هل سبق وأن فتحت موقعًا إلكترونيًا لتواجه مباشرة نافذة تطلب منك “قبول الكوكيز”؟ هذا المشهد أصبح مألوفًا لدرجة أنك قد تضغط “قبول الكل” دون التفكير مرتين. لكن، هل تعرف حقًا ما الذي تسمح به؟ وهل “الكوكيز” مجرد أدوات لتحسين تجربتك الرقمية، أم باب خلفي للتجسس على بياناتك؟ (راجع أيضًا كيفية حماية البيانات الشخصية في عالم الإنترنت لفهم أوسع حول إدارة بياناتك الرقمية).
في هذا المقال، نكشف أسرار ملفات تعريف الارتباط، نوضح أنواعها، ونساعدك على اتخاذ قرارات ذكية تحفظ خصوصيتك دون التضحية براحة التصفح.
ما هي ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز)؟
الكوكيز هي ملفات صغيرة تقوم المواقع الإلكترونية بتخزينها على جهازك عندما تزورها. هذه الملفات تحتوي على معلومات تساعد في تحسين تجربتك مثل:
- تذكر اسم المستخدم وكلمة المرور تلقائيًا.
- تذكر اللغة المفضلة أو حجم الخط الذي اخترته.
- حفظ المنتجات التي أضفتها لسلة الشراء عند التسوق.
- عرض إعلانات مخصصة بناءً على سلوكك السابق على الإنترنت.
لكن في الجهة الأخرى، تستخدم بعض الشركات الكوكيز لأغراض تتبع وتحليل سلوك المستخدم، وهو ما قد يهدد خصوصيتك في بعض الحالات.
أنواع ملفات تعريف الارتباط
لفهم تأثير الكوكيز على خصوصيتك، من المهم التمييز بين أنواعها:
1. كوكيز الجلسة (Session Cookies)
- مؤقتة.
- تُحذف تلقائيًا بمجرد إغلاق المتصفح.
- تُستخدم عادة لتخزين معلومات مؤقتة، مثل محتويات سلة التسوق.
2. الكوكيز الدائمة (Persistent Cookies)
- تبقى على جهازك لفترة أطول (أيام أو حتى سنوات).
- تُستخدم لتخزين بيانات مثل تسجيل الدخول، أو تفضيلات العرض.
3. كوكيز الطرف الثالث (Third-party Cookies)
- تُنشئها جهات خارجية مثل شركات الإعلانات وليس الموقع الذي تزوره.
- تُستخدم لتتبع نشاطك عبر عدة مواقع وعرض إعلانات موجهة.
ماذا تعني خيارات الكوكيز التي تظهر عند التصفح؟
✔️ قبول الكل
يتيح للموقع استخدام جميع أنواع الكوكيز، بما فيها الخاصة بالإعلانات والتتبع. النتيجة: تجربة أكثر تخصيصًا ولكن خصوصية أقل.
❌ رفض الكل
يقتصر على ملفات الكوكيز الأساسية فقط. تضمن مزيدًا من الخصوصية، لكنها قد تؤثر على وظائف بعض المواقع (مثل عدم حفظ سلة المشتريات).
⚙️ تخصيص الإعدادات
يمكنك اختيار أنواع الكوكيز التي تقبلها وتلك التي ترفضها، ما يمنحك توازنًا بين الخصوصية والأداء.
لماذا أصبحت نوافذ الكوكيز منتشرة؟
يرجع السبب الرئيسي إلى اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) التي أقرها الاتحاد الأوروبي عام 2018، وتنص على:
- طلب موافقة صريحة من المستخدم قبل تخزين الكوكيز غير الأساسية.
- إعلام المستخدم بوضوح حول البيانات التي يتم جمعها.
- منح المستخدم حرية سحب الموافقة أو تعديلها لاحقًا.
ونتيجة لذلك، أصبحت المواقع مضطرة قانونًا لتقديم هذه الخيارات، حتى وإن لم تكن أوروبية، إذا كانت تخدم مستخدمين من دول الاتحاد الأوروبي.
كيف تحمي خصوصيتك عند التعامل مع الكوكيز؟
إذا كنت حريصًا على حماية بياناتك الرقمية، إليك بعض النصائح:
- استخدم التخصيص بدل “قبول الكل” عند تصفح مواقع جديدة.
- امسح ملفات الكوكيز دوريًا من إعدادات المتصفح.
- استخدم متصفحات تركز على الخصوصية مثل Brave أو Firefox.
- جرب أدوات حماية الخصوصية مثل Cover Your Tracks من مؤسسة EFF لمراقبة مدى تعقبك، أو تعرّف على مزيد من التهديدات الإلكترونية وكيفية التصدي لها من خلال مقال الأمن السيبراني: كيف تحمي بياناتك من الاختراق؟.
- راجع إعدادات الخصوصية في أسفل الموقع وألغِ الموافقة عند الحاجة.
الكوكيز ليست كلها شريرة، لكنها أيضًا ليست بريئة دائمًا. يمكن أن تحسن تجربتك الرقمية كثيرًا، لكنها قد تمثل تهديدًا لخصوصيتك إذا لم تكن حذرًا. لذلك، من الذكاء أن تتوقف لحظة عند تلك النوافذ المنبثقة، وتخصص إعداداتك بما يناسب احتياجاتك الرقمية وقيمك الشخصية.
أسئلة متداولة حول الكوكيز وخصوصية التصفح
ما الفرق بين الكوكيز الأساسية وغير الأساسية؟
الكوكيز الأساسية ضرورية لتشغيل الموقع (مثل تسجيل الدخول وسلة المشتريات)، بينما الكوكيز غير الأساسية تُستخدم لأغراض التسويق والإعلانات.
هل رفض الكوكيز يمنعني من استخدام الموقع؟
ليس دائمًا، لكن بعض المواقع قد تفقد وظائف معينة مثل التخصيص أو الحفظ التلقائي.
كيف يمكنني حذف ملفات تعريف الارتباط من متصفحي؟
يمكنك ذلك من إعدادات المتصفح > الخصوصية > حذف بيانات التصفح > تحديد “الكوكيز وبيانات الموقع”.
هل الكوكيز خطيرة على جهازي؟
لا تحتوي الكوكيز على برمجيات ضارة، لكنها قد تُستخدم لتتبع نشاطك، وهو ما يمثل خطرًا على خصوصيتك وليس على جهازك.
