول الخاضعة للإدارة عبر مجموعة صناديق ARK إلى حوالي 12 مليار دولار، مقارنة بـ 60 مليار دولار قبل أربع سنوات.
خلاصة: هل تعود صناديق الاستثمار إلى الصعود؟
تُظهر الخسائر الفادحة في صناديق الاستثمار المتداولة في وول ستريت أن السوق المالي لا يزال هشًا ويعتمد بشكل كبير على التقارير الاقتصادية والمشاعر السائدة.
مع تصاعد المخاوف الاقتصادية واستمرار ضغوط البيع، يبقى السؤال:
هل تعود صناديق الاستثمار إلى الصعود أم أن الانهيار سيستمر؟
رغم الخسائر الكبيرة، يرى بعض المحللين أن هذا الانهيار قد يكون فرصة لاقتناص الصفقات في حال تحسنت المؤشرات الاقتصادية.
لكن الحذر مطلوب، خاصةً مع التقلبات الحادة التي تشهدها وول ستريت.
هل تستعيد صناديق الاستثمار المتداولة عافيتها؟
هذا ما ستكشفه الأشهر القادمة، لكن المؤكد أن المستثمرين بحاجة إلى الحذر في مواجهة التقلبات الاقتصادية.
[…] اشترت نحو 764,000 محفظة عملة ترامب الرقمية، ولكنها تكبدت خسائر فادحة، بينما تمكنت 58 محفظة فقط من تحقيق أرباح تتجاوز 10 […]