أسعار الذهب العالمية تهبط لأدنى مستوى في شهر
أسعار الذهب العالمية سجّلت تراجعًا حادًا بنسبة 2% في تداولات يوم الجمعة، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ مايو، وسط تراجع المخاوف الجيوسياسية وصدور بيانات تضخم أمريكية أقوى من المتوقع. هذا التراجع يعكس تحولًا كبيرًا في سلوك المستثمرين تجاه الملاذات الآمنة، وفي مقدمتها الذهب.
في التفاصيل، هبط الذهب الفوري بنسبة 1.7% إلى 3270 دولارًا للأونصة، فيما تراجعت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بنسبة 2% لتسجل 3281 دولارًا.
وبهذا التراجع، يكون الذهب قد خسر أكثر من 200 دولار منذ ذروته التاريخية في أبريل، ما يعيد التساؤل: هل نشهد بداية دورة هبوط حقيقية في سوق الذهب؟
اتفاقات سياسية وتجارية تُضعف دعم الذهب
من بين أبرز المحركات التي أثرت على السوق:
- اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بوساطة أمريكية، خفّف من المخاوف الجيوسياسية التي كانت ترفع الطلب على الذهب.
- اتفاق أمريكي-صيني لتسريع شحن المعادن النادرة، مما زاد من المعروض وخفّف الضغوط على الأسواق.
- اقتراب موعد فرض “رسوم المعاملة بالمثل” من ترامب، دفع العديد من الدول إلى الإسراع بعقد اتفاقيات تجارية، مما قلّل من حالة عدم اليقين.
التضخم الأمريكي يُربك السوق
البيانات الأخيرة من وزارة التجارة الأمريكية كشفت عن ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي (PCE Core) بنسبة 2.7%، وهو أعلى من التوقعات وأعلى من معدل أبريل البالغ 2.6%.
على أساس شهري، زادت الأسعار بنسبة 0.2%، في حين كان الخبراء يتوقعون زيادة أقل عند 0.1%. وعلّق توماس باركين، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، أن الرسوم الجمركية القادمة قد ترفع التضخم بشكل أكبر في الأشهر المقبلة.
المحللون: هذا التصحيح قد يكون صحيًا
يرى المحلل فؤاد رزاق زادة أن هذا الانخفاض قد لا يكون سلبيًا بالكامل، قائلًا:
“التراجع الحالي يسمح بتصحيح فني بعد فترات من التشبع الشرائي، ما يُمهّد الطريق لصعود جديد في حال عادت الظروف الاقتصادية لدعم الذهب.”
كما أشار إلى أن ضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل استقرار الأوضاع العالمية ساهم في انخفاض الأسعار، رغم تراجع الدولار مؤخرًا.
تراجع في أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، بل شمل أيضًا باقي المعادن:
- الفضة تراجعت بنسبة 1.8% لتصل إلى 35.96 دولارًا للأونصة.
- البلاتين هبط بنسبة 5.9% إلى 1334.63 دولارًا، رغم بلوغه مستويات لم يشهدها منذ عام 2014.
- البلاديوم خسر 1.2% من قيمته ليصل إلى 1117.96 دولارًا.
وأوضح تقرير من “كومرتس بنك” أن ارتفاع البلاتين في الفترة السابقة كان بسبب الفارق السعري الكبير مع الذهب، ما جعل الاستثمار فيه خيارًا أرخص لبعض المستثمرين.
خلاصة: هل تتجه أسعار الذهب لمزيد من الهبوط؟
أسعار الذهب العالمية دخلت مرحلة تصحيح ملحوظة، مدفوعة بتهدئة التوترات السياسية وتفاقم بيانات التضخم، مما غيّر المزاج العام للمستثمرين.
لكن مع بقاء التضخم مرتفعًا والاحتياطي الفيدرالي حذرًا في قراراته، تبقى كل الاحتمالات قائمة. وقد تكون هذه فرصة للمستثمرين الذين يراقبون السوق عن كثب للدخول بأسعار أكثر جاذبية.
📰 المصدر:
Investing – City Index – بيانات رسمية من الأسواق الأمريكية
الأسئلة الشائعة حول أسعار الذهب العالمية
لماذا تراجعت أسعار الذهب هذا الأسبوع؟
تراجع الذهب بسبب انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة بعد اتفاقيات جيوسياسية وتجارية، إضافةً إلى صدور بيانات تضخم مرتفعة.
هل يُعد هذا التراجع فرصة للشراء؟
يرى بعض المحللين أن هذا التراجع تصحيحي وقد يشكل فرصة شراء إذا عاد التضخم للارتفاع وازدادت المخاطر العالمية.
كيف تؤثر أسعار الفائدة الأمريكية على الذهب؟
ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الذهب لأنه أصل لا يُدر عوائد، ما يدفع المستثمرين نحو السندات أو الدولار.
ما هو المتوقع لأسعار الذهب في الأشهر القادمة؟
يتوقف الأمر على التضخم، واستمرار التوترات السياسية، وسياسات الفيدرالي. إن استمرت المؤشرات السلبية، قد نشهد مزيدًا من التراجعات.