المنتجات الصديقة للبيئة هي أكثر من مجرد شعار تسويقي؛ إنها رؤية متكاملة للحفاظ على موارد كوكبنا وتحقيق التنمية المستدامة. في هذا الاستطلاع، طرحنا على مجموعة متنوعة من الأفراد سؤالًا أساسيًا: “هل تفضّل شراء منتجات صديقة للبيئة حتى لو كان سعرها أعلى؟ وإلى أي مدى يؤثر الوعي البيئي على قرار الشراء؟” جاءت إجابات المشاركين لتعكس تنامي الوعي البيئي لدى المستهلك العربي، وتأثير هذا الوعي على السلوك الشرائي بطرق ملفتة ومثيرة للاهتمام.
أهمية الوعي البيئي في اختيار المنتجات
لا شك أن المنتجات الصديقة للبيئة أصبحت عنصرًا جذبًا للكثير من المهتمين بالصحة العامة والحفاظ على البيئة. يتزايد الإقبال على هذه المنتجات مع ازدياد الوعي بالمشكلات البيئية مثل التغيّر المناخي والتلوّث. في السنوات الأخيرة، لاحظنا تحوّلًا كبيرًا في تفضيلات المستهلكين، حيث يصير الجانب الأخلاقي والبيئي عاملًا رئيسيًا في اتخاذ القرار الشرائي.
>وقد أكّد أغلب المشاركين في استطلاعنا أن الوعي البيئي له أثر مباشر في تفضيلهم للمنتجات الخضراء، حتى لو كان ذلك يعني دفع مبلغ إضافي. فعلى سبيل المثال، قال أحد المشاركين إنه “يفضّل دعم الشركات التي تلتزم بالمعايير البيئية على شراء منتجات قد تكون أرخص ولكنها تضر بالبيئة.” هذه العبارة تعكس بوضوح رغبةً حقيقية لدى المستهلكين في المساهمة الإيجابية تجاه البيئة.

السعر مقابل القيمة المضافة
رغم أنّ كثيرًا من المشاركين في الاستطلاع أكّدوا استعدادهم لدفع سعر أعلى لقاء المنتجات الصديقة للبيئة، فإن هناك فئة أشارت إلى ضرورة توافر معلومات واضحة حول القيمة المضافة التي توفرها تلك المنتجات. يقول أحد المشاركين: “عندما أشتري منتجًا صديقًا للبيئة بسعر أعلى، أتوقع منه أن يدوم لفترة أطول أو يقدّم فائدة صحية واضحة.”
>هذا الكلام يشير إلى أنّ السعر وحده ليس العائق الوحيد، بل يبحث المستهلك عن تبرير اقتصادي ومنفعة واقعية مقابل فارق الثمن. لذلك، يتوجّب على الشركات التي تقدّم هذه المنتجات التركيز على توضيح مزاياها للمستهلك، سواء من حيث الجودة أو الأثر الإيجابي على البيئة أو صحة الأفراد.
دور التوعية والإعلانات الموجّهة
من الجوانب الملفتة في استطلاعنا أنّ الكثير من المشاركين لا يعرفون حجم الضرر الذي تسبّبه المنتجات التقليدية للبيئة، ولا المزايا التي توفّرها المنتجات الصديقة للبيئة. هنا يأتي دور التوعية والإعلانات الموجّهة لنشر معلومات دقيقة وشفافة.
المشاركون الذين لديهم خلفية قوية عن التلوث البلاستيكي مثلًا، كانوا أكثر استعدادًا لدفع سعر أعلى مقابل منتجات أقل استخدامًا للبلاستيك. أحدهم قال: “عندما أدركت مدى خطورة البلاستيك على الحياة البحرية. بدأت أبحث عن بدائل صديقة للبيئة حتى لو كانت أغلى قليلًا.” وهذا دليل واضح على أنّ كلما توفّرت معلومات أشمل للعميل، زادت احتمالات اختياره للمنتج الأخضر.

تأثير تجربة الشراء والاستدامة المستقبلية
أشار عدد من المشاركين إلى أنّ تجربتهم الأولى مع المنتجات الصديقة للبيئة كانت دافعًا لمواصلة هذا النهج. بعضهم ذكر أنّه جرّب منتجات عناية بالبشرة طبيعية لا تحتوي على مواد كيميائية ضارّة. فوجدها أكثر راحة لبشرته وأقل تهيّجًا، ما دفعه للالتزام بشرائها.
التجربة الإيجابية تعزّز السلوك الإيجابي وتحث المستهلكين على تكرار الشراء. وهنا تأتي أهمية أن تكون هذه المنتجات على قدر التوقّعات، من حيث الجودة والقيمة والتأثير البيئي الملموس.
خلاصة الاستطلاع
أجمع معظم المشاركين على أنهم يفضّلون المنتجات الصديقة للبيئة إذا كانت تلبي تطلّعاتهم في الجودة وتوفّر لهم معلومات كافية حول الأثر البيئي. في الوقت نفسه، يلعب الوعي البيئي دورًا حاسمًا في قرارات الشراء. إذ يشعر كثيرون بالمسؤولية تجاه حماية الكوكب، ويعدّون دفع مبلغ إضافي استثمارًا في مستقبل أفضل.
ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل دور السعر. فهناك نسبة من المشاركين ترى في ارتفاع سعر المنتجات الخضراء عقبةً رئيسيةً، الأمر الذي يتطلّب من الشركات توضيح المنافع الحقيقية لهذه المنتجات وإجراء حملات توعوية فعّالة.

دعوة للمشاركة
ختامًا، ندعوك للمساهمة في هذا الحوار. هل أنت على استعداد لشراء منتجات صديقة للبيئة حتى لو كانت أغلى ثمنًا؟ وهل ترى أن وعيك البيئي يؤثر على خياراتك الاستهلاكية؟ شاركنا رأيك وتجربتك في التعليقات، فمشاركتك تساهم في نشر الوعي ودفع الشركات نحو تحسين عروضها البيئية.
باختصار، يعكس هذا الاستطلاع تزايد تقدير المستهلك العربي لأهمية المنتجات الصديقة للبيئة، مع إدراكٍ متنامٍ لتأثير الوعي البيئي على السلوك الشرائي. ما بين رغبة في الحفاظ على الموارد الطبيعية والاستعداد لدفع المزيد مقابل المنتجات الخضراء، يبدو أنّنا نسير في اتجاه أكثر استدامة، ولكن التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين السعر والفائدة البيئية والاقتصادية.

[…] للتحلل يهددان الأنظمة البيئية البحرية والبرية. ولأن منتجات التجميل تُستخدم يوميًا، فإن الانتقال إلى عبوات … يساعد في الحد من التلوث والحفاظ على التنوّع […]
[…] على إعادة التدوير – تساهم في صنع فارق كبير. تذكر: الوعي البيئي ليس معلومات تُحفظ، بل قيم تُعاش […]