في سن الثانية والثلاثين، كانت روز هان قد كسرت القيود التي تكبل الملايين: ديون طاحنة، فواتير متراكمة، وشعور بالعجز أمام شركات الخدمات العملاقة. لكن قصتها لم تنتهِ هناك، بل بدأت من مكالمة هاتفية واحدة.
تقول روز: “لم أكن أتصور أن طلبًا بسيطًا يمكن أن يغير حياتي. كنت غارقة في أكثر من 100 ألف دولار من الديون، وبدأت أبحث عن أي منفذ. حينها اكتشفت أن الفواتير ليست قدراً مكتوباً، بل عقداً قابلاً للتفاوض”.
من وول ستريت إلى الحرية المالية
روز، الكورية-الأمريكية، بدأت حياتها كمحللة في وول ستريت. العمل مرهق، والراتب جيد لكنه يتبخر سريعًا أمام أقساط القروض والفواتير. ومع ذلك، كانت تؤمن أن الحل ليس فقط في زيادة الدخل، بل في السيطرة على المصاريف.
استخدمت استراتيجيات التفاوض نفسها التي كانت ترى مديريها يستخدمونها في الصفقات المليونية، لكن على نطاق حياتها اليومية. وكانت النتيجة مذهلة: توفير مئات الدولارات شهريًا، ثم آلافًا سنويًا.
الخدعة الذهبية لتوفير المال: التفاوض
ما تسميه روز “الخدعة الذهبية” بسيط لكنه قوي: لا تقبل الفاتورة كما هي. سواء كانت فاتورة الإنترنت، التأمين الصحي، أو حتى بطاقة الائتمان، اسأل دائمًا: “هل يمكنكم تحسين العرض؟”.
هنا تكمن قوة التفاوض:
- الإرساء: ابدأ أنت بتحديد الرقم المرجعي بناءً على عروض المنافسين.
- التأطير: أظهر للشركة أنك عميل قيّم لهم، وأن تخفيض السعر سيعود عليهم بالنفع.
كيف تبدأ أنت؟
- ضع قائمة بجميع فواتيرك الشهرية.
- اختر فاتورة سهلة كبداية، مثل الهاتف أو الإنترنت.
- اجمع بيانات من السوق: أسعار المنافسين، مدة اشتراكك، سجل التزامك.
- اتصل واطلب تحسين العرض. كن ودودًا وحازمًا في آن واحد.
- إذا لم تنجح، جرب مجددًا في يوم آخر مع موظف مختلف.
لماذا ينجح ذلك؟
وفقًا لدراسة من مؤسسة Consumer Reports، فإن 70% ممن جربوا التفاوض على فواتيرهم حصلوا على خصومات مباشرة. وتظهر إحصائيات حديثة أن متوسط التوفير السنوي للأسر الأمريكية من هذه الطريقة يتجاوز 1200 دولار.
من مكالمة إلى إمبراطورية تعليمية
اليوم، روز ليست فقط مليونيرة، بل مدرسة للحرية المالية يتابعها أكثر من مليون شخص على يوتيوب. رسالتها واضحة: “الثروة ليست نتيجة حظ، بل نتيجة وعي، شجاعة، واستعداد لطلب ما تستحق”.
رأيي الشخصي
السر الحقيقي وراء أي رحلة ناجحة نحو الحرية المالية يبدأ بالسيطرة على المصاريف. فحتى لو ارتفعت أرباحنا أو تحسنت رواتبنا، فإن غياب الانضباط في الإنفاق يجعل المال يتبخر بلا أثر. ما فعلته روز هان لم يكن مجرد مكالمة للتفاوض، بل كان خطوة واعية لكسر فكرة أن المصاريف ثابتة لا يمكن التحكم بها. عندما نضع مصروفاتنا تحت المجهر، ونبحث عن طرق لتخفيضها أو إعادة التفاوض عليها، فإننا لا نوفر المال فقط، بل نبني عادة ذهنية تعزز من قدرتنا على الادخار والاستثمار. ببساطة، السيطرة على المصاريف هي الأساس الذي يقوم عليه كل بناء مالي ناجح.