النقاط الرئيسية
- آبل تخطّط لاستخدام نسخة مخصصة من Google Gemini (نحو 1.2 تريليون متغيّر) من خلال Apple Intelligence لتشغيل المساعد الصوتي Siri. :contentReference[oaicite:3]{index=3}
- الصفقة تصل إلى نحو **مليار دولار سنوياً** كرسوم استخدام بين آبل وغوغل، وفق التقارير. :contentReference[oaicite:4]{index=4}
- رغم التعاون، آبل تواصل تطوير نموذجها الداخلي وستبقي بعض وظائف سيري على تقنيتها الخاصة لحماية الخصوصية. :contentReference[oaicite:5]{index=5}
الخلفية والسياق
منذ إطلاقه، بقي مساعد «سيري» واحداً من أبرز مكوّنات تجربة المستخدم في أجهزة آبل. لكن في ظل تسارع سباق الذكاء الاصطناعي، بدا أن سيري تأخّر بمقارنة مع البدائل التي تعتمد نماذج لغوية ضخمة وذات قدرة أعلى.
في هذا الإطار، اشارت تقارير حديثة إلى أن آبل اختبرت عدداً من الخيارات (مثل ChatGPT من OpenAI و Claude من Anthropic) قبل أن تختار Gemini.
بالتالي، فإن التحول نحو شراكة استراتيجية مع غوغل ينطوي على مؤشّرين: أولاً اعترافٌ ضمنيٌّ بأن التطوير الداخلي وحده ليس كافياً اليوم. وثانياً، رغبةٌ في تسريع إطلاق مزايا جديدة لتلبية تطلّعات المستخدمين والمنافسة المتزايدة.
ماذا تغيّر من الناحية التقنية؟
- النموذج المخصّص الذي ستستخدمه آبل يُقدَّر بنحو 1.2 تريليون متغيّر (parameters)، مقارنةً بنموذج Apple Intelligence الحالي الذي يعمل بنحو 150 مليار متغيّر فقط.
- هذا الحجم الأعلى يعني إمكانيات أكبر في فهم اللغة، معالجة المهام المعقدة، التنبّؤ بالسياق، وإنجاز أوامر متعددة الخطوات — غالباً ما تُعدّ مقوّماً أساسياً للفوارق بين المساعدات الصوتية.
- رغم ذلك، آبل ستشغّل النموذج على بنيتها السحابية الخاصة (Private Cloud Compute) بحيث لا تخضع بيانات المستخدم مباشرة لخوادم غوغل، وهو أمر مهم بالنسبة لالتزام آبل بالخصوصية.
- من جهة أخرى، بعض الوظائف ستبقى على نماذج آبل الداخلية، ما يعكس نهجاً مختلطاً يجمع بين “أفضل ما لدى غوغل” و”ضوابط آبل الخاصة”.
لماذا اتّجهت آبل إلى هذا الخيار؟
- تسارع المنافسة: في عالم الذكاء الاصطناعي، التأخّر قد يكلّف ليس فقط في الصورة بل في التجربة الفعلية للمستخدم.
- تكلفة التطوير الداخلي: بناء نماذج ضخمة يتطلّب استثمارات هائلة ووقتاً طويلاً، ربما أكثر مما تريده آبل.
- الخصوصية والهوية: شراكة مع جهة موثوقة تُمكّن آبل من التركيز على ما تبرع فيه (التصميم، التكامل، الخصوصية) بينما تستعير “المحرك” الذكي من جهة متخصّصة.
- خطوة مؤقّتة: لا يبدو أن الأمر تنازل تامّ؛ بل جسر حتى تصبح نماذج آبل الداخلية قادرة على المنافسة بنفسها.
التحدّيات والاحتمالات
- بالرغم من الإمكانات، ليس الحجم وحده الضمان لتجربة ممتازة — البنية، جودة البيانات، تكامل النظام كلها عوامل.
- تكلفة التشغيل السنوية بهذا القدر يمكن أن تؤثّر على هوامش الربح أو تسعير الخدمات إذا ارتفع الاستخدام بشكل كبير.
- يجب أن تثبت آبل أن هذا “الترقية” ليست مجرد شعار تسويقي، بل تجربة محسوسة للمستخدمين.
- من الناحية التنظيمية، الشراكة بين كبيرَي التقنية تُثير أسئلة حول المنافسة والاعتماد المتبادل في مجال حرج مثل الذكاء الاصطناعي.
ماذا يعني للمستخدم؟
- ربما نرى قريباً سيري أكثر فهماً، تستطيع تنفيذ مهام معقّدة، تتعامل بسياق أوسع بين التطبيقات، وتقدّم تجارب أكثر سلاسة.
- ومن جهة الخصوصية، رغم استخدام نموذج غوغل، تعمل آبل جاهدة لضمان أن البيانات تبقى تحت سيطرتها، ما قد يكون مهمة إضافية لجذب المستخدمين المهتمّين بالخصوصية.
- لكن ينبغي أن يكون المستخدم واقعيّاً: ليس كل مميز سيُصبح فعلياً فوراً، وقد تبقى بعض القيود أو الحاجة إلى تحديث الأجهزة/النظام.
هذا التحوّل ليس مؤشّراً على “هزيمة” أو تنازُل من جانب آبل بقدر ما هو استثمار استراتيجي ذكي. في عصر يتسابق فيه الكبار على الذكاء الاصطناعي، لا يكفي أن تكون أسرع وحدك، إنّما أن تكون سريعاً ومتكاملاً.
بشراكتها مع غوغل، آبل تختار أن تُركّز على حدّتها التنافسية — الجهاز، التكامل، الخصوصية — بينما تبني جسراً نحو قدرات ذكاء اصطناعي أعلى.
إذا نجحت في ترجمة هذا الاتفاق إلى تجربة متميّزة للمستخدم، قد تكون قد رسمت خارطة طريق “مساعد ذكيّ فعلي” ضمن نظام آبل. وإذا أخفقت، فستجد نفسها في مرمى الانتقادات — لكن على الأقل الخيار الاستراتيجي تبدّى بوضوح.
المصادر:
- MacRumors
- Bloomberg
- PhoneArena
