في 12 سبتمبر 2025، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلانًا تاريخيًا يؤكد الالتزام بـ حل الدولتين كخيار لا رجعة فيه لتسوية النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي. القرار حظي بتأييد 142 دولة، مقابل 10 أصوات ضد، وامتناع 12 دولة عن التصويت.
هذا التصويت الكاسح يُظهر أن الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي ما زالت ترى أن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل هو السبيل الأمثل لتحقيق سلام عادل ودائم.
دلالات سياسية ورمزية
رغم أن قرارات الجمعية العامة غير مُلزِمة قانونيًا، إلا أن أهميتها تكمن في:
- تشكيل إجماع دولي جديد: يُعطي غطاءً دبلوماسيًا لدول كانت مترددة في الاعتراف بدولة فلسطين.
- الضغط المعنوي والسياسي على إسرائيل وحلفائها: حيث يزداد شعور العزلة مع مرور قرارات واسعة التأييد.
- إعادة صياغة السردية الدولية: الجمع بين إدانة هجمات 7 أكتوبر 2023 والتنديد بالأزمة الإنسانية في غزة، مما يوازن الطرح ويمنح القرار ثقلًا أخلاقيًا.
من صوت ضد ومن امتنع؟
من أبرز الدول التي صوتت ضد القرار: إسرائيل، الولايات المتحدة، المجر، الأرجنتين، ميكرونيزيا.
أما الممتنعون فشملوا دولًا مثل ألبانيا، الكاميرون، التشيك، إكوادور، إثيوبيا.
هذا التباين يُبرز الانقسام بين توجه عالمي واسع يؤيد الحل، وبين أقلية ترفض أو تتحفظ.
التأثيرات العملية المحتملة
قصير المدى (0–3 أشهر):
- احتمال اعتراف دول غربية كبرى بدولة فلسطين بشكل رسمي أو منسق، خاصة في أوروبا.
- ربط المساعدات الدولية بـ إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية وتوحيد أجهزتها الأمنية.
- تكثيف الضغط الإعلامي والدبلوماسي على إسرائيل والولايات المتحدة.
متوسط المدى (3–12 شهرًا):
- الدفع نحو بعثة دولية لتثبيت مؤقت في غزة، رغم أن تنفيذها يواجه معضلة موافقة مجلس الأمن وحق النقض الأميركي.
- تقرير دوري من الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ الخطوات الملموسة، ما يخلق آلية مساءلة دبلوماسية جديدة.
- إمكانية تنسيق اعتراف جماعي من عدة دول غربية بالدولة الفلسطينية، إذا استمرت إسرائيل في الرفض.
العقبات القائمة
- الرفض الإسرائيلي القاطع لأي التزامات ترتبط بإنشاء دولة فلسطينية في الظروف الحالية.
- الموقف الأميركي الذي لا يزال يُشكك في جدوى أي خطوات أحادية من الأمم المتحدة.
- التحدي الأمني في غزة: استبعاد حماس من الحكم يتطلب ترتيبات إقليمية ودولية معقدة قد تستغرق وقتًا طويلًا.
أرقام وإحصائيات
- عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة: 193 دولة.
- نسبة التأييد لقرار حل الدولتين: 73.5% من الدول الأعضاء.
- عدد الأصوات المعارضة (10) يمثل أقل من 5% من أعضاء الجمعية.
- الامتناع (12 دولة) يعكس نسبة 6.2% تقريبًا، وهو مؤشر على الحذر أكثر من الرفض.
نظرة مستقبلية
القرار يُعزّز مكانة حل الدولتين كـ «مرجعية سياسية دولية» يصعب تجاوزها، حتى مع رفض بعض القوى. ومن المتوقع أن يتحول خلال الشهور المقبلة إلى سلسلة خطوات عملية تدريجية مثل:
- زيادة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين.
- ربط المساعدات الدولية بإصلاحات مؤسسية فلسطينية.
- بروز مبادرات لإنشاء بعثة مراقبة أو تثبيت في غزة.
لكن في المقابل، سيبقى التنفيذ على الأرض مرهونًا بالتحولات الداخلية في إسرائيل، والموقف الأميركي، والقدرة على إدارة ملف غزة سياسيًا وأمنيًا.
المصادر:
- رويترز
- صحيفة الغارديان
- تحليل ميتالسي