«لا تستهينوا بالسكر! قد تقولون: إنه مجرّد رضيع أو سيحرقه جسمه لاحقاً. لكنّ الأبحاث تؤكد أنّ الأطفال الذين يمضون أول 1000 يوم من حياتهم بلا سكرٍ مُضاف يعيشون أطول ويتمتعون بصحةٍ أفضل».
بهذه الكلمات حذّر خبراء تغذية أتراك الآباء من مكافأة أطفالهم بالحلوى في السنوات الثلاث الأولى. تجنب السكر للأطفال في هذه المرحلة يُعدّ، حرفياً، «بوليصة تأمين» لعمر الستين وما بعده. علاوة على ذلك، تُظهر الدراسات الحديثة أنّ الحرمان المبكر من السكريات يخفّض خطر السكري من النوع 2 بنسبة 35% ويؤخر ضغط الدم المرتفع لسنواتٍ عدة. لذلك، دعونا نستكشف لماذا يُعدّ القرار بسيطاً، وكيفية تنفيذه عملياً.
لماذا تُعدّ أول 1000 يوم حاسمة لصحة مدى الحياة؟
تُشير أبحاث جامعة كاليفورنيا ما بعد الحرب إلى أنّ تعرض الجنين والرضيع لكميات قليلة من السكر يعيد برمجة الأيض والهرمونات على المدى الطويل، ومن ثمّ يقلل الأمراض المزمنة. في الواقع، ربط العلماء بين انخفاض السكر المبكر و…
- تراجع الدهون الحشوية لدى البالغين.
- تأخير ظهور السكري بمعدل أربع سنوات.
- انخفاض خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة تقارب 20%.
بالإضافة إلى ذلك، أوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) بعدم تقديم أي سكريات مضافة قبل سنّ عامين.
تجنب السكر للأطفال يطيل العمر ويحافظ على المناعة
يعمل الجسم الصغير بسرعة؛ لذلك تؤدي ملعقة سكر واحدة إلى قفزة مفاجئة في الغلوكوز والإنسولين، تليها حالة خمول. ومع تكرار الأمر، يبدأ الطفل في تخزين الدهون بكفاءةٍ أكبر. تجنب السكر للأطفال يكسر هذه الحلقة مبكراً، ومن ثمّ:
- يحافظ على ميكروبيوم الأمعاء الذي يدعم المناعة.
- يقلّل تسوّس الأسنان بنسبة تصل إلى 60% وفق دراسات متعددة.
- يُحسّن تفضيلات التذوق؛ إذ يميل الأطفال لاحقاً لاختيار الفواكه بدلاً من الحلويات المصنعة.
خطة وجبات خالية من السكر للأعوام الثلاثة الأولى
| العمر | مثال فطور | مثال غداء | سناك صحي |
|---|---|---|---|
| 6–12 شهرًا | مهروس أفوكادو + حليب أم | كينوا مطهو مع عدس أحمر | شرائح موز مجفف بالفرن |
| 12–24 شهرًا | بيض مسلوق + شرائح خيار | سمك مشوي مهروس مع بطاطس حلوة | زبادي طبيعي مع فراولة |
| 24–36 شهرًا | شوفان بالحليب كامل الدسم | دجاج مع خضار مشكّلة على البخار | مكعبات جزر مع حمص |
نصيحة: حضّر وجبات العائلة نفسها مع ضبط الملح والتوابل، وبذلك يتعلم الطفل تفضيل الطعام الطبيعي.
بدائل الحلوى الطبيعية
- قطع تفاح مغمّسة بزبدة الفول السوداني.
- حلوى مثلّجة منزلية من مهروس التوت.
- بودينغ شيا مُحلّى بتمر مهروس.
ومع ذلك، لا تنسَ أن الفاكهة الكاملة تتفوق على عصائر الفاكهة لاحتوائها على الألياف.
المكافآت غير الغذائية… لأن الحب لا يُقاس بالسكر
- ملصقات النجوم لإنجاز المهام.
- عشر دقائق إضافية من اللعب.
- قراءة قصة يختارها الطفل.
بهذه الطريقة، يربط الطفل الشعور بالسعادة بالإنجاز لا بالطعام.
يعتمد مستقبل صحة طفلك على اختياراتك اليوم؛ لذلك، تجنب السكر للأطفال خلال أول 1000 يوم، وقدّم بدائل طبيعية، وكافئه بالاهتمام لا بالحلويات. إذا التزمت بذلك، سترى نتائج ملموسة في نشاطه، مناعته، وحتى تحصيله الدراسي لاحقاً. ابدأ الآن، فصحة الغد تصنعها أطباق اليوم.
الأسئلة الشائعة حول تجنب السكر للأطفال
ما أفضل عمر لتقديم السكر للأطفال؟
يُنصح بعدم تقديم أي سكر مضاف للأطفال قبل عمر السنتين، ويفضل تأجيله حتى بعد عمر 3 سنوات لتقليل خطر السمنة والسكري في المستقبل.
هل الفواكه الطازجة تعتبر من السكريات الضارة؟
لا، الفواكه الطازجة تحتوي على سكريات طبيعية مرفقة بالألياف، وهي مفيدة للهضم وصحة الطفل، بخلاف السكر المضاف أو الصناعي.
ما البدائل الصحية للحلويات في أول 3 سنوات؟
يمكن استخدام الفواكه المجففة، مهروس التمر، بودينغ الشيا، زبادي طبيعي بالفواكه، أو عصائر مثلّجة منزلية خالية من السكر.
كيف أقنع طفلي بالابتعاد عن الحلويات؟
ابدأ من عمر مبكر بتقديم خيارات لذيذة وصحية، ولا تجعل الحلوى مكافأة. شاركه الوجبات، وقدّم له خيارات ممتعة من الفاكهة.
هل تناول السكر في عمر الرضاعة يؤثر على صحة البالغ لاحقاً؟
نعم، تشير الدراسات إلى أن التغذية في أول 1000 يوم من العمر تؤثر على المناعة، معدل الحرق، ومخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة في سن البلوغ.
