في السنوات الأخيرة، أصبحت الطائرات المسيّرة (الدرونز) عنصرًا أساسيًا في ساحات المعارك حول العالم. فقد تحولت من أدوات مراقبة صغيرة إلى أسلحة فعالة يمكنها تنفيذ هجمات دقيقة ومنسقة، ما جعلها صداعًا مستمرًا للجيوش التقليدية. هذا الواقع دفع شركات الدفاع إلى البحث عن حلول مبتكرة وأكثر كفاءة للتصدي لهذه الموجة الجديدة من التهديدات.
من بين أبرز هذه الحلول، أعلنت شركة “ساب” السويدية (Saab) عن تطويرها أول صاروخ متخصص في مكافحة الطائرات المسيّرة، يحمل اسم “نيمبريكس” (Nimbrix)، ليشكل خطوة نوعية في مجال الدفاع الجوي.
لماذا صاروخ مضاد للمسيرات؟
أعداد الطائرات المسيّرة تزايدت بشكل غير مسبوق. ففي الحرب الأوكرانية مثلًا، أظهرت تقارير عسكرية أن عشرات الآلاف من الطائرات الصغيرة تُستخدم بشكل شهري على الخطوط الأمامية، سواء للاستطلاع أو لتنفيذ هجمات سريعة ومنخفضة التكلفة.
المشكلة أن أنظمة الدفاع التقليدية – مثل صواريخ “باتريوت” أو “ناسامز” – مكلفة جدًا، إذ قد تتجاوز تكلفة إطلاق صاروخ واحد ملايين الدولارات، بينما لا يتجاوز سعر المسيّرة المستهدفة بضع مئات من الدولارات. هنا يأتي صاروخ “نيمبريكس” ليقدّم حلًا اقتصاديًا وفعالًا، مصممًا خصيصًا للتعامل مع هذا النوع من الأهداف.
المواصفات التقنية لصاروخ نيمبريكس
- المدى التشغيلي: يصل إلى 5 كيلومترات.
- مبدأ التشغيل: يعتمد على نظام “أطلق وانسَ”، ما يقلل من التعقيدات التقنية ويتيح سرعة استجابة عالية.
- الرأس الحربي: انشطاري يُفجَّر في الجو، مطلقًا سحابة من الشظايا لتدمير أسراب كاملة من الطائرات في آن واحد.
- المرونة التشغيلية: يمكن استخدامه كمنظومة مستقلة أو دمجه ضمن أنظمة دفاع جوي واسعة النطاق.
- الميزة الأبرز: فعالية التكلفة، إذ يتيح مواجهة تهديدات مكثفة دون استنزاف موارد الدولة.
ردود الفعل والتحليلات
يرى خبراء عسكريون أن هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في مواجهة ما يُعرف بـ”حروب الأسراب”. فقد أشار المحلل العسكري البريطاني ريتشارد باريت إلى أن “الاعتماد على حلول دفاعية منخفضة التكلفة هو الخيار الوحيد المستدام لمواجهة الطائرات المسيّرة، خصوصًا في ظل إمكانية تصنيعها محليًا وبكميات هائلة”.
من جانب آخر، يرى محللون أن نجاح “نيمبريكس” قد يدفع جيوشًا أخرى، مثل الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، إلى تسريع تطوير أنظمة مشابهة أو الدخول في سباق تسلح جديد خاص بمضادات الدرونز.
ماذا بعد؟
وفق شركة “ساب”، من المتوقع أن يبدأ تسليم أولى دفعات صواريخ “نيمبريكس” في عام 2026. ومع تسارع التطورات الميدانية، قد يصبح هذا الصاروخ أحد الأعمدة الأساسية في منظومات الدفاع المستقبلية، خاصة في الحروب منخفضة الكلفة وعالية التقنية.
برأيي الشخصي، يمثل هذا الابتكار تحولًا في طبيعة الردع العسكري: لم تعد القوة تُقاس فقط بحجم الصواريخ الباليستية أو الطائرات المقاتلة، بل بقدرة الجيش على حماية نفسه من “الأسلحة الصغيرة الذكية”. وإذا أثبت “نيمبريكس” فعاليته ميدانيًا، فقد يكون البداية لسوق عالمي جديد في مجال مكافحة المسيّرات.
المصدر:
Saab
الأسئلة الشائعة حول صاروخ نيمبريكس:
1. ما هو صاروخ نيمبريكس؟
هو صاروخ سويدي متخصص لمكافحة الطائرات المسيّرة الصغيرة والأسراب، طورته شركة Saab.
2. ما مدى صاروخ نيمبريكس؟
يصل مداه إلى 5 كيلومترات فقط، وهو مصمم للمعارك القريبة والمتوسطة.
3. ما أبرز ميزة في الصاروخ؟
الميزة الأساسية هي فعاليته من حيث التكلفة مقارنة بالأنظمة التقليدية.
4. متى يتوقع طرحه في الأسواق؟
من المقرر أن تبدأ عمليات التسليم الأولى في عام 2026.
5. هل يمكن دمج نيمبريكس مع أنظمة أخرى؟
نعم، يمكن استخدامه كمنظومة مستقلة أو ضمن أنظمة دفاع جوي متكاملة.