الفجوة العالمية في الدخل: مقارنة بين الأغنياء والفقراء في 108 دولة

تُعد الفجوة الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء من أكثر القضايا التي تُشغل المجتمعات والدول على حد سواء. ولكن ما مدى اتساع هذه الفجوة عالميًا؟ وهل يعقل أن يكسب أفقر الأمريكيين أكثر من أغنى سكان بعض الدول؟ في هذا التقرير، نقدم نظرة عميقة على بيانات الدخل اليومي لعام 2024 في 108 دولة، مع التركيز على أغنى 10% وأفقر 10% من السكان في كل دولة، وذلك باستخدام معايير تعادل القوة الشرائية (PPP) وبأسعار 2017.

من يكسب أكثر يوميًا؟

وفقًا للبيانات، يتصدر أغنى 10% من سكان لوكسمبورغ القائمة بمتوسط دخل يومي يبلغ 165.97 دولارًا، يليهم الأمريكيون بمتوسط 156.42 دولارًا. ومن المثير للدهشة أن أفقر 10% من الأمريكيين يحققون 22.93 دولارًا يوميًا، وهو دخل يتجاوز ما يجنيه أغنى 10% في دول عديدة، مثل مصر (10.94$)، إندونيسيا (13.61$)، والهند (8.76$).

لماذا لا تعكس أرقام الناتج المحلي الصورة الكاملة؟

عادةً ما يُستخدم الناتج المحلي الإجمالي (GDP) كمؤشر لقياس اقتصاد الدول، لكن له عيوب واضحة: فهو لا يوضح توزيع الدخل، ولا يعكس المستوى المعيشي الحقيقي. أما هذا التقرير فيعتمد على مقياس أكثر إنصافًا، حيث يتم توزيع متوسط الدخل اليومي لكل فرد (بما يشمل الأطفال والمتقاعدين)، مما يتيح مقارنة أكثر واقعية.

جدول الدخل اليومي: الأغنياء مقابل الفقراء في 108 دولة

فيما يلي جدول تفاعلي يوضح الفرق بين دخل أغنى 10% وأفقر 10% في كل دولة مشمولة في الدراسة:

أسئلة يطرحها الباحثون

1. ما هو دخل أغنى 10% من السكان في كل دولة؟

يختلف دخل أغنى 10% من دولة لأخرى بشكل كبير. في الدول الصناعية مثل لوكسمبورغ والولايات المتحدة، يتجاوز دخلهم اليومي 150 دولارًا للفرد. بينما في بعض الدول النامية مثل موزمبيق ومالي، لا يتعدى هذا الرقم 10 دولارات. هذا التفاوت يعكس فجوة اقتصادية هائلة على مستوى العالم.

2. كم يكسب أفقر 10% من الناس يوميًا؟

في بعض الدول، لا يتجاوز دخل أفقر 10% من السكان دولارًا واحدًا في اليوم، كما في جمهورية الكونغو أو جمهورية إفريقيا الوسطى. أما في الدول الغنية، فيمكن أن يتجاوز دخل هذه الفئة 30 دولارًا يوميًا، مثل النرويج وسويسرا. الفروقات هنا ليست بسيطة، بل تعني اختلافًا كبيرًا في القدرة على العيش بكرامة.

3. هل الفجوة الاقتصادية تزداد في الدول المتقدمة؟

نعم، في كثير من الحالات تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الدول المتقدمة. رغم أن الدخل العام مرتفع، إلا أن الزيادة تتركز غالبًا في يد نسبة قليلة من السكان، ما يخلق تفاوتًا واضحًا داخل المجتمعات نفسها، حتى في أكثر الدول تطورًا.

4. لماذا دخل أفقر الأمريكيين أعلى من أغنى الفئات في بعض الدول؟

لأن الولايات المتحدة تمتلك اقتصادًا ضخمًا، وبنية تحتية قوية، ودعمًا اجتماعيًا نسبيًا، ما يرفع من مستوى الدخل حتى للفئات ذات الدخل المنخفض. في المقابل، تعاني بعض الدول من أزمات اقتصادية، أو ضعف في فرص العمل، ما يجعل دخل حتى الأغنياء فيها محدودًا.

5. أي الدول تتصدر قائمة عدم المساواة في الدخل؟

الدول التي تجمع بين دخل مرتفع للأغنياء ودخل شديد الانخفاض للفقراء تتصدر هذه القائمة. على سبيل المثال، أمريكا والبرازيل وروسيا تُظهر تباينًا حادًا في مستويات الدخل بين الفئات المختلفة. بينما تميل الدول الإسكندنافية مثل السويد والدنمارك إلى توزيع أكثر عدالة للدخل.

6. كيف يؤثر تعادل القوة الشرائية على مقارنة الدخول عالميًا؟

تعادل القوة الشرائية (PPP) يُستخدم لتعديل الفروقات في تكلفة المعيشة بين الدول. فمثلاً، دولار واحد في الهند قد يشتري أكثر مما يشتريه في ألمانيا. لذلك، فإن استخدام هذا المعيار يجعل مقارنة الدخول أكثر عدالة، لكنه لا يعالج الفجوة الفعلية في الرفاهية بين الشعوب.

تحديات المقارنة العالمية

رغم أن البيانات تم تعديلها وفقًا لتعادل القوة الشرائية، إلا أن هناك بعض القيود. فعلى سبيل المثال، سلة السلع والخدمات المستخدمة في الحساب قد لا تعكس الاحتياجات الفعلية لكل بلد. كما أن متوسط الدخل يشمل جميع الأفراد، مما قد يخفي الفروقات داخل الفئات العمرية أو المهنية.

الخلاصة

تكشف هذه الأرقام عن واقع مرير في توزيع الثروة عالميًا. ففي حين يتمتع أغنى الأفراد في الدول الصناعية بمستوى دخل مرتفع، يعاني الملايين في دول أخرى من دخل يومي لا يتجاوز بضعة دولارات. ويبقى السؤال: هل هناك إرادة سياسية واقتصادية حقيقية لسد هذه الفجوة؟

المصدر: visualcapitalist