إعلان
ما هو البيميكان؟
البيميكان هو مزيج عالي الطاقة يتكون أساسًا من اللحوم المجففة والدهون المُذابة. كلمة “بيميكان” مشتقة من كلمة “pimîhkân” بلغة قبيلة “الكري” من السكان الأصليين، والتي تعني “صناعة الدهن”. كان هذا الطعام هو الحل الأمثل لتخزين اللحوم لفترات طويلة جدًا دون الحاجة إلى تبريد، وتوفير مصدر غذاء مركّز ومغذٍّ وسهل الحمل.
المكونات وطريقة الصنع:
كانت عملية صنع البيميكان التقليدية دقيقة وتتطلب مهارة، وتتم على النحو التالي:
- اللحم: كان يُستخدم لحم الطرائد الكبيرة مثل البيسون (الثور الأمريكي)، أو الأيائل، أو غيرها من الحيوانات. يتم تقطيع اللحم إلى شرائح رفيعة جدًا وخالية تمامًا من الدهون.
- التجفيف: تُجفف شرائح اللحم ببطء فوق نار هادئة أو تحت أشعة الشمس حتى تصبح هشة تمامًا وقابلة للتفتيت بسهولة. هذه العملية تزيل كل الرطوبة التي قد تسبب تعفن اللحم.
- الطحن: بعد التجفيف الكامل، يُطحن اللحم المجفف حتى يصبح مسحوقًا ناعمًا، غالبًا باستخدام الأحجار.
- إضافة الفاكهة (اختياري): لإضافة نكهة وفيتامينات وكربوهيدرات، كانت تُضاف أنواع من التوت البري المجفف والمطحون، مثل توت الساسكاتون (Saskatoon berries) أو التوت البري (Cranberries).
- الدهن المذاب (الشحم): يتم إذابة دهن الحيوان (خاصة الشحم الصلب) على نار هادئة لفصل الدهون النقية عن أي شوائب.
- الخلط والتشكيل: يُخلط مسحوق اللحم (مع الفاكهة) مع الدهن المذاب بنسبة متساوية تقريبًا. يعمل الدهن الساخن على قتل أي بكتيريا متبقية. يُضغط المزيج بقوة في قوالب أو يُخزن في أكياس مصنوعة من جلد الحيوان وتُخاط بإحكام.
سر الصلاحية الطويلة:
يكمن سر صلاحية البيميكان التي قد تمتد لعقود في طريقة تحضيره:
- إزالة الماء: تجفيف اللحم بشكل كامل يمنع نمو البكتيريا والكائنات الدقيقة.
- غلاف دهني: عند تبريد المزيج، تتصلب الدهون لتشكل حاجزًا محكمًا حول جزيئات اللحم، مما يمنع وصول الهواء والرطوبة إليها، وهما العاملان الأساسيان لفساد الطعام.
الأهمية التاريخية:
- للسكان الأصليين: كان البيميكان غذاءً حيويًا خلال فصول الشتاء القاسية وفي رحلات الصيد والحروب. قطعة صغيرة منه كانت تمنح المحارب أو الصياد طاقة هائلة لساعات طويلة، مما جعله غذاءً مثاليًا للتنقل السريع.
- لتجار الفراء والمستكشفين: عندما وصل الأوروبيون إلى أمريكا الشمالية، سرعان ما أدركوا قيمة البيميكان. اعتمد عليه تجار الفراء والمستكشفون بشكل كبير في رحلاتهم الطويلة والشاقة عبر البراري الشاسعة. حتى أن شركة “خليج هدسون” (Hudson’s Bay Company) الشهيرة كانت تعتمد عليه كغذاء أساسي لموظفيها، وقد نشبت صراعات وحروب صغيرة عُرفت بـ “حروب البيميكان” للسيطرة على تجارته.