النقاط الرئيسية
- خطة أوروبية لإعطاء أولوية مطلقة لتحرك القوات العسكرية على شبكات النقل.
- إمكانية تفعيل النظام خلال 48 ساعة فقط أثناء الأزمات.
- الإجراء يعكس قلقًا حقيقيًا من توسع التهديدات الروسية على حدود أوروبا.
في خطوة تعكس قلقًا أوروبيًا غير مسبوق، اقترحت المفوضية الأوروبية نظامًا طارئًا يسمح بنقل القوات والمعدات العسكرية بسرعة عبر حدود الاتحاد الأوروبي خلال الأزمات — وهي صلاحية لم تُستخدم سوى في حالات الحروب. يأتي ذلك وسط تزايد التوترات مع روسيا، ومحاولات الاتحاد تعزيز قدرته على الردع دون الاعتماد على التنسيق البطيء بين الدول الأعضاء.
هذا التحول يطرح سؤالًا جوهريًا: هل تستعد أوروبا لأسوأ سيناريو محتمل؟
ما هي الخطة الأوروبية الجديدة؟
تقترح المفوضية الأوروبية إنشاء نظام طوارئ عسكري يسمح بتحريك القوات والمركبات والعتاد عبر الحدود دون قيود، عبر إعطائها أولوية كاملة على:
- شبكات الطرق السريعة
- السكك الحديدية
- البنية التحتية اللوجستية
- الخدمات المرتبطة بالنقل والتعبئة
كما يتضمن المقترح:
- تجاوز قيود ساعات عمل السائقين
- تخفيف إجراءات الإخطار الوطني
- تجاوز بعض القيود البيئية والضوضاء
- تشغيل قطارات عسكرية خارج مناطق عملها المعتادة
بمعنى آخر:
ستتحول أوروبا — عند الحاجة — إلى ممر عسكري واحد.
لماذا تُعدّ موسكو المحرك الرئيسي لهذا التحرك؟
خلال السنوات الأخيرة، زاد النفوذ الروسي قرب حدود الناتو، إلى جانب:
- الهجمات السيبرانية المتكررة
- المناورات العسكرية في بحر البلطيق
- نشاط جماعات مرتزقة تعمل خارج حدود روسيا
- خطاب سياسي روسي يرى الاتحاد الأوروبي جزءًا من “الجبهة المعادية”
تقرأ بروكسل هذا المشهد على أنه تهديد مباشر، خصوصًا لدول خط المواجهة مثل فنلندا وبولندا ودول البلطيق.
الوثيقة الأوروبية أوضحت بوضوح:
“وقت رد الفعل حاسم… ولا يمكن الاعتماد على النوايا الحسنة لكل دولة في الأزمات.”
وهذا يعني أن الاتحاد يريد آلية إلزامية، لا تطوعية، في أي حالة طارئة.
سرعة الانتشار العسكري… الدرس الذي تعلمته أوروبا
منذ الحرب في أوكرانيا، واجه الاتحاد الأوروبي صعوبات كبيرة في:
- نقل الدبابات الثقيلة عبر الجسور
- تغيير مسارات القطارات العسكرية
- تنسيق التحركات بين الدول
- التعقيدات البيروقراطية بين الحدود
وهذا خلق “ثغرة زمنية خطيرة” في الاستجابة لأي هجوم مفاجئ.
لذا تم تصميم الخطة بحيث:
- تُفَعَّل خلال 48 ساعة فقط
- تُعطي القوات المسلحة “حق الطريق”
- تُقلل الاعتماد على التنسيق التقليدي
- تُعزّز جاهزية الردع
ماذا يعني هذا لمستقبل الأمن الأوروبي؟
1. الاتحاد الأوروبي يخرج من عباءة “الاتحاد الاقتصادي”
الخطوة تشير إلى تحول تدريجي نحو بناء هوية أمنية مشتركة تتجاوز الوظيفة الاقتصادية التقليدية.
2. انسجام عسكري أوروبي لأول مرة
إذا تم تمرير الخطة، سيصبح نقل القوات بين فرنسا وألمانيا وهولندا ورومانيا وغيرها أكثر سرعة وتنسيقًا من أي وقت مضى.
3. رسالة ردع موجهة لروسيا
التحرك لا يهدف لشن حرب، بل لخلق معادلة ردع واضحة:
أي محاولة لتهديد حدود الاتحاد ستقابل برد فوري وسريع.
4. اختبار حقيقي لقدرة أوروبا على العمل المشترك
التحدي الأكبر ليس الخطة نفسها، بل:
- إرادة الدول
- جاهزية البنية التحتية
- توافق السياسات الدفاعية
لكن المقترح يُظهر أن أوروبا بدأت تحضير الأرضية لحالة طوارئ فعلية.
الأسئلة الشائعة
ما الهدف الحقيقي من هذا النظام الطارئ؟
يهدف إلى ضمان تحرك القوات الأوروبية بسرعة كبيرة في حال حدوث تهديد مباشر، دون عرقلة بالقيود التنظيمية أو الحدود.
هل يشمل هذا النظام العمليات خارج أوروبا؟
لا، النظام مخصص لتحركات عسكرية داخل حدود الاتحاد الأوروبي فقط.
هل يُعد هذا مؤشرًا على حرب قريبة مع روسيا؟
ليس بالضرورة، لكنه خطوة واضحة لتعزيز الردع وتجنب المفاجآت العسكرية.
هل يتعارض هذا مع دور الناتو؟
الخطة مكملة لدور الناتو، لكنها تمنح الاتحاد استقلالًا أكبر في التحرك السريع.
