إنفاق ضخم على التبغ في العراق
يعد استهلاك التبغ في العراق من القضايا المهمة التي تهدد الصحة العامة وتؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني. تشير التقارير الصادرة عن وزارة الصحة العراقية إلى أن المواطنين ينفقون يوميًا أكثر من مليوني دولار على شراء منتجات التبغ، مما يجعل العراق واحدًا من أكبر الدول المستهلكة لهذه المنتجات في المنطقة.
وبحسب وسيم كيلان، معاون مدير برنامج مكافحة التبغ بوزارة الصحة، فإن هذه الأموال تذهب في معظمها إلى شركات أجنبية، مما يؤدي إلى استنزاف العملة الصعبة وخروجها من البلاد.
الأسباب الكامنة وراء ارتفاع استهلاك التبغ
يرجع الخبراء هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، من بينها:
- ضعف تطبيق قوانين مكافحة التدخين
- غياب آليات واضحة لفرض الضرائب على منتجات التبغ
- انتشار الفقر والبطالة
- دخول منتجات التبغ إلى السوق بصورة غير مشروعة

هذه العوامل منحت شركات التبغ الفرصة لاستهداف السوق العراقية من خلال أساليب تسويقية جذابة، تشمل الترويج لمنتجات مثل السجائر والأرجيلة التقليدية والإلكترونية، إلى جانب التبغ المسخن بنكهات مختلفة، مما أدى إلى ارتفاع معدل التدخين بين الشباب والمراهقين وحتى الفتيات.
التبغ وتأثيره على الصحة العامة
تسبب هذه العادة الصحية الخطيرة مشاكل صحية جسيمة، مثل:
- الأمراض التنفسية المزمنة
- السرطانات المختلفة
- ضعف الجهاز المناعي
- مشاكل البصر والصحة الجنسية
هذه الأمراض تؤدي إلى زيادة الضغط على المؤسسات الصحية، مما يكلف الحكومة والمواطنين أموالًا طائلة سنويًا لعلاج المدخنين.

جهود مكافحة التدخين في العراق
حاولت الحكومة العراقية التصدي لهذه الظاهرة عبر تشكيل اللجنة العليا لمكافحة التدخين، والتي تعمل على تنفيذ الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ. ومن بين الخطوات المتخذة لمواجهة هذه الظاهرة:
- فرض مواصفات قياسية صارمة على منتجات التبغ
- حظر الإعلانات والترويج لمنتجات التبغ
- تحديث المناهج الدراسية للتوعية بمخاطر التدخين
- إيجاد آليات واضحة لفرض الضرائب وضبط الحدود لمنع التهريب
سوق السجائر في العراق: قطاع خاسر اقتصاديًا
يرى الباحث المالي مصطفى حنتوش أن تجارة السجائر في العراق تعد من القطاعات الخاسرة اقتصاديًا، حيث تتجاوز قيمة الإنفاق السنوي على التبغ مليار دولار.
وأشار حنتوش إلى أن ضعف الإجراءات الحكومية السابقة ساهم في تفشي السوق السوداء وغياب العائدات الضريبية، إلى أن تم فرض ضريبة بنسبة 100% على السجائر المستوردة في 2021، مقابل 20% فقط في إقليم كردستان، مما أدى إلى فجوة في الإيرادات الضريبية لصالح الإقليم.

التبغ وصناعة السجائر في العراق
على الرغم من الحجم الكبير لسوق السجائر في العراق، إلا أن البلاد تمتلك مصنعًا واحدًا فقط لإنتاج السجائر وهو مصنع سومر في بغداد، والذي لا يستطيع منافسة المنتجات المستوردة. كما توجد بعض مصانع التبغ في إقليم كردستان، والتي تسيطر على جزء كبير من السوق المحلي.
هل يؤثر التدخين على المرأة؟
تزامنًا مع اليوم الوطني للامتناع عن التدخين في العراق، والذي يتم الاحتفال به في 2 فبراير من كل عام، طُرحت بعض الشعارات التي تحذر النساء من التدخين، مثل “التدخين يخدش جمال المرأة وأنوثتها”.
لكن الناشطة في مجال حقوق المرأة خيال الجواهري ترى أن مثل هذه العبارات لا تعكس الواقع، مشيرة إلى أن القضية تتعلق بالصحة العامة وليس بالجمال، وأن على الجهات المعنية التركيز على نشر التوعية بالأضرار الصحية، وليس الترويج لمفاهيم قد تكون بعيدة عن جوهر المشكلة.

خاتمة: هل تنجح العراق في الحد من استهلاك التبغ؟
رغم الجهود الحكومية والقرارات الضريبية الأخيرة، لا يزال العراق يواجه تحديًا كبيرًا في الحد من استهلاك التبغ. يتطلب الحل المزيد من التوعية المجتمعية، وفرض ضرائب صارمة، وتشديد الرقابة على المنافذ الحدودية لمنع التهريب، إلى جانب توفير بدائل صحية للمدخنين الراغبين في الإقلاع عن هذه العادة.

[…] كم ينفق العراقيون على استهلاك التبغ؟ أرقام صادمة وتأثي… […]
[…] نحو 75 ألف فرنسي سنويًا بسبب التبغ، أي ما يعادل 200 حالة وفاة يوميًا. على مستوى الاتحاد […]