في تطور لافت، سجلت عملة البيتكوين قفزة كبيرة تجاوزت بها مستوى 99,000 دولار، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ فبراير الماضي. هذا الصعود المفاجئ لم يكن نابعًا فقط من العوامل التقنية أو حركة التداولات المعتادة، بل تغذى على خلفية سياسية مثيرة تمثلت في تصريحات من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن اتفاق تجاري وشيك مع بريطانيا. ومع ارتفاع مؤشرات الأسواق العالمية أيضًا، بات من الواضح أن العلاقة بين السياسة والاقتصاد الرقمي لم تعد مجرد صدفة، بل ترابط متسارع يجب الانتباه إليه.
ارتفاع البيتكوين: ماذا حدث بالضبط؟
في الساعات الأولى من يوم الخميس، تخطت البيتكوين حاجز 99,000 دولار بنسبة ارتفاع بلغت 2.6% خلال 24 ساعة. كذلك ارتفعت إيثريوم بنسبة 4% لتصل إلى 1,914 دولار، في إشارة إلى موجة تفاؤل اجتاحت سوق العملات الرقمية.
هذا الارتفاع تزامن مع نشر ترامب بيانًا عبر منصة “تروث سوشيال” أعلن فيه عن صفقة تجارية “كبيرة” مع “دولة محترمة”، مع الإشارة إلى مؤتمر صحفي منتظر. لاحقًا، أكدت مصادر أن المقصود هو المملكة المتحدة، في إطار سعي لتخفيف الرسوم الجمركية بين الطرفين بعد توترات سابقة.
لماذا تؤثر السياسة على سوق العملات الرقمية؟
أسواق العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، أصبحت تتأثر بشكل مباشر بالأحداث الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية الكبرى. صفقة محتملة بين واشنطن ولندن تعني تخفيف الضغوط التجارية، ما ينعكس إيجابيًا على بيئة الاستثمار العالمية، ويدفع المتداولين نحو الأصول عالية المخاطرة مثل العملات المشفرة.
كما أن الخطابات الاقتصادية من مسؤولي السياسة النقدية، مثل الفيدرالي الأميركي، تلعب دورًا مهمًا في تشكيل سلوك السوق. ففي اليوم نفسه، ثبت الفيدرالي أسعار الفائدة وألمح إلى استمرار “قوة الاقتصاد”، وهو ما فسّره البعض بأنه علامة على استقرار نسبي.
تحليل فني: هل تصل البيتكوين إلى 100,000 دولار؟
وفقًا لتحليلات منصة “نانسن”، فإن هناك احتمالية بنسبة 55% أن تواصل البيتكوين الصعود نحو قمم جديدة. إلا أن الزخم الصعودي بدأ يتراجع، ما يجعل المستثمرين في حالة من الترقب.
المحللة أورلي بارتير صرحت بأن “الأسواق متفائلة، لكننا لا نزال بحاجة إلى تأكيدات”، خاصة مع استمرار ضبابية المحادثات مع الصين، وتذبذب المؤشرات الاقتصادية الأساسية.
نظرة أوسع: هل البيتكوين فعلاً ملاذ آمن؟
مارسن كازميرتشاك من منصة “ريدستون” أوضح أن الترابط بين البيتكوين ومؤشر S&P 500 تراوح خلال العام الماضي بين -0.2 و0.4، ما يعني أن البيتكوين ليس بالضرورة ملاذًا آمنًا، بل قد يكون أداة لتنويع المحافظ الاستثمارية.
وفي تقرير جديد، حذرت “نانسن” من أن معنويات السوق قد تكون متفائلة أكثر من اللازم، خصوصًا في ظل انخفاض علاوة المخاطر على الأسهم إلى أقل من 3%، واستمرار الضغوط على الاستهلاك.
خاتمة: ما الذي يجب على المتداولين فعله الآن؟
بين مؤشرات سياسية إيجابية، وواقع اقتصادي متذبذب، وارتفاعات قياسية في العملات الرقمية، قد يكون من السهل الانجراف وراء الحماس. لكن ما يميز المستثمر الذكي هو التحرك بناءً على تحليل شامل وليس فقط عناوين الأخبار.
نصيحتي: تابع الأسواق العالمية جيدًا، ولا تتخذ قرارات استثمارية بناءً على خبر واحد مهما بدا واعدًا. قم دائمًا بتوزيع مخاطر محفظتك، ولا تضع كل بيضك في سلة البيتكوين.
أسئلة وأجوبة شائعة حول ارتفاع البيتكوين:
ما سبب ارتفاع البيتكوين الأخير؟
تصريحات ترامب حول صفقة تجارية مرتقبة مع بريطانيا، بالإضافة إلى موقف الفيدرالي الأميركي المستقر، حفزت السوق ودعمت العملة الرقمية.
هل يمكن أن تتجاوز البيتكوين حاجز 100,000 دولار قريبًا؟
الاحتمال وارد، وفق تحليلات نانسن بنسبة 55%، لكن السوق بحاجة إلى تأكيدات إضافية.
هل البيتكوين ملاذ آمن خلال الأزمات؟
ليست ملاذًا تقليديًا، لكنها أصبحت أداة لتنويع الاستثمارات، نظرًا لتقلب علاقتها بالأسواق التقليدية.
ما علاقة البيتكوين بالأسواق السياسية؟
العملة الرقمية تتفاعل بقوة مع التطورات السياسية العالمية، خصوصًا المتعلقة بالتجارة والسياسات المالية.
