النقاط الرئيسية
- تحويل كلية بشرية من فصيلة الدم A إلى O باستخدام إنزيمات خاصة
- الكلية المعدّلة عملت يومين دون علامات رفض مناعي قبل ظهور الاستجابة المناعية
- الإنجاز يمهّد لعمليات زراعة أكثر شمولًا وتقليل فترات الانتظار الطويلة للمرضى
البداية: من الفكرة إلى الإنجاز
في تقدم طبي غير مسبوق، تمكن فريق من العلماء من تحويل كلية بشرية من فصيلة الدم A إلى فصيلة الدم O، وهي الفصيلة العالمية التي يمكن نقلها إلى أي شخص بغض النظر عن نوع دمه.
هذا الاختراق العلمي، الذي نُشر في مجلة Nature Biomedical Engineering، قد يشكّل نقطة تحول في عالم زراعة الأعضاء، خاصة مع معاناة آلاف المرضى حول العالم من فترات انتظار طويلة تصل أحيانًا إلى عدة سنوات للحصول على متبرع مناسب.
كيف تم التحويل؟
اعتمد الباحثون على تقنية إنزيمية مبتكرة تقوم بإزالة “المستضدات” الموجودة على سطح خلايا الدم التي تحدد فصيلة العضو. فمن خلال تروية الكلية بسائل خاص يحتوي على إنزيمات دقيقة، تمكن الفريق من مسح المستضدات الخاصة بفصيلة A خلال ساعتين فقط، لتحويل العضو فعليًا إلى فصيلة O يمكن أن يتقبلها أي جسم بشري تقريبًا.
يقول البروفيسور ستيفن ويذرز من جامعة كولومبيا البريطانية، وهو أحد المشاركين في الدراسة:
“لقد نجحت التجربة على الرئتين سابقًا، وهذه المرة أثبتنا أن الفكرة قابلة للتطبيق على الكلى، ما يفتح الباب لتطبيقها على أعضاء أخرى مستقبلًا.”
التجربة على متبرع متوفى دماغيًا
لاختبار فعالية التقنية على أرض الواقع، زرع الفريق كلية محوّلة إلى فصيلة O في شخص متوفى دماغيًا وافقت عائلته على المشاركة في التجربة. وخلال أول 48 ساعة، أدّت الكلية وظائفها الحيوية بشكل طبيعي تمامًا دون أي علامات رفض مناعي. لكن بعد اليوم الثالث، بدأت الكلية بإعادة إنتاج مستضدات فصيلة A، لتظهر أولى بوادر الرفض المناعي.
رغم ذلك، اعتبر العلماء هذه التجربة نجاحًا جزئيًا مذهلًا، لأنها أثبتت إمكانية “إخفاء الهوية المناعية” للعضو لفترة كافية تسمح بالزراعة الأولية، ما يمنح الأطباء وقتًا أطول للتدخل عبر أدوية تثبيط المناعة.
مشكلة فصائل الدم في زراعة الأعضاء
تعد فصائل الدم واحدة من أكبر العوائق أمام زراعة الأعضاء. فكل فصيلة تحتوي على مستضدات تجعل الجسم يرفض العضو غير المتوافق فورًا.
وبينما تُعد فصيلة O “المتبرع العالمي”، فإن أصحابها يعانون من أطول فترات انتظار عند حاجتهم لزراعة الكلى.
⏱️ متوسط فترات انتظار زراعة الكلى حسب فصيلة الدم
| فصيلة الدم | متوسط فترة الانتظار | فرص التوافق مع المتبرعين | ملاحظات |
|---|---|---|---|
| O | 5 إلى 6 سنوات | منخفضة | أطول فترة انتظار بسبب الطلب المرتفع |
| A | 3 إلى 4 سنوات | متوسطة | فرص التوافق جيدة |
| B | 4 إلى 5 سنوات | محدودة | خاصة في بعض الدول الآسيوية |
| AB | 2 إلى 3 سنوات | مرتفعة | يمكنهم استقبال أي فصيلة دم |
المصدر: مراكز زراعة الأعضاء الأمريكية والكندية (2024)
هذا الجدول يُبرز عدم المساواة الطبيعية في فرص الزراعة، وهو ما يجعل التحويل إلى فصيلة O هدفًا طبيًا وإنسانيًا في الوقت نفسه.
نحو علاج أكثر عدالة وإنسانية
تُعد هذه التقنية امتدادًا لتجارب سابقة في مجال “زراعة الأعضاء غير المتوافقة” التي بدأت منذ الثمانينيات، لكن ما يميز هذا التطور هو أنه يقلل الحاجة إلى إجراءات معقدة ومكلفة، مثل إزالة الأجسام المضادة من دم المريض قبل الزراعة.
ويضيف ويذرز:
“نعتقد أنه باستخدام بروتوكولات تثبيط مناعة متطورة، يمكن الحفاظ على العضو المحوّل لفترات أطول بكثير في الجسم دون رفض.”
نحو زراعة بلا حدود
مع تحسين الإنزيمات وتطوير تقنيات الحفظ، يتوقع العلماء أن يصبح تحويل الأعضاء إلى فصيلة O عملية روتينية خلال العقد القادم. هذا التطور قد يُحدث ثورة في مفهوم زراعة الأعضاء عالميًا، ليس فقط من حيث السرعة والمرونة، بل أيضًا من حيث العدالة في التوزيع، بحيث يحصل المرضى على فرصة متكافئة بغض النظر عن فصيلة دمهم.
كما يمكن لهذه التقنية أن تقلل من الاعتماد على المتبرعين الأحياء، وتفتح المجال لاستخدام أعضاء كانت تُستبعد سابقًا لعدم التوافق المناعي
المصدر:
- Nature Biomedical Engineering
- Live Science
