في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتقلص فيه الحدود بين الواقع والخيال، يبرز متحف “تيم لاب فينومينا” الجديد في أبوظبي كمحطة فنية غير تقليدية تهدف إلى تحفيز الحواس وتحفيز الوعي البيئي من خلال الفن الرقمي التفاعلي. هذه التجربة ليست فقط للمشاهدة، بل للمشاركة والانغماس الكامل.
تيم لاب أبوظبي.. بين الفن والهندسة الحسية
تصميم خارجي يتحدى التصنيف

في قلب المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، يطلّ متحف “تيم لاب” ببنية معمارية بيضاء ضخمة تتحدى العين لتصنيفها. فقد صُمّم المبنى بطريقة لا تشبه أي منشأة تقليدية، باستخدام آلاف الألواح غير المتماثلة. هذا الشكل “غير القابل للتحديد” ليس مجرد زخرفة، بل دعوة مبكرة للزائر للدخول في حالة من التأمل.
المبنى يمتد على مساحة 17,000 متر مربع، بما يشبه الكائن الحي الذي يتنفس الفن.
الظلام الذي يسبق النور
عند الدخول، يستقبل الزوار قاعة استقبال مظلمة تُعدّهم نفسيًا وذهنيًا لـ 25 معرضًا رقميًا مدهشًا. الظلام هنا ليس عبثيًا، بل أداة لتهيئة الحواس لالتقاط كل نبضة ضوء وكل حركة في الداخل.

تجربة حسية لا تُنسى: جفاف ورطوبة.. وتكنولوجيا
أرضية تُشبه الطبيعة
ينقسم المتحف إلى مناطق جافة ورطبة، حيث تأتي المناطق الجافة بأرضيات مموجة تُحاكي تضاريس الطبيعة، لتتناسب مع الشكل غير المسطح لأقدام البشر. وفقًا لمصمم المعرض الداخلي شوغو كاواتا، هذه الهندسة تُسهّل الحركة وتُعيدنا إلى جذورنا الطبيعية.

مياه تتفاعل معك
في المناطق الرطبة، يخلع الزوار أحذيتهم ويغمرون أقدامهم في مياه ضحلة، في تجربة أقرب للطهارة الروحية. من أبرز هذه المناطق معرض “Floating Microcosms” حيث تطفو منحوتات ناعمة بيضاوية الشكل تتمايل مع حركة الزوار، وتصدر أضواءً ونغمات موسيقية عند التفاعل معها.
يمكن للزائر أن يُحدث موجة تؤدي لسقوط منحوتة، لكنها تعود لتقف بمرونة وتُصدر ضوءًا ونغمة مختلفة، وكأنها تردّ التحية.

الرياح تتحرك معك.. فن يتفاعل مع الجسد
معرض “Wind Form”:
في هذا المعرض، تُحاكي الأضواء المُسقطة حركة الرياح على جدران غير مستوية، تتفاعل بشكل فوري مع حركة الزوار. عند مرورك، تتوقف الأضواء وتنتشر التموجات على الجدران كما لو كنت حاجزًا أمام نسيم طبيعي.

الفن الذي يُغيّرك من الداخل
تأسست مجموعة “تيم لاب” في اليابان عام 2001، على يد الفنان توشيوكي إينوكو، وتضم مجموعة متنوعة من الفنانين والمهندسين والمعماريين وخبراء التكنولوجيا. هدفهم المشترك: تجاوز الحدود الذهنية للعالم المادي.
ويأمل إينوكو أن تُساعد تجربة أبوظبي الزوار على إعادة الاتصال بأنفسهم وبالطبيعة المحيطة، لا كمشاهدين، بل كمشاركين في التجربة.
خاتمة:
إن زيارة “تيم لاب أبوظبي” ليست فقط نزهة فنية، بل رحلة داخل الذات، تُحفّز الحواس وتُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة والتكنولوجيا. وفي رأينا في “ميتالسي”، تمثّل هذه التجربة نموذجًا مستقبليًا للمتاحف التي لا تُقدِّم الفن فقط، بل تُحوِّله إلى وسيلة للتأمل والتغيير الداخلي.
نصيحة: لا تكتفِ بالمشاهدة، تحرّك، تفاعل، المس.. فربما تجد نفسك وسط هذا الضوء.
أسئلة شائعة حول تيم لاب أبوظبي:
ما هو متحف تيم لاب في أبوظبي؟
هو متحف رقمي حسي تفاعلي يدمج بين الفن والتكنولوجيا والطبيعة، يقع في جزيرة السعديات ويحتوي على 25 معرضًا متغيّرًا.
هل يمكن للأطفال زيارة تيم لاب؟
نعم، التجربة مناسبة لجميع الأعمار، بل وتحفّز الفضول والخيال لدى الأطفال بشكل خاص.
هل المعارض داخل تيم لاب دائمة؟
يتميّز المتحف بعروضه المتغيرة والديناميكية، فبعض المعارض تتطور بتفاعل الزوار، مما يجعل كل زيارة مختلفة.
كم سعر تذكرة تيم لاب أبوظبي؟
لم تُعلن الأسعار الرسمية بعد، لكنها ستكون متوفرة قريبًا عبر الموقع الرسمي للمتاحف في أبوظبي.

[…] عن تجارب الفن المتقدّم، لا يمكن تجاهل تيم لاب أبوظبي.. تجربة حسيّة تدمج الفن بالتكنولوجيا وتُ…، التي تمثل نموذجًا حيًا على تلاقي الفن الرقمي مع […]