في تحول لافت في المشهد السياسي، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تأسيس تحالف دولي لتمويل السلطة الفلسطينية بمساهمة أولية قدرها 90 مليون دولار. هذه الخطوة جاءت خلال مؤتمر دولي مشترك برئاسة سعودية–فرنسية، يؤكد على أن الرياض باتت ترى في حل الدولتين المدخل الحقيقي للاستقرار الإقليمي.
أكثر من 159 دولة تعترف بفلسطين
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان كشف أن عدد الدول التي باتت تعترف بدولة فلسطين تجاوز 159، بعد موجة اعترافات أوروبية متتالية شملت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال وبلجيكا وفرنسا. هذه الاعترافات، مقرونة بالتحالف الجديد، تضفي زخمًا سياسيًا لم يسبق أن شهدته القضية الفلسطينية منذ سنوات.
لا تطبيع بلا دولة فلسطينية
أكد الأمير فيصل بوضوح: “لن يكون هناك أي مسار للتطبيع مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية”. هذا الموقف يحسم الجدل الذي دار في الأشهر الماضية حول احتمالية تقارب سعودي–إسرائيلي، ويعيد ترتيب أولويات المنطقة.
دعم عربي وإسلامي واسع
القمة المتعددة الأطراف التي عُقدت على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورؤساء وحكومات دول إسلامية كبرى مثل باكستان وإندونيسيا ومصر، جسّدت موقفًا موحدًا ضد التهجير القسري، وأكدت على ضرورة إنهاء الحرب في غزة وفتح الطريق أمام تسوية عادلة.
الدور الأميركي والرهان على ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب استغل اللحظة ليظهر كوسيط محتمل، قائلاً إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة بات قريبًا. لكن يبقى السؤال: هل تمتلك واشنطن الإرادة لممارسة الضغط الفعلي على إسرائيل، أم سيبقى الموقف في دائرة التصريحات السياسية؟
الواقع الميداني: حرب لم تهدأ
رغم هذه التحركات، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة، معلنًا استهداف أكثر من 170 موقعًا خلال 24 ساعة، ما يطرح تناقضًا صارخًا بين لغة المبادرات السياسية والواقع على الأرض.
فرصة تاريخية أم اختبار جديد؟
التحالف الدولي بقيادة السعودية يشكّل محاولة لإعادة صياغة قواعد اللعبة في الملف الفلسطيني، من الدعم الإنساني إلى بناء مسار سياسي واضح. لكن نجاح هذه الخطوة مرتبط بعاملين رئيسيين:
- مدى جدية الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل.
- قدرة العرب والمسلمين على تحويل التحالف إلى آلية مستمرة وليست مجرد مبادرة ظرفية.
إنها لحظة فارقة: إما أن تتحول إلى فرصة تاريخية تدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية، أو تبقى مجرد اختبار جديد يُضاف إلى سجل محاولات التسوية غير المكتملة.
المصادر
- وكالة رويترز
- وكالة بلومبرغ
- وكالة الأنباء السعودية (واس)
- تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان
قسم الأسئلة الشائعة:
ما هو التحالف الدولي لدعم فلسطين الذي أعلنته السعودية؟
هو مبادرة سعودية أُطلقت بالتعاون مع فرنسا ودول أخرى، تهدف إلى تمويل السلطة الفلسطينية بمساهمة أولية قدرها 90 مليون دولار، وربطه مباشرة بمسار تنفيذ حل الدولتين.
هل التحالف الدولي خطوة نحو تطبيع سعودي–إسرائيلي؟
لا. أوضح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن التطبيع لن يتم إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ما أهمية اعتراف أكثر من 159 دولة بفلسطين؟
يعزز هذا الاعتراف الشرعية الدولية للقضية الفلسطينية، ويمهد الطريق لبناء ضغط سياسي ودبلوماسي على إسرائيل من أجل القبول بحل الدولتين.
ما علاقة الولايات المتحدة بالتحالف الجديد؟
واشنطن شاركت عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أبدى رغبته في إنهاء الحرب في غزة. لكن يبقى الرهان على مدى استعداد الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل.
هل سيؤدي التحالف إلى وقف الحرب في غزة فورًا؟
التحالف يركز على الحل السياسي والدعم المالي، بينما الحرب مستمرة ميدانيًا. نجاح المبادرة يعتمد على توازي الضغط السياسي مع تحرك عملي على الأرض.