شهدت سوريا يوم الأحد حدثًا سياسيًا بارزًا تمثل في اختيار أول برلمان بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد، في خطوة وُصفت بأنها بداية مرحلة جديدة نحو بناء مؤسسات الدولة.
وأكدت اللجنة العليا للانتخابات أن عمليات الاقتراع انتهت في جميع المحافظات السورية بهدوء وانتظام، وسط مشاركة واسعة من الناخبين والمرشحين.
مجلس جديد خالٍ من “فلول النظام السابق”
قال المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، نوار نجمة، إن “مجلس الشعب الجديد خالٍ تمامًا من داعمي النظام البائد”، مشيرًا إلى أنه سيتم إقصاء أي شخص يثبت ارتباطه بالنظام السابق فورًا.
وأوضح في تصريح للتلفزيون السوري الرسمي أن البرلمان الجديد سيكون مؤسسة تشريعية تمثل مختلف فئات المجتمع، وتهدف إلى تأسيس مرحلة تشاركية لبناء القوانين المستقبلية.
مشاركة واسعة وتنظيم دقيق
شارك في عملية الاختيار نحو 6000 ناخب من مختلف المحافظات، لاختيار 140 نائبًا من أصل 210 مقاعد، فيما سيتم تعيين الثلث المتبقي من قبل الرئيس أحمد الشرع وفقًا لآلية الإعلان الدستوري.
وأشارت اللجنة إلى أن عملية الاقتراع سارت بسلاسة، دون تسجيل حوادث أو تجاوزات تذكر، بفضل التعاون بين لجان التنظيم والجهات الأمنية.
تمثيل نسائي محدود ولكن حاضر
رغم أن عدد النساء المرشحات بلغ نحو 14% من إجمالي 1500 مرشح، فقد فازت ثماني نساء فقط بعضوية البرلمان الجديد.
ورأت اللجنة العليا أن هذه النسبة “خطوة إيجابية أولى” على طريق تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، مؤكدة أنها تعمل على وضع خطة تشريعية لزيادة تمثيل النساء مستقبلاً.
تأجيل الانتخابات في ثلاث محافظات
أعلنت اللجنة تأجيل عملية التصويت في محافظات السويداء والرقة والحسكة إلى موعد لاحق بسبب “ظروف أمنية وإدارية خاصة”، مؤكدة أن المقاعد ستبقى شاغرة مؤقتًا إلى حين استكمال العملية الانتخابية فيها.
وأوضحت أن الهدف من التأجيل هو ضمان “الشفافية الكاملة والمشاركة الآمنة لكل المواطنين في تلك المناطق”.
الرئيس الشرع: “فصل جديد في تاريخ سوريا”

في كلمة ألقاها مساء الأحد، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن الانتخابات تمثل “فصلًا جديدًا في تاريخ سوريا الحديث”، مشيدًا بـ”وعي المواطنين وإصرارهم على المشاركة في بناء وطنهم”.
وأضاف أن الحكومة ستعمل مع البرلمان الجديد على سن قوانين تدعم الاستقرار، والإصلاح، وإعادة الإعمار، داعيًا جميع السوريين إلى “الوحدة والمصالحة الوطنية”.
المصادر:
رويترز – العربية – فرانس 24