في مشهد متكرر يعكس التغيرات المناخية المتسارعة، تجد كندا نفسها هذا الأسبوع أمام تحدٍ بيئي خطير، بعدما اندلعت سلسلة من حرائق الغابات في كندا، دفعت حكومتي إقليمَي ساسكاتشوان ومانيتوبا إلى إعلان حالة الطوارئ. هذه الحرائق، التي لا تزال مشتعلة في العديد من المناطق الشمالية، أجبرت عشرات الآلاف من السكان على النزوح، وسط جهود مكثفة من الجيش والسلطات المحلية لاحتواء الأزمة.
ساسكاتشوان تعلن حالة الطوارئ: تهديد مباشر للمجتمعات الشمالية
صرّح رئيس وزراء ساسكاتشوان، سكوت موي، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، قائلاً:
“اليوم نعلن حالة طوارئ على مستوى الإقليم فيما تهدد حرائق الغابات مجتمعاتنا وأجبرت الآلاف من سكاننا بالفعل على ترك منازلهم”.
وبحسب وكالة السلامة العامة في الإقليم، فقد تم تسجيل 16 حريقًا نشطًا حتى مساء الخميس، تم احتواء 3 منها فقط. الوضع لا يزال متقلبًا، وتزداد المخاوف من اتساع رقعة النيران بفعل الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة.
مانيتوبا: إجلاء 17 ألف شخص في أكبر عملية من نوعها
لم يكن الوضع في مانيتوبا أقل خطورة. فقد أعلن رئيس الوزراء، واب كينو، حالة الطوارئ الأربعاء، مؤكدًا أن حرائق الغابات أجبرت نحو 17 ألف شخص على مغادرة منازلهم، في ما وصفه بـ”أكبر عملية إجلاء في ذاكرة معظم السكان”.
وأكد كينو أن الحكومة طلبت تدخل الجيش الكندي، وقد وافق رئيس الوزراء الفيدرالي مارك كارني على إرسال القوات المسلحة للمساعدة في عمليات الإجلاء وإطفاء النيران.
“تم استدعاء الجيش للمساعدة هنا نظرا لحجم الإجلاء الهائل… ويسعدني أن أقول إن رئيس الوزراء وافق على هذا الطلب”، أضاف كينو.
كيف تساعد حالة الطوارئ في مواجهة الكوارث البيئية؟
إعلان حالة الطوارئ يسهّل على السلطات اتخاذ قرارات عاجلة وسريعة مثل:
- نقل السكان من المناطق المعرضة للخطر.
- تخصيص موارد إضافية مثل الحافلات والطائرات لإجلاء الناس.
- إنشاء مراكز إيواء طارئة بمعدات طبية وغذائية.
- تسريع وصول الدعم العسكري والمساعدات اللوجستية.
في ظل تكرار هذه الكوارث الطبيعية، تشير هذه التحركات إلى ضرورة تطوير بنية تحتية مرنة لمواجهة التغير المناخي، خاصة في المناطق المعرضة سنويًا للحرائق والجفاف.
خاتمة: هل أصبحت حرائق الغابات واقعًا سنويًا في كندا؟
مع تصاعد حرائق الغابات في كندا خلال السنوات الأخيرة، لم يعد الأمر مجرد حادثة استثنائية. بل إن ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض معدلات الأمطار، وانتشار الرياح الجافة، كلها عوامل تهيئ البيئة لاندلاع حرائق واسعة النطاق.
إن سرعة استجابة الحكومات الإقليمية، وتعاونها مع الحكومة الفيدرالية، يمثلان خطوة مهمة. لكن المستقبل يتطلب المزيد من الخطط الاستباقية، والاستثمار في التكنولوجيا، وتعزيز الوعي المجتمعي، للحد من هذه الكوارث قبل وقوعها.
المصدر: وكالة الأنباء الألمانية
ما هي أسباب حرائق الغابات المتكررة في كندا؟
حرائق الغابات تحدث بسبب مزيج من العوامل الطبيعية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى بعض العوامل البشرية مثل إشعال النار في الأماكن غير المخصصة.
لماذا أعلنت ساسكاتشوان ومانيتوبا حالة الطوارئ؟
للسماح للسلطات بالتحرك بسرعة لإجلاء السكان وتوفير المساعدات وتنسيق الجهود مع الجيش وفرق الإنقاذ.
كم عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بسبب حرائق مانيتوبا؟
حوالي 17 ألف شخص تم إجلاؤهم في أكبر عملية إخلاء تشهدها المقاطعة حتى اليوم.
هل سيتم احتواء الحرائق قريبًا؟
حتى الآن، لا توجد مؤشرات حاسمة، لكن تدخل الجيش وفرق الإطفاء المتخصصة يهدف إلى السيطرة عليها خلال الأيام القادمة.
