في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة الإسبانية حظر عبور الطائرات والسفن الأميركية المحملة بالأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل عبر قاعدتي “روتا” و”مورون دي لا فرونتيرا”، ما يعكس تحوّلًا جذريًا في الموقف الأوروبي من حرب غزة.
خلفية القرار: من بيانات التضامن إلى الأفعال
لم يعد الموقف الإسباني يقتصر على بيانات الإدانة، بل انتقل إلى إجراءات عملية مؤثرة. فقد سبق لمدريد أن:
- اعترفت رسميًا بدولة فلسطين في مايو 2024.
- انضمت إلى الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
- وصفت على لسان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الوضع في غزة بـ”الإبادة الجماعية”، وهو توصيف رفضته إسرائيل بشدة.
كما ألغت الحكومة الإسبانية عدة صفقات سلاح مع شركات إسرائيلية، بما فيها عقد بقيمة 700 مليون يورو لشراء قاذفات صواريخ، وصفقة بقيمة 287.5 مليون يورو لشراء قاذفات وصواريخ مضادة للدبابات.
تداعيات القرار على العلاقات الدولية
هذا الحظر يعكس تراجع الثقة مع الولايات المتحدة، الحليف التاريخي في حلف الناتو. ورغم أن مدريد لم تفرض تفتيشًا مباشرًا على السفن والطائرات الأميركية، إلا أن وضع قيود على حركة الأسلحة قد يفتح باب التوتر مع واشنطن.
في المقابل، يُتوقع أن يحظى القرار بترحيب في الشارع الأوروبي والعربي، وربما يشجع دولًا أوروبية أخرى على مراجعة مواقفها، خصوصًا أن الضغوط الشعبية تتزايد مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة.
اقرأ أيضاً:
أوروبا بين الضغط الشعبي والتوازنات السياسية
إسبانيا بهذا الموقف وضعت نفسها في طليعة الدول الأوروبية المتشددة تجاه إسرائيل. لكن السؤال يبقى: هل ستجرؤ فرنسا أو ألمانيا، ذات العلاقات الاقتصادية والعسكرية الأوثق مع تل أبيب، على اتخاذ خطوات مشابهة؟
هذا المشهد يضع الاتحاد الأوروبي أمام مفترق طرق: إما دعم مسار سياسي جديد أكثر جرأة، أو البقاء في دائرة البيانات الدبلوماسية التقليدية.
إسبانيا لاعب مباشر في ملف غزة
ما يميز القرار الإسباني أنه يتجاوز الرمزية السياسية إلى التأثير العملي المباشر. فمنع عبور الأسلحة قد يبطئ إمداد إسرائيل ببعض المعدات، كما أنه يوجه رسالة قوية بأن سياسات تل أبيب لم تعد تحظى بالغطاء الأوروبي الكامل.
ومع تصاعد الدعاوى القضائية في المحاكم الدولية، قد تتحول مدريد إلى مركز قانوني وسياسي لمحاسبة إسرائيل، ما يجعلها في مواجهة مباشرة ليس فقط مع تل أبيب، بل أيضًا مع واشنطن.
قسم الأسئلة الشائعة
ما هو القرار الذي اتخذته إسبانيا بشأن عبور الأسلحة؟
قررت مدريد حظر عبور الطائرات والسفن الأميركية المحملة بالأسلحة إلى إسرائيل عبر قواعدها العسكرية.
لماذا اتخذت إسبانيا هذا القرار الآن؟
يأتي القرار ضمن سلسلة خطوات تصعيدية ضد إسرائيل بسبب الوضع الإنساني في غزة، بعد اعتراف مدريد بدولة فلسطين وانضمامها لدعاوى دولية ضد تل أبيب.
هل سيؤثر القرار على علاقات إسبانيا بالولايات المتحدة؟
نعم، من المرجح أن يسبب توترًا بين مدريد وواشنطن داخل إطار الناتو، رغم أن البلدين لا يزالان يصفان بعضهما بالحلفاء.
هل يمكن أن تحذو دول أوروبية أخرى حذو إسبانيا؟
الأمر ممكن، خصوصًا إذا تصاعد الضغط الشعبي، لكن دولًا كألمانيا وفرنسا قد تكون أكثر حذرًا بسبب مصالحها العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل.