في خطوة صادمة لصناعة التكنولوجيا، أعلنت شركة إنتل عن إغلاق قسم هندسة السيارات وتسريح معظم موظفيه، ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة أعمالها. يأتي القرار في وقت يشهد فيه قطاع السيارات الذكية طفرة كبيرة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة، ما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة.
📉 لماذا أغلقت إنتل قسم السيارات؟
وفقًا لتقرير نشره موقع TechCrunch، أرسلت إنتل مذكرة داخلية للموظفين تؤكد فيها قرار تصفية قسم هندسة السيارات، موضحة أنها تعيد تركيز استثماراتها على القطاعات الأساسية مثل مراكز البيانات والمعالجات.
وقالت الشركة: “نُعيد ترتيب أولوياتنا لتعزيز عروضنا الأساسية، ونؤكد التزامنا بضمان انتقال سلس لعملائنا”.
ورغم أن إنتل لم تكشف عن عدد الموظفين المتأثرين، فإن القرار يؤثر على عشرات المهندسين والعاملين في مشاريع السيارات.
🚗 هل كانت إنتل جادة فعلًا في مجال السيارات؟
نعم. فقد استثمرت الشركة ملايين الدولارات منذ عام 2015 في تقنيات السيارات، وكان من أبرز خطواتها:
- الاستحواذ على شركة Mobileye في 2017 بـ15.3 مليار دولار لتطوير تقنيات القيادة الذاتية.
- استثمار 250 مليون دولار عبر ذراعها الاستثماري في تكنولوجيا المركبات الذكية.
- الاستحواذ على شركة Moovit الإسرائيلية في 2020 مقابل 900 مليون دولار لدعم التنقل الذكي.
لكن رغم هذا الزخم، لم تتمكن إنتل من ترسيخ موطئ قدم قوي في سوق تهيمن عليه شركات مثل Tesla وNVIDIA وQualcomm.
المركبات المعرفة بالبرمجيات: الفرصة التي لم تُستغل
كان لقسم السيارات في إنتل دور فعّال في تطوير أنظمة SoC معززة بالذكاء الاصطناعي مخصصة للسيارات، وقد كشفت عنها لأول مرة خلال معرض شنغهاي للسيارات 2025. لكن بالرغم من اللقاءات مع شركات صينية كبرى، لم تتحقق الصفقات المرجوّة.
وبحسب مصادر داخلية، بدأت الشكوك تحيط بالقسم منذ أبريل، حين حذّر الرئيس التنفيذي الجديد، ليب بو تان، من تسريحات قادمة بسبب انخفاض الإيرادات.
سياق أوسع: تسريحات وتغييرات بالجملة في إنتل
لم يكن قرار إغلاق قسم السيارات معزولًا، بل يأتي ضمن سلسلة تغييرات كبرى داخل الشركة:
- في يونيو، أعلنت إنتل أنها ستُسرّح ما بين 15% و20% من موظفي قسم “إنتل فاوندري”.
- هذا القسم يختص بتصميم وتصنيع الرقائق لجهات خارجية، وهو جزء من محاولة إنتل لمنافسة TSMC وسامسونغ.
تشير هذه التحركات إلى إعادة تركيز شاملة على قطاعات أكثر ربحية مثل تصنيع الرقائق، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية السحابية.
إغلاق قسم هندسة السيارات في إنتل ليس مجرد خطوة داخلية، بل مؤشر واضح على التحولات العميقة في أولويات عملاق التكنولوجيا. وبينما تغلق الشركة بابًا في مجال المركبات الذكية، تفتح أبوابًا جديدة في الذكاء الاصطناعي وصناعة المعالجات. يبقى السؤال: هل تتأخر إنتل عن المستقبل، أم أنها تعيد رسمه من زاوية مختلفة؟
المصدر:
موقع TechCrunch
أسئلة شائعة حول إغلاق قسم السيارات في إنتل
لماذا أغلقت إنتل قسم هندسة السيارات؟
لأن الشركة قررت التركيز على مجالاتها الأساسية مثل مراكز البيانات وأشباه الموصلات، ووجدت أن قطاع السيارات لا يحقق العائد المتوقع رغم الاستثمارات الكبيرة.
هل ما زالت إنتل تستثمر في Mobileye؟
نعم، ما زالت Mobileye شركة مستقلة مدرجة في البورصة، وتُعد إنتل أحد المساهمين الرئيسيين فيها.
هل ستتأثر صناعة السيارات الذكية بهذا القرار؟
على المدى القصير، لن يتأثر السوق كثيرًا، حيث تهيمن شركات أخرى على المجال. لكن انسحاب إنتل يفتح الباب أمام منافسين جدد.