احتيال جديد بأدوات ذكية
في عصر تتسارع فيه التقنيات يومًا بعد يوم، لم يعد الذكاء الاصطناعي أداةً للمستقبل فقط، بل أصبح جزءًا من حياتنا اليومية. ومع هذا الانتشار، ظهرت موجة من الذكاء الاصطناعي المزيف الذي يستغل ثقة المستخدمين لتحقيق أهداف خبيثة مثل الاحتيال وسرقة البيانات، أو حتى التلاعب بالحقائق عبر الصور والفيديوهات.
فكيف يمكنك التمييز بين الأداة الحقيقية والموقع المزيف؟ وكيف تحمي نفسك من هذا النوع الحديث من الخداع؟ إليك كل ما تحتاج معرفته في هذا الدليل الشامل.
ما هو الذكاء الاصطناعي المزيف؟
تقنيات مزعومة بلا أساس علمي
تدّعي بعض الشركات أو الأفراد أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مذهلة، كتحسين المبيعات أو التنبؤ بأسواق الأسهم، لكنهم في الحقيقة يعتمدون على طرق تقليدية أو حتى مجرّد واجهات شكلية. ومن الأمثلة: صفحات تسويقية تروّج لتطبيقات “مدعومة بالذكاء الاصطناعي” بينما تعتمد فعليًا على موظفين يديرون المحتوى يدويًا.
أدوات احتيال وانتحال شهيرة
قد تصادف موقعًا يشبه ChatGPT أو Gemini في التصميم، لكنه ليس رسميًا. هذه الأدوات تطلب منك تسجيل الدخول أو تقديم معلوماتك، ثم تُستخدم لسرقة حساباتك أو بياناتك البنكية. على سبيل المثال، انتشرت في الآونة الأخيرة تطبيقات وهمية باسم “AI Image Enhancer” على متاجر غير رسمية.
التزييف العميق (Deepfake)
من أخطر أشكال الاحتيال، وهو استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد فيديوهات أو تسجيلات صوتية تبدو حقيقية لكنها مزوّرة. يمكن بهذه الطريقة إنتاج خطاب مزيف لشخصية سياسية أو مشهورة، مما يؤدي إلى نشر أخبار كاذبة أو فضائح وهمية.
فرص استثمار وهمية ووظائف خادعة
“استثمر 100 دولار مع الذكاء الاصطناعي واربح 5000 خلال أسبوع!”، “نبحث عن موظفين للعمل عن بعد في شركة AI دولية”… كلها أمثلة على عبارات شائعة في حملات نصب تهدف لجذب ضحايا سريعي الثقة.
كيف تكتشف الذكاء الاصطناعي المزيف؟
لا تحتاج لأن تكون خبيرًا في البرمجة لتكشف زيف هذه الأدوات، لكنك بحاجة إلى بعض الوعي التقني والمنطقي:
- ادعاءات مبالغ فيها: مثل “حقق ثروة في ساعات” أو “ذكاء اصطناعي يعرف كل شيء”.
- غياب معلومات تقنية واضحة: كعدم وجود شرح لكيفية عمل الأداة أو الفريق المطوّر.
- طلب معلومات شخصية باكرًا: كالبريد أو رقم الهاتف أو معلومات الدفع.
- أخطاء لغوية كثيرة: في الموقع أو التطبيق، وغالبًا تكون نتيجة استخدام أدوات ترجمة آلية دون مراجعة.
- تصميم يشبه مواقع مشهورة: لكنها تحمل عنوان URL غريب، مثل chattgpt.bot أو geminii.online.
كيف تحمي نفسك من الذكاء الاصطناعي المزيف؟
استخدم المصادر الرسمية فقط
لا تُجرّب أي أداة ذكاء اصطناعي من روابط أُرسلت إليك عبر رسائل أو إعلانات. بدلاً من ذلك، استخدم الموقع الرسمي مثل:
افحص الرابط دائمًا
تأكد أن الموقع يبدأ بـ https:// وأن اسم النطاق صحيح، ولا يحتوي على رموز إضافية أو تغييرات طفيفة في الحروف.

لا تُحمّل تطبيقات من خارج المتجر
التطبيقات الموجودة في متاجر أندرويد أو iOS الرسمية تخضع لسياسات أمان صارمة، بينما قد تحتوي التطبيقات من مصادر خارجية على برامج تجسس.
فعّل أدوات الحماية الرقمية
استخدم مضاد فيروسات، وأضف امتدادات (Extensions) لمتصفحك تمنع المواقع المشبوهة. يمكنك أيضًا تفعيل التحقق بخطوتين لحساباتك.
فكر قبل أن تضغط
توقف واسأل نفسك: هل هذا العرض حقيقي؟ هل هذا التطبيق مشهور فعلًا؟ هل فعلاً وعد الذكاء الاصطناعي بهذه النتيجة السحرية؟
خاتمة: الذكاء الاصطناعي أداة قوية.. لكنها سيف ذو حدين
لا شك أن الذكاء الاصطناعي غيّر العالم بقدرته على التعلّم والتحليل والمساعدة. لكنه، إذا أُسيء استخدامه، يمكن أن يصبح أداة خطيرة في أيدي المحتالين والمزيّفين.
الوعي هو خط الدفاع الأول. ابقَ متشككًا، تحقق من كل رابط، ولا تقع فريسة لما يبدو سهلًا أو سحريًا. الذكاء الحقيقي اليوم هو أن تعرف كيف تحمي نفسك من الذكاء الاصطناعي المزيف.
أسئلة شائعة حول الذكاء الاصطناعي المزيف
ما هو الذكاء الاصطناعي المزيف؟
هو استخدام خاطئ أو مزوّر لتقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء بادعاء استخدامه دون تطبيق فعلي أو عبر أدوات تسرق البيانات باسم AI.
كيف أميّز المواقع المزيفة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي؟
انتبه للرابط، تحقق من وجود فريق عمل حقيقي، وابحث عن مراجعات المستخدمين. المواقع الموثوقة تكون معروفة وتحت إشراف شركات رسمية.
هل كل التزييف العميق غير قانوني؟
ليس بالضرورة، فبعض استخداماته الفنية أو التعليمية مسموحة، لكن استخدامه لانتحال شخصية أو تضليل الآخرين غير قانوني ويعاقب عليه في كثير من الدول.
هل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخدع الخبراء؟
أحيانًا، خصوصًا مع تطوّر تقنيات التزييف العميق، لكن هناك أدوات تقنية يمكنها كشف الأصلي من المزيّف بدقة عالية.

