“إديتس” من إنستغرام.. هل ينجح في تعويض غياب “كاب كات”؟
رهان جديد بعد أزمة تيك توك وحظر “كاب كات”
في عالم التكنولوجيا، حين يتراجع لاعب رئيسي، سرعان ما يظهر منافس ليملأ الفراغ. هذا ما حدث بعد حظر تيك توك وإزالة “كاب كات” من متاجر التطبيقات، حيث لم تنتظر إنستغرام طويلاً وأعلنت عن إطلاق تطبيقها الجديد لتحرير الفيديو “إديتس” (Edits)، في خطوة واضحة لتعزيز سيطرتها على مجال المحتوى المرئي.
ما هو تطبيق “إديتس”؟
كشفت إنستغرام عن “إديتس” في 19 يناير/كانون الثاني عبر منشور لرئيسها آدم موسيري على “ثريدز”. التطبيق الجديد يأتي كأداة متكاملة لتحرير الفيديو، مستوحى من “كاب كات” ولكنه يقدم ميزات محسنة تستهدف المبدعين وصناع المحتوى.
أبرز ميزات “إديتس”
- تحرير فيديو احترافي يشمل تأثيرات انتقالية، وتراكبات الشاشة الخضراء.
- إمكانية التصدير بدون علامة مائية، مما يتيح نشر المحتوى بحرية.
- دقة تصل إلى 1080 بكسل مع دعم تصوير فيديوهات تصل إلى 10 دقائق.
- تحليلات أداء متقدمة تتيح للمستخدمين قياس مدى تفاعل جمهورهم.
- إضافة تأثيرات صوتية وفلاتر متطورة، بالإضافة إلى تعزيز جودة الصوت عبر الذكاء الاصطناعي.
وبحسب موسيري، يتيح التطبيق إمكانية نشر الفيديوهات على أي منصة، لكنه يلمّح إلى أن إنستغرام قد تمنح ميزة تفضيلية للمحتوى المعدل باستخدام “إديتس” على منصتها، تمامًا كما يفعل تيك توك مع “كاب كات.

منافسة محتدمة مع “كاب كات” ولكن بأسلوب مختلف
على الرغم من التشابه بين “إديتس” و”كاب كات”، تسعى إنستغرام إلى تمييز تطبيقها الجديد من خلال استهداف فئة معينة من المبدعين.
كيف يختلف “إديتس” عن “كاب كات”؟
- لا يركز على القوالب الجاهزة، بل يمنح المستخدمين أدوات تحرير أكثر حرية.
- غير موجه لتحرير الفيديو عبر الحاسوب، بل يستهدف صناع المحتوى على الهواتف الذكية.
- يوفر تحليلات أداء متقدمة، مما يجعله جذابًا لمنشئي المحتوى الذين يعتمدون على البيانات.
يبدو أن إنستغرام تراهن على أن يصبح “إديتس” الأداة الرئيسية لمحرري الفيديو على منصتها، مما قد يمنحه ميزة تنافسية أمام التطبيقات الأخرى.
توقيت إطلاق “إديتس”.. ضربة إستراتيجية لميتًا؟
يأتي إطلاق “إديتس” في توقيت حرج، حيث تواجه تيك توك وتطبيقاته التابعة مثل “كاب كات” قيودًا قانونية في الولايات المتحدة، مما يدفع المستخدمين للبحث عن بدائل موثوقة.
خلفية قانونية معقدة:
- أيدت المحكمة العليا الأميركية قانون حظر تيك توك في يناير/كانون الثاني 2024.
- بينما حصل تيك توك على بعض الاستثناءات، فإن “كاب كات” تم حظره بالكامل من متاجر التطبيقات.
- حاولت إنستغرام استغلال هذه الفجوة عبر نشر إعلانات مدفوعة تروّج لتطبيقها الجديد “إديتس” عند البحث عن “تيك توك” في متجر آبل.
هذا الوضع يمنح “إديتس” فرصة ذهبية ليصبح البديل المفضل لدى المبدعين، خاصة بعد انسحاب “كاب كات” من الأسواق الأميركية.

إطلاق تدريجي وتوقعات مستقبلية
حاليًا، يتوفر “إديتس” للطلب المسبق على متجر “آب ستور” (App Store)، مع خطة لإطلاق تدريجي خلال الأشهر المقبلة.
ما المتوقع خلال عام 2025؟
- إطلاق نسخة أندرويد في فبراير أو مارس 2025.
- تحسين أدوات التحرير والذكاء الاصطناعي عبر تحديثات مستمرة.
- تكامل أعمق مع إنستغرام، مما قد يعزز وصول الفيديوهات المنشورة عبر “إديتس”.
هل ينجح “إديتس” في كسب ثقة المستخدمين؟
السؤال الكبير هو: هل سيتمكن “إديتس” من استبدال “كاب كات” وجذب منشئي المحتوى؟
نقاط القوة التي قد تساهم في نجاحه:
✅ تكامل قوي مع إنستغرام، مما يمنح ميزة للمحتوى المنشور عبره.
✅ ميزات تحرير متقدمة تلبي احتياجات المبدعين الرقميين.
✅ تحليلات أداء شاملة تساعد على فهم الجمهور بشكل أفضل.
✅ بديل موثوق في ظل حظر “كاب كات” في بعض الدول.
التحديات التي قد تواجهه:
❌ قد يواجه مقاومة من المستخدمين المتمسكين بـ”كاب كات”.
❌ المنافسة مع تطبيقات احترافية مثل “بريميير راش” من أدوبي.
❌ اعتماد المستخدمين على بيئات تحرير الفيديو المألوفة لديهم.
الخلاصة: هل يكون “إديتس” مستقبل تحرير الفيديو؟
في ظل التغيرات المستمرة في عالم التطبيقات، يبدو أن إنستغرام تسعى بقوة لسد الفراغ الذي خلفه حظر “كاب كات” عبر تقديم “إديتس” كبديل منافس.
ولكن هل سينجح في فرض نفسه كأداة رئيسية لمنشئي المحتوى، أم سيكون مجرد محاولة أخرى لإنستغرام لمنافسة تيك توك؟
في عالم التكنولوجيا، لا شيء يبقى ثابتًا، وما هو مسيطر اليوم قد يصبح مجرد ذكرى غدًا!

ممكن إضافة رابط الابليكشن