بيتكوين تسجل أعلى مستوى في تاريخها.. دعم ترامب يشعل سباق العملات الرقمية

ارتفاع تاريخي يغيّر قواعد اللعبة

قفزت عملة البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد تجاوز 125 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، لتُعلن بداية مرحلة جديدة في تطور النظام المالي العالمي. هذا الارتفاع، الذي جاء بنسبة 2.68% في يوم واحد، لم يكن مجرد صدفة سوقية، بل نتيجة سلسلة من الأحداث السياسية والاقتصادية المتشابكة.

من أبرزها تخفيف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقوانين التنظيمية المتعلقة بالعملات المشفرة، ما فتح الباب أمام المؤسسات المالية الكبرى والمستثمرين الأفراد للدخول بقوة إلى السوق.

البيتكوين بين السياسة والاقتصاد

خلال السنوات الماضية، كانت الحكومات الأميركية المتعاقبة تتعامل مع العملات الرقمية بحذر شديد. لكن دخول ترامب على الخط غيّر المعادلة.
فقد عمل هو وعائلته على الترويج العلني للأصول الرقمية، والمشاركة في مشاريع استثمارية مرتبطة بها، وهو ما أضاف “شرعية سياسية” كانت غائبة عن هذا القطاع سابقًا.

في المقابل، أقرّ الكونغرس الأميركي ثلاثة قوانين تاريخية في يوليو الماضي لتنظيم قطاع العملات المشفرة، الأمر الذي بعث برسالة ثقة إلى الأسواق وأعاد رسم حدود اللعبة المالية في الولايات المتحدة.

تراجع الدولار ودخول المؤسسات

الارتفاع القياسي للبيتكوين ترافق مع تراجع الدولار الأميركي على مدى أسابيع متتالية، في ظل الغموض المحيط بمخاوف الإغلاق الحكومي وتأجيل بيانات التوظيف الرسمية.
هذا الضعف في العملة الأميركية دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات بديلة للحفاظ على القيمة، فكانت البيتكوين الخيار الأمثل، خصوصًا بعد دخول صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) إلى السوق، ما وفر للمستثمرين الكلاسيكيين طريقًا قانونيًا وآمنًا لاقتناء العملة الرقمية.

انعكاسات عالمية محتملة

وفقًا لتحليلات مؤسسات مالية كبرى، فإن استمرار الاتجاه الصاعد قد يدفع القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة إلى تجاوز 4 تريليونات دولار بحلول عام 2026.
هذا التطور سيجبر البنوك المركزية حول العالم على تسريع تطوير عملاتها الرقمية الرسمية (CBDCs) لمواكبة التغيرات.

ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل موازين القوة في الأسواق المالية العالمية، حيث ستتحول العملات المشفرة من مجرد أصول رقمية إلى أدوات جيوسياسية واقتصادية مؤثرة.

تحليل وتوقعات مستقبلية

صعود البيتكوين لم يعد مجرد “فقاعة مضاربة”، بل أصبح اتجاهًا اقتصادياً مدعوماً بالسياسة والمؤسسات.

دعم ترامب يمثل تحولًا استراتيجياً في الموقف الأميركي من العملات المشفرة، وقد يشعل سباقًا عالميًا جديدًا بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي حول من يقود الابتكار المالي القادم.

في المقابل، يجب الحذر من احتمال تصحيح سعري حاد إذا لجأ المستثمرون إلى جني الأرباح سريعًا. ومع ذلك، فإن الاتجاه العام يبدو واضحًا: البيتكوين تدخل مرحلة النضج المالي، والعالم يدخل معها عصر الاقتصاد المشفر.

المصادر:

• رويترز
• بلومبرغ
• فوربس
• كوين ديسك

الأسئلة الشائعة