أزمة الخصوبة في أوروبا.. “الموت العظيم” الذي حذر منه إيلون ماسك
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أعرب إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، عن قلقه العميق من تدهور معدلات الخصوبة في أوروبا، واصفًا ما يحدث هناك بـ”الموت العظيم”.
تغريدة تحذيرية من إيلون ماسك
نشر ماسك تعليقًا على رسم بياني يوضح معدلات الإنجاب المنخفضة في معظم الدول الأوروبية. الرسم الذي أظهر القارة مغطاة باللون الأحمر القاتم (دلالة على انخفاض حاد في الخصوبة)، يعكس حجم الأزمة السكانية التي تلوح في الأفق.
دول خارج المعادلة السلبية
الخريطة التي نشرها حساب “Rothmus” على المنصة نفسها، أظهرت أن هناك استثناءات محدودة من هذا التراجع، مثل مولدوفا وفرنسا، اللتان ظهرتا باللون البرتقالي، ما يشير إلى معدلات “غير كافية” ولكنها أقل خطورة من غيرها.
مقارنة لافتة مع دولة مسلمة
في تغريدة أخرى، أعاد ماسك نشر مقارنة ملفتة بين عدد سكان بنغلاديش، الدولة المسلمة (156.9 مليون نسمة)، وعدد سكان روسيا (143.9 مليون نسمة)، رغم أن مساحة روسيا أضعاف مساحة بنغلاديش. وتدل هذه المقارنة على فوارق حادة في التوجهات السكانية بين العالمين الإسلامي والغربي.
The great dying https://t.co/lg99JVPCr6
إعلان— Elon Musk (@elonmusk) May 24, 2025
هل أصبح التراجع السكاني أزمة عالمية؟
ما هو معدل الخصوبة؟
معدل الخصوبة يُقاس بمتوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة خلال حياتها. وهو مؤشر حاسم لفهم النمو السكاني في الدول، وقدرته على تعويض الوفيات.
الانخفاض الحاد منذ 1950
دراسة حديثة نشرت عام 2024 أظهرت أن معدل الخصوبة العالمي تراجع من 4.84 طفل لكل امرأة عام 1950 إلى 2.23 عام 2021، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 1.59 فقط بحلول عام 2100.
تحوّل جغرافي مثير للقلق
المثير أن هذا الانخفاض لا يسير بنفس الوتيرة في كل الدول. ففي حين تواصل أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية نزيفها الديموغرافي، فإن بعض الدول ذات الدخل المنخفض، خصوصًا في إفريقيا وجنوب آسيا، تشهد نموًا مرتفعًا في معدلات المواليد.
ماذا سيحدث للعالم في 2100؟
انقسام سكاني عالمي
الدراسة تشير إلى أنه بحلول عام 2100، ستتضاعف حصة المواليد الأحياء في الدول الفقيرة من 18% إلى 35%. هذا يعني أن التوزيع السكاني في العالم سيتغير، وسيُقسم العالم إلى كتلتين:
- دول غنية عجوز: تعاني من نقص في اليد العاملة وارتفاع معدل الشيخوخة.
- دول فقيرة شابة: تملك وفرة في السكان لكن دون بنية تحتية كافية لاستيعابهم.
النتائج المحتملة
سيواجه العالم تحديات ضخمة:
- نقص العمالة في الدول المتقدمة.
- زيادة الضغوط على الموارد في الدول النامية.
- هجرات سكانية غير مسبوقة.
- صراعات على الموارد والتعليم والرعاية الصحية.
Population collapse is a massive crisis https://t.co/T5B62ijpUA
— Elon Musk (@elonmusk) May 24, 2025
هل أوروبا على حافة الانقراض السكاني؟
ربما لا يكون المصطلح دقيقًا من الناحية العلمية، ولكن “الموت العظيم” الذي استخدمه ماسك ليس مجرد مبالغة. ففي حال لم تتغير السياسات الداعمة للإنجاب والهجرة، فإن أوروبا مهددة بتراجع نفوذها الاقتصادي والسياسي لصالح مناطق أخرى أكثر خصوبة ونموًا.
خاتمة: ماذا يعني ذلك لمستقبلنا؟
التحذير الذي أطلقه إيلون ماسك ليس مجرد رأي، بل صرخة مبنية على بيانات علمية حقيقية. في ظل استمرار انخفاض معدل الخصوبة في أوروبا والعالم الغربي، تبدو الحاجة ملحّة لإعادة التفكير في السياسات الديموغرافية، ودعم العائلات، وتحفيز النمو المتوازن.
ربما تكون بنغلاديش أو نيجيريا أو حتى مصر هي التي ستحمل شعلة المستقبل السكاني، فيما تنظر أوروبا بقلق إلى مستقبلٍ قد تغيب فيه الأجيال القادمة.
المصدر: منصة X.
بالإضافة إلى ذلك، استُند في التحليل إلى دراسة منشورة عام 2024 استخلصت بياناتها من مشروع Global Burden of Disease (GBD)، الذي تم تطويره بواسطة معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) في جامعة واشنطن، والتي تتناول توقعات التغير الديموغرافي العالمي حتى عام 2100.
أسئلة يطرحها القراء:
ما هو السبب الرئيسي لانخفاض معدل الخصوبة في أوروبا؟
غالبًا ما تُعزى الأسباب إلى ارتفاع تكلفة المعيشة، تغير نمط الحياة، تأخر سن الزواج، وقلة الدعم الحكومي للعائلات.
لماذا يقارن إيلون ماسك أوروبا ببنغلاديش؟
لأنها مثال على دولة ذات كثافة سكانية عالية ومعدل خصوبة مرتفع نسبيًا، رغم محدودية المساحة والموارد، ما يعكس التناقض الكبير مع دول غنية لكن منخفضة الخصوبة.
ما هي أخطر نتائج انخفاض الخصوبة عالميًا؟
شيخوخة السكان، نقص في اليد العاملة، تراجع الإنتاج الاقتصادي، وانهيار أنظمة الضمان الاجتماعي في بعض الدول.
