في بلد أنهكته سنوات الحرب والانتظار، يسطع بصيص أمل من نافذة غير متوقعة. عبد السلام هيكل، وزير الاتصالات وتقانة المعلومات في سوريا، أقدم على خطوة مفاجئة لاقت تفاعلاً واسعًا بين السوريين، ليس لأنها سياسية أو اقتصادية، بل لأنها إنسانية ورمزية بامتياز. فقد أعلن تعيين طفل في موقع غير تقليدي: متحدث رسمي باسم الوزارة لجيله من الأطفال.
تعيين طفل كمتحدث رسمي: قرار غير مسبوق في المشهد السوري
في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة X (تويتر سابقاً)، أعلن الوزير عبد السلام هيكل عن تعيين الطفل سليم التركماني، صاحب حساب “little_tech_salim” على إنستغرام، كمتحدث رسمي باسم وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات لأبناء جيله.
نهنئكم بالعيد نيابة عن فريقنا العظيم في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، ومنهم الطفل سليم مؤسس حساب إنستاغرام little_tech_salim الذي قبل اليوم مهمة المتحدث باسم الوزراة لأولاد جيله. نسعى لوطن جدير بأطفالنا، أمين على أحلامهم، ممكن لقدراتهم. كل عام وأنتم وبلادنا وأهلنا بألف خير💚 pic.twitter.com/Hu8WLpSkXV
— عبدالسلام هيكل Abdulsalam Haykal (@amhaykal) June 5, 2025
الوزير استغل المناسبة لتهنئة السوريين بعيد الأضحى، مضيفًا أن هذه الخطوة تمثل توجهًا نحو بناء وطن يُصغي لصوت الأطفال، يحمي أحلامهم، ويمنحهم الفرص للتعبير عن أنفسهم والمشاركة في بناء المستقبل.
من هو سليم التركماني؟
سليم ليس طفلًا عادياً. من خلال محتواه التقني على إنستغرام، أظهر شغفًا بالتكنولوجيا والتواصل الرقمي. يبدو أن هذا ما لفت انتباه الوزير الذي أراد تجسيد رؤيته بطريقة رمزية عبر إشراك هذا الطفل في خطاب الوزارة تجاه الجيل الجديد.
ردود أفعال السوريين: إشادة وأمل
ما إن انتشر الخبر، حتى تفاعل السوريون بشكل كبير على مختلف المنصات الرقمية. التعليقات تميزت بالإيجابية والتفاؤل، فقد رأى كثيرون في هذه المبادرة بادرة رمزية تُعبّر عن تحول في طبيعة الخطاب الحكومي، وربما انطلاقة لمرحلة جديدة أكثر شفافية وقربًا من الناس، خاصة الأطفال.
مشهد سابق أثار الإعجاب: الوزير في الطابور
ليست هذه المرة الأولى التي يتصدر فيها عبد السلام هيكل المشهد. قبل أسابيع فقط، انتشرت صورة له في مطار دمشق الدولي وهو يقف في طابور المسافرين بانتظار ختم جواز سفره. هذا التصرف البسيط قوبل بثناء واسع على التواضع ونبذ مظاهر الاستغلال للمنصب الحكومي، وهو ما جعل السوريين يتعاملون مع قراره الجديد بتقدير أكبر.
هل يمكن أن تتحول هذه الخطوة إلى نهج حكومي؟
قد يراها البعض مبادرة رمزية فقط، لكنها في واقع الأمر تحمل دلالات أعمق. تعيين طفل كمتحدث ليس مجرد دعاية، بل رسالة بأن صوت الجيل الجديد يجب أن يُسمع. فهل نرى مستقبلاً وزارات أخرى تتبنى متحدثين صغار؟ وهل يمكن أن تتحول هذه البادرة إلى ثقافة حكومية تشاركية؟ هذا ما يتطلع إليه السوريون.
خطوة الوزير عبد السلام هيكل قد تكون صغيرة في ظاهرها، لكنها أثارت ضجة إيجابية في بلدٍ متعطش لأي إشارة أمل. تعيين الطفل سليم كمتحدث باسمه وباسم الجيل الجديد، يعكس محاولة للخروج من القوالب التقليدية نحو نموذج تواصلي أكثر إنسانية. فربما يكون صوت الطفل اليوم هو ما يحتاجه الكبار لإعادة بناء وطن يستحقهم ويستحقونه.
المصدر:
مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات رسمية على منصة X
أسئلة شائعة حول الموضوع:
ما الهدف من تعيين طفل كمتحدث رسمي باسم وزارة سورية؟
الهدف رمزي بالدرجة الأولى، ويعكس توجهًا لإشراك الجيل الجديد في صياغة مستقبل البلاد وإعطائهم مساحة للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم.
هل يمتلك الطفل سليم التركماني خبرة في المجال التقني؟
نعم، سليم يدير حسابًا متخصصًا في التكنولوجيا على إنستغرام باسم “little_tech_salim”، وينشر محتوى تكنولوجيًا للأطفال.
هل سبق أن أثار الوزير عبد السلام هيكل الجدل من قبل؟
نعم، سبق أن لاقى إشادة واسعة بعد ظهوره في طابور ختم الجوازات دون استغلال منصبه، مما عزز صورته كمسؤول متواضع وقريب من الناس.
