جهاد عبده مدير عام المؤسسة العامة للسينما — هذا التعيين الذي صدر عن وزارة الثقافة السورية، لم يكن خبرًا عاديًا في الوسط الفني، بل لحظة رمزية لعودة فنان ترك بصمته في هوليوود، واختار العودة لوطنه حاملاً مشروعًا فكريًا وفنيًا لإحياء السينما السورية بعد سنوات من الإقصاء.
من المنفى إلى المؤسسة: مسار فني وإنساني فريد
ولد جهاد عبده عام 1962 في دمشق، وبدأ مسيرته الفنية بعزف الكمان، قبل أن ينتقل إلى دراسة المسرح بعد تخرجه من الهندسة المدنية في رومانيا. شارك في عشرات الأعمال السورية والعربية، ووقف على خشبات المسرح والشاشة الصغيرة لسنوات طويلة.
مع اندلاع الثورة السورية، اتخذ موقفًا معارضًا، دفع ثمنه بالنفي والابتعاد عن بلده قرابة 14 عامًا، عاشها في الولايات المتحدة حيث عمل بوظائف بسيطة كعامل توصيل وسائق، قبل أن يدخل مجددًا عالم الفن من بوابة السينما العالمية.
جهاد عبده وهوليوود: من التحدي إلى الإنجاز
رغم صعوبة البدايات، استطاع عبده أن يُثبت موهبته في أفلام عالمية مثل:
- “صورة ثلاثية الأبعاد للملك” إلى جانب توم هانكس
- “ملكة الصحراء” مع نيكول كيدمان
- “المولود الأول” للمخرج الإيراني علي آتشاني
- “جيران” مع المخرج الكردي مانو خليل
- فيلم “عالقبلة” الذي فاز بجائزة أوسكار للطلاب
هذه الأعمال لم تكن مجرد تجارب، بل محطات أعادت تعريف مكانة الفنان السوري في السينما العالمية.
عودة إلى سوريا.. وعودة للهوية
في تصريحه بعد تعيينه مديرًا عامًا للمؤسسة العامة للسينما، قال عبده إن السينما ليست ترفًا، بل ضرورة وطنية. وأكد أنه سيجعلها “صوت الناس لا السلطة، ومرآة التنوع لا أداة للهيمنة”، في إشارة واضحة إلى رؤيته للسينما كأداة لإعادة بناء الهوية السورية.
مشروع عبده: سينما توثق الحقيقة
بحسب عبده، فإن طموحه لا يتوقف عند إنتاج أفلام، بل يشمل:
- فتح الأبواب أمام المواهب الشابة في كل مناطق سوريا
- كسر احتكار الخطاب الواحد عبر سرد القصص الحقيقية
- تضميد الجراح الوطنية من خلال الفن الهادف
- تقديم صورة جديدة لسوريا كمهد للثقافة لا ساحة للحروب
السينما السورية في مفترق طرق
مع هذا التعيين، تجد المؤسسة العامة للسينما نفسها أمام فرصة ذهبية لاستعادة مكانتها، بعد عقود من التهميش والرقابة. وسيتوجب على عبده بناء جسور مع الجيل الجديد من صناع السينما، وتشجيع الإنتاج الحر والمستقل، والانفتاح على العالم من جديد.
إن تعيين جهاد عبده مدير عام المؤسسة العامة للسينما يحمل أبعادًا تتجاوز الفن، لتلامس وجدان وطن يبحث عن نفسه من جديد. في عودة هذا الفنان، إشارة إلى أن الثقافة قد تكون طريقًا للمصالحة، وأن الكاميرا قد تُحاكي ضمير أمة بأكملها.
🔹 المصدر:
وزارة الثقافة السورية، مقابلات وتصريحات رسمية.
أسئلة شائعة حول جهاد عبده والسينما السورية
من هو جهاد عبده؟
هو فنان سوري عالمي، بدأ مسيرته في دمشق ووصل إلى هوليوود بعد لجوئه إلى الولايات المتحدة، وشارك في أعمال عالمية.
ما هو منصب جهاد عبده الجديد؟
تم تعيينه مديرًا عامًا للمؤسسة العامة للسينما في سوريا.
ما هدفه من تولي المنصب؟
يريد تحويل السينما السورية إلى أداة للتعبير الحر وتوثيق الحقيقة، وإعادة رسم صورة سوريا عالميًا.
ما أبرز أعماله في هوليوود؟
“صورة ثلاثية الأبعاد للملك”، “ملكة الصحراء”، “جيران”، وفيلم “عالقبلة” الحائز على أوسكار طلابي.
كيف يخطط لتطوير السينما السورية؟
من خلال الانفتاح على التنوع الثقافي، دعم الشباب، وكسر المركزية الثقافية المفروضة سابقًا.