النقاط الرئيسية
- أسعار الذهب ترتفع بأكثر من 3% لتتجاوز 4,318 دولارًا للأوقية.
- توقعات خفض الفائدة الأمريكية تضيف دعمًا إضافيًا للمعدن الأصفر.
- الإغلاق الحكومي الأمريكي ومحادثات الصين يعززان الطلب على الملاذات الآمنة.
صعود متجدد للمعدن الأصفر وسط اضطرابات السياسة الأمريكية
يشهد سوق الذهب العالمي موجة صعود جديدة هذا الأسبوع، بعد أن قفزت الأسعار بأكثر من 3% في تعاملات الاثنين، مدعومة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وتوقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه في نهاية أكتوبر.
فقد ارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.6% إلى 4,318 دولارًا للأوقية، فيما صعدت العقود الآجلة الأمريكية لشهر ديسمبر بنسبة 3% لتسجل 4,339 دولارًا للأوقية، مواصلةً تسجيل مستويات قياسية لم يبلغها المعدن الأصفر من قبل.
العوامل المحركة: الإغلاق الحكومي وتوترات واشنطن وبكين
الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، والذي أدى إلى تأجيل صدور بيانات التضخم الأمريكية، دفع المستثمرين إلى التحوط بالذهب خوفًا من اضطرابات مالية مؤقتة قد تضغط على الاقتصاد.
إلى جانب ذلك، تتجه الأنظار نحو اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال الأسبوعين المقبلين، وسط تصريحات متفائلة من ترامب بأن التعريفات الجمركية بنسبة 100% “لن تكون مستدامة”.
هذه الإشارات السياسية تخفف حدة التوتر التجاري مؤقتاً، لكنها تفتح الباب أمام مزيد من عدم اليقين في الأسواق العالمية — بيئة مثالية لازدهار الذهب.
سياسات الفائدة تدفع الذهب لمستويات غير مسبوقة
تشير أداة متابعة الفائدة الأمريكية إلى أن الأسواق تسعّر حالياً خفضاً جديداً للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع أكتوبر، مع احتمال خفض آخر في ديسمبر.
يقول أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، إن “الذهب ما يزال في اتجاه صعودي طالما حافظ على التداول فوق 4,000 دولار للأوقية”، مؤكدًا أن الزخم الإيجابي لا يزال قائمًا بفضل تراجع العوائد الحقيقية وازدياد الضبابية السياسية.
ويضيف هانسن أن ضعف قطاع العقارات الصيني ساهم أيضاً في دعم الأسعار، إذ يدفع المستثمرين الآسيويين إلى التحول نحو الذهب كأصل آمن وسط تراجع الثقة بالنمو العالمي.
الرؤية الفنية: نطاق صعودي بين 4,300 و4,450 دولارًا للأوقية
من الناحية الفنية، تشير تحليلات Metalsy إلى أن الذهب دخل مرحلة استقرار صاعد ضمن نطاق تداول قوي بين 4,300 و4,450 دولارًا للأوقية.
مستوى 4,280 دولارًا يمثل دعمًا جديدًا قصير الأجل، بينما يُعد 4,450 دولاراً منطقة مقاومة أولى قد تُختبر هذا الأسبوع في حال استمرار ضعف الدولار.
- السيناريو الإيجابي: إذا جاءت بيانات التضخم دون المتوقع واستمر التوتر السياسي في واشنطن، فقد يختبر الذهب حاجز 4,450 دولاراً وربما 4,500 دولارًا.
- السيناريو السلبي: أما إذا تحسنت مؤشرات النمو الأمريكية، فقد يشهد السوق جني أرباح طفيف نحو 4,250 دولارًا قبل عودة الزخم الصاعد.
الأسواق الموازية: الفضة تتعافى والبلاتين يتراجع
ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 1% إلى 52.46 دولاراً للأوقية بعد تراجعها يوم الجمعة بنسبة 4.4%، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1,596 دولارًا، وانخفض البلاديوم بنسبة 2% إلى 1,445 دولاراً للأوقية.
ورغم هذه التراجعات الجزئية، فإن الاتجاه العام في المعادن النفيسة يبقى إيجابيًا مدعومًا بضعف الدولار وتزايد المخاوف الجيوسياسية.
الذهب في مسار صاعد.. والقمم الجديدة قريبة
يبدو أن الذهب يستعيد زخمه القوي مستفيداً من مزيج استثنائي من العوامل:
- ضبابية السياسة الأمريكية،
- احتمالات خفض الفائدة،
- الإغلاق الحكومي،
- والتوترات التجارية مع الصين.
تقديرات ميتالسي تشير إلى أن الذهب قد يتحرك بين 4,300 و4,450 دولاراً للأوقية خلال الأسبوع الجاري، مع احتمالية اختراق النطاق نحو الأعلى إذا جاءت بيانات التضخم الأمريكية أقل من التوقعات.
