تيك توك تُحدث ثورة في عالم صناع المحتوى: أرباح أعلى وذكاء اصطناعي للتخطيط

في خطوة جديدة لتعزيز موقعها كمنصة الفيديو الأولى عالميًا، أعلنت تيك توك عن ثلاث مزايا مبتكرة لصناع المحتوى، تهدف إلى تمكينهم ماليًا وتقنيًا. هذه المزايا، التي تم الكشف عنها خلال قمة خاصة بالمنصة في الولايات المتحدة، تمثل تحولًا استراتيجيًا في الطريقة التي يتعامل بها تيك توك مع منشئيه.

أولًا: أرباح تصل إلى 90% من الاشتراكات

لأول مرة في تاريخ المنصات الاجتماعية، يحصل صانعو المحتوى على 90% من قيمة الاشتراكات الشهرية التي يدفعها المتابعون.

كانت النسبة سابقًا 50% فقط، ما يجعل هذا التحديث بمثابة قفزة مالية كبيرة تعزز استقلالية المبدعين.

لكن هذه الميزة ليست مفتوحة للجميع. فبحسب بيان الشركة، يجب أن يمتلك المستخدم 10 آلاف متابع على الأقل و100 ألف مشاهدة شهرية مع 3 مقاطع حصرية للمشتركين.

وإن لم تتحقق هذه الشروط، تنخفض النسبة إلى 70%.

يقول أحد منشئي المحتوى الأميركيين عبر منصة X:

“أخيرًا أشعر أن جهدي يُقدّر. هذه أول مرة أشعر أن المنصة تعمل لأجلنا وليس العكس.”

ثانيًا: التخطيط الذكي بالمساعدة من الذكاء الاصطناعي

قدمت تيك توك أداة تخطيط تعتمد على الذكاء الاصطناعي تساعد المبدعين في وضع أفكار الفيديوهات وتنظيمها.

كل ما يحتاجه المستخدم هو كتابة فكرة المقطع، لتقترح عليه الأداة عناوين، وسيناريوهات، وأساليب مونتاج مستوحاة من المقاطع الناجحة المشابهة.

بهذا الشكل، لم يعد صانع المحتوى مضطرًا للبدء من الصفر، بل يمكنه البناء على خوارزميات تعرف ما يجذب المشاهدين فعلًا.

هذه الميزة قد تغيّر قواعد اللعبة، خصوصًا للمبتدئين الذين يعانون من صعوبة ابتكار أفكار متجددة.

ثالثًا: التقطيع الذكي للفيديوهات الطويلة

الميزة الثالثة تُعرف باسم Smart Cut، وهي أداة تتيح للمبدعين تقطيع المقاطع الطويلة تلقائيًا إلى مقاطع أقصر بناءً على محتواها.

تتعرف خوارزميات الذكاء الاصطناعي على اللحظات الأهم داخل الفيديو وتقترح نشرها منفصلة، مما يزيد من معدل المشاهدة والتفاعل.

أوضح أحد المطورين في الفريق أن الهدف هو “تحويل كل فيديو إلى سلسلة مصغّرة يمكن أن تعيش عمرًا أطول عبر إعادة التدوير الذكي للمحتوى”.

خطوة ذكية في معركة المنصات

تسعى تيك توك بهذه المزايا إلى كسب ولاء صناع المحتوى في مواجهة منافسين كبار مثل يوتيوب وإنستغرام. فبينما تخوض هذه المنصات سباقًا محمومًا حول من يقدّم أكبر عائد للمبدعين، تحاول تيك توك الجمع بين العائد المالي وسهولة الإبداع.

إحصائيًا، تشير تقديرات شركة Influencer Marketing Hub إلى أن أكثر من 68% من صناع المحتوى يعتبرون العائد المالي العامل الأول في اختيار المنصة.

لذلك، فإن رفع نسبة الأرباح إلى 90% قد يُحدث تحوّلًا واسعًا نحو تيك توك خلال الأشهر المقبلة.

ما المتوقع مستقبلًا؟

من المرجح أن تبدأ هذه المزايا في الولايات المتحدة قبل أن تمتد عالميًا خلال 2026. وبمجرد تعميمها، ستصبح تيك توك بيئة أكثر احترافية تشبه منصات البث المدفوعة مثل Patreon، لكن بواجهة فيديو تفاعلية.

أما صناع المحتوى العرب، فقد يكون أمامهم فرصة ذهبية للاستفادة من هذه الأدوات مبكرًا إذا أطلقها التطبيق في الشرق الأوسط قريبًا.

المصدر

موقع 9to5Mac – TikTok Creator Summit Report (أكتوبر 2025)

الأسئلة الشائعة