شهدت فيتنام واحدة من أقسى الكوارث الطبيعية في الأعوام الأخيرة بعدما وصل إعصار بوالوي إلى سواحلها الشمالية الوسطى، جالبًا معه رياحًا عاتية وأمطارًا غزيرة.
ووفق الأرقام الرسمية، لقي 11 شخصًا على الأقل حتفهم، فيما لا يزال 17 آخرون مفقودين، بينهم صيادون غرق قواربهم في عرض البحر. أما على مستوى الأضرار، فقد تأثرت 245 منزلًا بشكل مباشر، وغمرت المياه حوالي 1,400 هكتار من الأراضي الزراعية، ما يهدد الأمن الغذائي المحلي ويزيد الضغط على المزارعين.
مشاهد مأساوية على السواحل والمدن
قبل أن يضرب اليابسة، تحرك الإعصار بمحاذاة الساحل مولدًا أمواجًا وصل ارتفاعها إلى ثمانية أمتار. هذه الأمواج العاتية كانت كافية لإغراق أربعة قوارب صيد في إقليم كوانج تراي وفقدان 12 صيادًا.
في مدينة هوي، تحولت الشوارع إلى أنهار من الفيضانات، حيث غرق بعض السكان في المياه الجارفة، فيما انهارت منازل وأسقف بفعل الرياح التي وصلت سرعتها إلى 133 كيلومترًا في الساعة عند وصول العاصفة، قبل أن تهدأ تدريجيًا إلى 74 كيلومترًا/ساعة أثناء تحركها نحو لاوس.
خطة الطوارئ: إجلاء واسع وانقطاع كهرباء ضخم
قامت الحكومة الفيتنامية بإجلاء أكثر من 28,500 شخص من المناطق عالية الخطورة، كما أغلقت أربعة مطارات مركزية وألغت مئات الرحلات الجوية.
لكن حجم الكارثة كان واضحًا مع انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 347,000 أسرة، وسقوط أعمدة الكهرباء واقتلاع الأشجار، ما أعاق حركة الإنقاذ في عدد من المدن الساحلية.
أوامر الحكومة واستجابة عاجلة
بعد مرور العاصفة، أصدر رئيس الوزراء أوامر بتعبئة الجيش والشرطة لدعم جهود الإغاثة، وأوعز إلى وزارة الصناعة والطاقة بحماية السدود وإصلاح محطات الكهرباء المتضررة، بينما كُلّفت وزارة الزراعة بمراقبة منسوب المياه والفيضانات المحتملة في الخزانات والسدود.
هذا التحرك السريع يعكس إدراك السلطات بأن التغيرات المناخية تضاعف من خطورة الأعاصير، وتجعلها أكثر تكرارًا وحدّة.
السياق الإقليمي: ضربة متكررة بعد الفلبين
إعصار بوالوي لم يكن ضربته الأولى؛ فقد اجتاح الفلبين الأسبوع الماضي وتسبب بمقتل 24 شخصًا وإصابة عشرات آخرين، قبل أن يتجه غربًا نحو فيتنام. وهو ما يوضح كيف أن دول جنوب شرق آسيا تقف في خط المواجهة الأول مع هذه الظواهر الطبيعية.
تحليل: فيتنام بين البنية التحتية والتغير المناخي
موقع فيتنام الجغرافي وساحلها الطويل الممتد على بحر الصين الجنوبي يجعلها عرضة لـ 10 إلى 15 عاصفة سنويًا. ومع ضعف البنية التحتية في القرى الساحلية والجبال، تصبح الفيضانات والانهيارات الأرضية خطرًا متكررًا.
ويرى خبراء المناخ أن فيتنام بحاجة ماسة إلى:
- أنظمة إنذار مبكر أكثر تطورًا.
- خطط إخلاء مجتمعية تستند إلى مشاركة السكان المحليين.
- استثمارات في البنية التحتية لحماية الزراعة والصيد البحري، وهما عمودا الاقتصاد الريفي.
إذا لم تُتخذ هذه الخطوات، فإن مثل هذه الكوارث ستظل تكرر نفسها مع كل إعصار موسمي جديد.
المصدر:
رويترز – AP – VietnamPlus – Wikipedia
الأسئلة الشائعة
1) ما آخر حصيلة الضحايا والمفقودين بسبب إعصار بوالوي في فيتنام؟
لقي 11 شخصًا مصرعهم، فيما لا يزال 17 في عداد المفقودين، بينهم صيادون فقدت قواربهم في عرض البحر.
2) ما سرعة الرياح وارتفاع الأمواج عند وصول الإعصار؟
بلغت سرعة الرياح نحو 133 كم/ساعة عند ملامسة اليابسة، وولّد أمواجًا بارتفاع وصل إلى 8 أمتار على السواحل.
3) ما أبرز إجراءات الطوارئ التي اتخذتها الحكومة؟
إجلاء أكثر من 28,500 شخص، إغلاق 4 مطارات وإلغاء/تأجيل مئات الرحلات، وتعبئة الجيش والشرطة، مع أوامر بحماية السدود وإصلاح شبكات الكهرباء.
4) ما حجم الأضرار في البنية التحتية والزراعة؟
تضرر 245 منزلًا وغمرت المياه نحو 1,400 هكتار من الأراضي الزراعية، وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 347 ألف أسرة.
5) لماذا تتعرض فيتنام للأعاصير المتكررة، وما المطلوب للحد من الخسائر؟
موقعها على بحر الصين الجنوبي يجعلها عرضة لـ10–15 عاصفة سنويًا. المطلوب تعزيز الإنذار المبكر، خطط إخلاء مجتمعية، واستثمارات في البنية التحتية والزراعة والصيد.