في حادثة جديدة أعادت تسليط الضوء على الصراع المستمر حول قطاع غزة، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن احتجاز أكثر من 400 ناشط كانوا على متن “أسطول الصمود“، وهو تحرك دولي مدني هدفه كسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
الأسطول الذي انطلق أواخر أغسطس/آب، تألف من أكثر من 40 قارباً مدنياً محملاً بمساعدات طبية وغذائية، وكان على متنه ما يقارب 500 ناشط من خلفيات متنوعة، بينهم برلمانيون، محامون، وصحفيون. ورغم الطابع الإنساني المعلن للرحلة، اعتبرته إسرائيل محاولة “غير قانونية” لخرق حصارها البحري.
تفاصيل العملية
بحسب مسؤولين إسرائيليين، استغرقت عملية اعتراض الأسطول أكثر من 12 ساعة، حيث قامت قوات البحرية باعتراض القوارب على بُعد نحو 70 ميلاً بحرياً من غزة. وتم اقتياد السفن إلى ميناء أسدود حيث بدأت الشرطة باستجواب المشاركين.
لقطات مباشرة من القوارب أظهرت مشاهد مثيرة للجدل: جنود إسرائيليون يرتدون معدات ليلية يصعدون إلى السفن، فيما ظهر الركاب مصطفين بستر النجاة وأيديهم مرفوعة. هذه الصور انتشرت على نطاق واسع وأثارت موجة تعاطف عالمي مع المشاركين.
ردود الفعل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشاد بالقوات البحرية، معتبراً أنها أحبطت محاولة “لنزع الشرعية عن إسرائيل”. لكن على الجانب الآخر، قوبلت الخطوة بتنديد منظمات حقوقية ودول أوروبية، حيث أعربت بعض الحكومات، مثل تركيا وإسبانيا، عن قلقها على رعاياها المشاركين.
الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 2 مليون شخص في غزة يعيشون تحت قيود مشددة منذ عام 2007، وأن نحو 80% منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية. لذلك، فإن محاولات مثل “أسطول الصمود” تكتسب رمزية خاصة رغم محدودية تأثيرها المباشر على الوضع الإنساني.
تحليل: ماذا بعد؟
من الناحية السياسية، تُظهر هذه الواقعة استمرار الصراع بين الرواية الإسرائيلية حول “الأمن القومي” والرواية الفلسطينية والداعمة لها حول “الحق في الحياة والحرية”. مثل هذه التحركات قد لا تكسر الحصار فعلياً، لكنها تساهم في إبقاء القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية.
من المرجح أن نشهد خلال الأشهر القادمة مبادرات مماثلة، خاصة مع تصاعد الاهتمام الشعبي والدولي بملف غزة. وقد تتحول “أساطيل التضامن” إلى وسيلة ضغط رمزية متكررة على إسرائيل، خصوصاً في ظل ازدياد الانتقادات بشأن الوضع الإنساني في القطاع.
قسم الأسئلة الشائعة
ما هو أسطول الصمود؟
أسطول الصمود هو مبادرة مدنية دولية تضم عشرات القوارب التي تحمل ناشطين ومساعدات إنسانية بهدف كسر الحصار المفروض على غزة.
كم عدد القوارب المشاركة؟
شارك نحو 40 قاربا مدنياً، اعترضت البحرية الإسرائيلية 14 منها، بينما يواصل الباقي رحلته نحو غزة.
من أبرز الشخصيات المشاركة؟
من بين المشاركين الناشطة البيئية السويدية جريتا تونبري، إضافة إلى نشطاء من تركيا، إيطاليا، إسبانيا ودول أخرى.
كيف تعاملت إسرائيل مع الأسطول؟
إسرائيل اعترضت عدة قوارب، نقلت ركابها إلى موانئها، وأكدت أن تحرك الأسطول يشكّل “تهديداً أمنياً”.
ما هي ردود الفعل الدولية؟
تركيا وصفت الاعتراض بأنه “إرهاب دولة”، إيطاليا شهدت احتجاجات، بينما أبدت بريطانيا وإسبانيا مواقف قلقة ومؤيدة للأسطول بوصفه تحركاً إنسانياً.