النقاط الرئيسية
- بوتين يأمر بدراسة إمكانية إجراء تجارب نووية لأول مرة منذ عقود.
- تصريحات ترامب حول استئناف الاختبارات أشعلت القلق الدولي.
- روسيا تؤكد التزامها بالمعاهدة النووية لكنها تلوّح بالرد إذا تجاوزت واشنطن الخط الأحمر.
في خطوة اعتبرها مراقبون «أخطر إشارات العام النووي»، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية وجهاز الاستخبارات، بتقديم مقترحات حول إمكانية استئناف التجارب النووية، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نية واشنطن إجراء اختبارات جديدة.
بينما يرى البعض أن موسكو تتحرك بدافع الردع وليس التصعيد، يخشى آخرون أن تكون هذه بداية سباق تسلح جديد يُعيد مشهد الحرب الباردة بوجه جديد.
خلفية التوتر: تصريحات ترامب تفتح الباب
في 29 أكتوبر 2025، فاجأ ترامب الأوساط الدولية بتصريحه حول استئناف “اختباراتنا النووية على قدم المساواة مع روسيا والصين”، ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط العسكرية والدبلوماسية.
لاحقًا حاول وزير الطاقة الأميركي كريس رايت تهدئة المخاوف، مؤكدًا أن الاختبارات لن تتضمن تفجيرات نووية فعلية، بل هي فحوص على أنظمة الرؤوس النووية دون تفجير. لكن ذلك لم يمنع موسكو من التحرك السياسي والعسكري، وسط غموض في النوايا الأميركية.
الموقف الروسي: بوتين يأمر بتحليل وتحضير
في الخامس من نوفمبر، قال بوتين خلال جلسة لمجلس الأمن الروسي:
«أطلب من وزارتي الدفاع والخارجية والأجهزة الأمنية تقديم مقترحات حول إمكانية التحضير لتجارب نووية إذا قامت دول أخرى بذلك».
وأوضح أن روسيا ما زالت تلتزم بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، لكنها ستردّ إذا كسرت دول أخرى هذا الالتزام.
من جهته، أكد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف أن جاهزية موقع «نوفايا زيمليا» القطبي تسمح بإجراء تجارب واسعة في وقت قصير، مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على الردع النووي الروسي في أعلى درجات الجاهزية.
سباق التسلح يعود من الباب السياسي
من الواضح أن ما يحدث لا يعني بالضرورة بدء تجارب نووية فورية، بل هو تصعيد سياسي محسوب يهدف إلى إعادة رسم ميزان الردع.
تصرّ موسكو على أن الأمر مجرد «دراسة» وتحليل، بينما تستخدم واشنطن لغة غامضة تترك الباب مفتوحًا لأي سيناريو.
لكن الأخطر هو أن الجانبين يرسلان رسائل متبادلة تحمل طابع التحدي:
- ترامب يريد إظهار القوة الأميركية أمام روسيا والصين.
- بوتين يردّ بإظهار الاستعداد الكامل للردع النووي.
النتيجة المحتملة؟
عودة سباق «الرموز النووية» بدل سباق التفجيرات — مع خطر دائم بأن يتحوّل الخطاب السياسي إلى خطوات عملية، وهو ما قد يهدد معاهدة CTBT ويضع العالم أمام مرحلة أكثر هشاشة من التوازن النووي.
الموقف الدولي: صمت قلق من أوروبا والصين
لم تصدر حتى الآن مواقف أوروبية رسمية قوية، لكن مصادر في الاتحاد الأوروبي دعت إلى عقد جلسة طارئة في الأمم المتحدة لبحث التطورات.
أما الصين فدعت الطرفين إلى “التحلي بضبط النفس”، معتبرة أن أي تجارب نووية جديدة «ستقوّض جهود الاستقرار العالمي».
تصعيد كلامي لكنه قابل للانفجار
التحركات الحالية قد تبدو رمزية، لكنها تُظهر أن عصر ما بعد الردع النووي الساكن قد انتهى. وبينما يسعى كل طرف لتأكيد قوته، يتجه النظام الدولي إلى مرحلة أكثر توتراً، حيث تصبح الإشارات السياسية وحدها كافية لإشعال سباق جديد في الظل.
المصادر:
- وكالة رويترز
- وكالة أسوشييتد برس (AP)
- بوليتيكو
- ذا موسكو تايمز
- نيوزويك
- تايمز أوف إنديا
الأسئلة الشائعة
هل فعلاً ستبدأ روسيا بإجراء تجارب نووية جديدة؟
حتى الآن، لا توجد قرارات تنفيذية، فقط أوامر بتحليل وتحضير محتمل. لكن إذا أقدمت الولايات المتحدة على تجارب فعلية، فروسيا مستعدة للرد بالمثل.
هل خالفت الولايات المتحدة معاهدة حظر التجارب النووية؟
ليست مخالفة مباشرة بعد، لأن واشنطن لم تُجر تفجيرات نووية منذ 1992، وما أعلنه ترامب ما زال في إطار “اختبارات تقنية”.
ما هي معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية CTBT؟
هي اتفاقية دولية وُقّعت عام 1996 لحظر جميع التفجيرات النووية، سواء لأغراض عسكرية أو سلمية. لم تدخل رسميًا حيز التنفيذ الكامل لعدم مصادقة بعض الدول الكبرى عليها.
ما أثر هذه التصريحات على الأمن العالمي؟
تزيد احتمالات التوتر والسباق النووي، وتقلل الثقة بالاتفاقيات الدولية، خصوصًا في ظل غياب رقابة فعّالة أو حوار استراتيجي مباشر بين موسكو وواشنطن.
