هل لاحظت أن جوازات السفر تأتي بأربعة ألوان فقط؟
عندما تُخطط للسفر وتُمسك بجواز سفرك، قد لا يخطر ببالك أن لونه يحمل دلالة تتجاوز مجرد التصميم. في الواقع، رغم تنوّع الدول والثقافات، تُجمع جوازات السفر عالميًا على أربعة ألوان فقط: الأحمر، الأزرق، الأخضر، والأسود. فهل الأمر مجرد صدفة؟ بالطبع لا. هذه الألوان ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية السياسية، والانتماءات الجغرافية، والدلالات الثقافية والدينية لكل دولة.
🔴 الجواز الأحمر: رمز الماضي الشيوعي والهوية الأوروبية
يُعد اللون الأحمر الأكثر شيوعًا حول العالم، وهو الخيار المفضل لدى الدول ذات الخلفية الشيوعية مثل:
- الصين، روسيا، صربيا، سلوفينيا، رومانيا، بولندا، جورجيا، لاتفيا.
كما تعتمد معظم دول الاتحاد الأوروبي هذا اللون، باستثناء كرواتيا، مما يمنح الجواز طابعًا رسميًا يوحي بالتكامل الإقليمي. دول مرشحة للانضمام مثل تركيا، ألبانيا، كوسوفو، مقدونيا الشمالية تستخدمه أيضًا لتعزيز هويتها الأوروبية.
حتى خارج أوروبا، تختار دول في أمريكا الجنوبية مثل بوليفيا، بيرو، الإكوادور، كولومبيا الجواز الأحمر، ما يربطه أيضًا بالتقاليد والهوية الوطنية القوية.
🔵 الجواز الأزرق: شعار “العالم الجديد” والانفتاح التجاري
اللون الأزرق يُعتبر ثاني أكثر الألوان شيوعًا، ويرمز إلى:
- الحرية والانتماء إلى “العالم الجديد” كما في حالة الولايات المتحدة، التي اعتمدت الجواز الأزرق منذ عام 1976.
- التكتلات الاقتصادية مثل ميركوسور في أمريكا الجنوبية، حيث تعتمد البرازيل، الأرجنتين، باراغواي هذا اللون.
كما تتبنى 15 دولة في منطقة الكاريبي اللون ذاته، للدلالة على الانفتاح والتعاون الاقتصادي. والغريب أن فنزويلا، رغم عضويتها في ميركوسور، ما زالت تستخدم الجواز الأحمر، لأسباب رمزية وتاريخية.
🟢 الجواز الأخضر: هوية إسلامية وانتماء إقليمي
يرتبط اللون الأخضر في جوازات السفر برمزية دينية وثقافية، خاصة في:
- الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية، باكستان، المغرب، وإندونيسيا، حيث يُعتبر الأخضر لونًا مقدسًا يرمز للحياة والطبيعة في الثقافة الإسلامية.
كذلك، تختار دول غرب إفريقيا مثل:
- نيجيريا، السنغال، بوركينا فاسو الجواز الأخضر، لكونها أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS).
بمعنى آخر، الأخضر هنا يحمل دلالتين: الدين والانتماء الإقليمي.
⚫ الجواز الأسود: اللون النادر والأكثر تميزًا
اللون الأسود هو الأقل انتشارًا عالميًا، وتستخدمه دول قليلة منها:
- بوتسوانا، زامبيا، بوروندي، أنغولا، الكونغو، مالاوي في إفريقيا.
- نيوزيلندا، التي اختارت الأسود لأنه اللون الوطني الرسمي للدولة، ويظهر حتى على فرقها الرياضية (All Blacks).
الأسود يوحي بالفخامة والقوة والرسمية، لكنه نادر الاستخدام بسبب كونه شديد الخصوصية.
📌 لماذا لا تزيد الألوان عن أربعة فقط؟
- الألوان ليست اختيارًا عشوائيًا بل تعكس رسائل سياسية وثقافية.
- تساهم في سهولة تمييز الجوازات في المعابر الحدودية.
- التصميم قد يتغير مع تغير الأنظمة أو التحالفات، كما حدث مع جوازات بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
كما أن بعض الدول بدأت تُطلق جوازات إلكترونية بتقنيات أمان عالية مثل الشرائح البيومترية، مما يجعل اللون أقل أهمية من وظيفة الجواز وتحديثه التقني.
خاتمة: لون جوازك يروي قصة وطنك
في حين يبدو لون جواز السفر مجرد تفصيل بصري بسيط، إلا أنه يحمل في طياته رموزًا عميقة تتعلق بالهوية، الجغرافيا، والسياسة. لون جوازك ليس صدفة، بل انعكاس لتاريخ أمتك، علاقاتها الدولية، وانتماءاتها الإقليمية. ومن يدري؟ ربما يحمل الجيل القادم من جوازات السفر ألوانًا وتكنولوجيا جديدة، لكن تبقى الرمزية جزءًا لا يتغير من هذه الوثيقة العالمية.
المصدر: تقارير دولية وتصنيفات جوازات السفر العالمية
أسئلة متداولة حول ألوان جوازات السفر
ما سبب اقتصار ألوان جوازات السفر على أربعة فقط؟
يرجع ذلك إلى سهولة التعرف عليها، إلى جانب دلالات رمزية مرتبطة بالهوية الوطنية، الجغرافيا، الدين أو الاقتصاد.
هل يمكن للدولة تغيير لون جواز سفرها؟
نعم، تقوم بعض الدول بتغيير اللون لأسباب سياسية أو عند الانضمام إلى تحالفات جديدة مثل الاتحاد الأوروبي.
هل يؤثر لون الجواز على قوة الجواز نفسه؟
لا، قوة الجواز تُقاس بعدد الدول التي يمكن الدخول إليها بدون تأشيرة، وليس بلونه.
لماذا تعتمد الدول الإسلامية الجواز الأخضر؟
لأن الأخضر يرتبط بالرمزية الدينية في الإسلام، ويمثل الحياة والخصوبة.
