ما هو العمر البيولوجي ولماذا يهم أكثر من العمر الفعلي؟
في عالم الطب الحديث، لم يعد تاريخ الميلاد وحده كافيًا لتحديد مدى صحة الإنسان أو قدرته على تحمل العلاجات الطبية. اليوم، العمر البيولوجي—الذي يعكس حالة خلايا الجسم والأعضاء—بات هو المعيار الأهم. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي ليفتح بابًا جديدًا أمام هذا المفهوم الثوري.
تطبيق FaceAge: حين تصبح السيلفي بوابتك للفحص الطبي
ابتكرت شركة بحثية بالتعاون مع باحثين من جامعة هارفارد تطبيقًا ذكيًا يُدعى FaceAge، قادر على تحديد العمر البيولوجي للفرد من خلال صورة سيلفي واحدة فقط. وقد تم نشر نتائج الدراسة في مجلة لانسيت ديجيتال هيلث، مشيرة إلى أن التطبيق درّب نفسه على أكثر من 58,851 صورة لأشخاص فوق سن الستين يتمتعون بصحة جيدة.
وعند اختبار الأداة على أكثر من 6,000 مريض سرطان، تبيّن أن العمر البيولوجي لهؤلاء كان أكبر من عمرهم الزمني بمتوسط 4.79 سنة، مما يدل على أن المرض يُسرّع الشيخوخة الخلوية.
كيف يُفيد هذا في علاج السرطان والقرارات الطبية؟
يقول د. ريموند ماك، أخصائي الأورام في مستشفى ماساتشوستس التابع لهارفارد، إن التطبيق يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات علاجية دقيقة بناءً على عمر المريض البيولوجي، وليس فقط عمره الزمني.
🔹 مثال عملي:
رجل عمره الزمني 75 عامًا، لكن تحليل FaceAge يُظهر أن عمره البيولوجي 65 عامًا؛ هذا يجعله مرشحًا جيدًا للعلاج الإشعاعي المكثف. في المقابل، شخص آخر عمره 60 عامًا لكن عمره البيولوجي 70 عامًا قد يكون أكثر عرضة للمضاعفات.
هذه البيانات لا تفيد فقط في السرطان، بل قد تُحدث فرقًا في جراحات القلب، وتركيب الأطراف الاصطناعية، والرعاية طويلة الأمد لكبار السن.
مقارنة بتقنيات التحليل الجيني
رغم وجود اختبارات جينية مكلفة تستطيع قياس تآكل الحمض النووي، فإن تطبيق FaceAge يُعد أداة سهلة وسريعة وغير جراحية. يكفي أن تلتقط صورة سيلفي ليعطيك تقديرًا دقيقًا لعمر جسمك الحقيقي!
هل التغيرات في ملامح الوجه كافية؟
نعم، بحسب الباحثين. التغيرات الدقيقة في عضلات الوجه والأنسجة تحت الجلد تعتبر أكثر دقة من مظاهر الشيخوخة التقليدية مثل الشعر الأبيض أو التجاعيد، مما يمنح الأطباء مؤشرًا حيويًا جديدًا عالي الدقة.
تحديات أخلاقية: من يحق له استخدام هذه التقنية؟
ورغم الفوائد الصحية، أثار هذا الابتكار مخاوف تتعلق بالأخلاقيات. فشركات التأمين أو أصحاب العمل قد يحاولون استخدام هذه البيانات لتقييم المخاطر أو اتخاذ قرارات متحيزة.
يُحذر د. هوغو أيرتس، المسؤول عن الذكاء الاصطناعي في مستشفى ماساتشوستس، من هذه النقطة، مؤكدًا:
“يجب ضمان استخدام التقنية فقط بما يخدم مصلحة المريض، لا العكس.”
خلاصة: هل FaceAge مجرد تطبيق آخر أم بداية ثورة طبية؟
مع ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الطب، يبدو أن FaceAge ليس مجرد أداة تقنية، بل منصة للتشخيص الشخصي قد تغيّر طريقة الأطباء في اتخاذ القرارات المصيرية. وإذا استُخدم بشكل مسؤول، قد يصبح هذا التطبيق جزءًا لا يتجزأ من الفحوص الطبية المستقبلية.
أسئلة متداولة حول FaceAge والعمر البيولوجي
ما هو تطبيق FaceAge؟
هو تطبيق ذكاء اصطناعي يستطيع تحليل صورة وجه (سيلفي) لتحديد العمر البيولوجي للفرد.
كيف يُحسب العمر البيولوجي؟
يُحسب عبر تحليل ملامح الوجه وتغيراتها الدقيقة، وليس عبر تاريخ الميلاد.
هل يقتصر استخدام التطبيق على مرضى السرطان؟
لا، يمكن استخدامه في تقييم مدى تحمل المرضى للعلاجات القوية عمومًا، مثل الجراحة أو العلاجات الإشعاعية.
هل التقنية دقيقة؟
تم اختبارها على آلاف الحالات وأثبتت فعاليتها العالية، لكن لا تزال تخضع للمراجعة والتطوير.
هل يمكن أن تستخدم شركات التأمين هذه البيانات؟
نعم، هناك مخاوف من سوء الاستخدام، ولهذا ينادي الخبراء بوضع قوانين تحمي خصوصية المرضى.
