النقاط الرئيسية
- الشرع يأمر مسؤولي الدولة بتسليم سياراتهم الفارهة خلال اجتماع سري في إدلب.
- الخطوة تحمل رسالة سياسية تهدف إلى ضبط الفساد واستعادة الثقة الشعبية.
- محللون يرونها محاولة لإعادة بناء هيبة الدولة على أسس جديدة.
في خطوة وُصفت بأنها الأكثر جرأة منذ توليه السلطة، وجّه الرئيس السوري أحمد الشرع رسالة قوية إلى كبار موظفي الدولة وقادة القطاعات الاقتصادية، حين أمرهم خلال اجتماع غير معلن في إدلب بتسليم مفاتيح سياراتهم الفارهة، تحت طائلة التحقيق بتهمة الكسب غير المشروع.
الاجتماع، الذي كشفت تفاصيله وكالة “رويترز”، لم يكن مجرد لقاء إداري، بل رسالة سياسية واضحة المعالم: لن يُسمح بعد اليوم بمظاهر الثراء المبالغ فيها داخل مؤسسات الدولة، ولا مكان للفساد في مرحلة “سوريا الجديدة”.
من إدلب لا من دمشق.. دلالة المكان
اختيار إدلب لعقد الاجتماع لم يكن مصادفة. فالمحافظة التي كانت معقلًا للمعارضة لسنوات طويلة، تحوّلت اليوم إلى منصة رمزية لإعادة تعريف السلطة.
من هناك، أراد الشرع أن يقول بوضوح:
“إعادة الإعمار لن تبدأ بالخرسانة، بل بتطهير الذمم.”
إعلان
بحسب مصادر حضرت اللقاء، لاحظ الشرع ازدحام المكان بعشرات السيارات الرياضية والفاخرة، فعبّر بسخرية:
“لم أكن أعلم أن رواتب الحكومة مرتفعة إلى هذا الحد.”
وبحسب شهود، سلّم عدد من الحاضرين فعلاً مفاتيح سياراتهم قبل مغادرة الاجتماع، في مشهد بدا أقرب إلى طقس سياسي منه إلى إجراء إداري.
بين الرمز والسياسة: الحرب على ثقافة الفساد
تأكيد وزارة الإعلام السورية على “عدم التسامح مع أي شبهة فساد” يؤكد أن الخطوة ليست مجرد نوبة غضب رئاسية، بل إعلان رسمي لمرحلة جديدة من الحوكمة.
غير أن محللين يرون أن التحدي الحقيقي أمام الشرع هو تحويل الرمزية إلى سياسة ممنهجة، تتجاوز الشعارات نحو قوانين صارمة ومحاسبة شفافة، خصوصًا بعد سنوات من تغلغل الفساد في مفاصل الدولة.
ردود الفعل والانقسام الداخلي
الشارع السوري، بحسب مراقبين، استقبل الخبر بترحيب شعبي واسع، معتبرًا إياه تصحيحًا للصورة العامة لمسؤولي الدولة، بينما تسود حالة قلق داخل أوساط البيروقراطية التي لطالما استفادت من الامتيازات القديمة.
أحد المحللين السياسيين علّق قائلًا:
“الشرع لا يحارب فقط الفساد، بل ثقافة التباهي بالسلطة التي أورثها النظام السابق.”
ما وراء القرار
- القرار يحمل بُعدًا أخلاقيًا بقدر ما هو سياسي، إذ يعيد تعريف مفهوم الولاء من الامتياز إلى المسؤولية.
- الرمزية في إدلب ترسّخ فكرة الانتقال من دولة مركزية مغلقة إلى سلطة ميدانية أكثر انفتاحًا على الناس.
- التحدي القادم هو مدى قدرة الرئيس الشرع على تحويل هذا الموقف إلى مؤسسة حقيقية لمكافحة الفساد، تحظى بثقة السوريين والداعمين الدوليين على السواء.
إذا واصل الشرع هذا النهج الإصلاحي بجدية، فقد يشهد السوريون بداية تحوّل اقتصادي واجتماعي جذري، يعيد بناء الثقة بين المواطن والدولة، ويمهّد لجذب الاستثمارات العربية والدولية.
أما إذا بقيت الحملة رمزية فقط، فسيظل الفساد كظلٍّ ثقيلٍ يُلاحق أي محاولة للنهوض.
المصدر:
وكالة رويترز (Reuters)
الأسئلة الشائعة
لماذا عقد أحمد الشرع الاجتماع في إدلب تحديدًا؟
لأن إدلب كانت رمزًا للمعارضة، واختيارها يعكس رغبة الشرع في إرسال رسالة سياسية حول وحدة البلاد وانفتاح السلطة الجديدة على جميع المناطق.
هل تسليم السيارات الفارهة قرار رسمي أم خطوة رمزية؟
بحسب وكالة رويترز، كان القرار جزءًا من اجتماع غير رسمي، وبعض الحاضرين سلّموا المفاتيح فعلًا، لكن الحكومة وصفت الأمر بأنه “اجتماع ودي” يؤكد رفض الفساد.
ما الهدف الحقيقي من خطوة أحمد الشرع؟
الهدف هو إعادة ترسيخ الانضباط المالي والأخلاقي داخل مؤسسات الدولة، وتوجيه رسالة إلى الموالين بأن الفساد لن يكون مقبولًا بعد الآن.
