النقاط الرئيسية
- ويتكوف وكوشنر يتوجهان إلى موسكو لبحث آخر تطورات المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
- القضايا العالقة تشمل التنازل الإقليمي والضمانات الأمنية واستحقاق الانتخابات الأوكرانية.
- استقالة يرماك وفضيحة الفساد تعقّدان موقف كييف في لحظة تفاوض حساسة.
بعد اجتماعات مطوّلة بين الوفدَيْن الأوكراني والأميركي قرب ميامي، يستعد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر للتوجّه إلى موسكو، حاملين ملفًا مثقّلًا بالخلافات والالتباسات… وبارقة أمل ضئيلة بتهدئة محتملة.
ورغم الأجواء المتفائلة التي حاولت بعض الأطراف إظهارها، تبقى القضايا الرئيسية عقدًا معقّدة قد تمنع أي اختراق فعلي في مسار السلام بين موسكو وكييف.
القضايا العالقة: جوهر الخلاف الذي يعطّل التسوية
1) التنازل الإقليمي… الخط الأحمر الأوكراني
المفاوضات الأخيرة تناولت احتمال تبادل الأراضي أو تقديم تنازلات لروسيا، وهو أمر يرفضه الدستور الأوكراني إلا عبر استفتاء عام.
كييف تعتبر الحديث عن خرائط حدود جديدة مسًّا بسيادتها، بينما ترى موسكو أنّ أي اتفاق يجب أن يشمل وضعًا نهائيًا لمناطق دونباس وخيرسون وزاباروجيا.
2) الضمانات الأمنية: ما بين سقف أوكراني وحسابات أميركية
تبحث كييف عن ضمانات غربية واضحة تمنع تكرار الحرب، في حين تتحفظ واشنطن على التزامات قد تضعها في صدام طويل مع روسيا.
هذه الفجوة تجعل التفاهمات أكثر تعقيدًا ممّا يبدو في التصريحات العلنية.
3) تغيير داخل القيادة الأوكرانية يزيد الضغط
فضيحة الفساد التي هزت مكتب الرئيس زيلينسكي أدت إلى استقالة رئيس مكتبه أندريه يرماك، وهو ما استغلّته موسكو سياسيًا.
تولّى رستم أوميروف قيادة الوفد الأوكراني الجديد، في مهمة تبدو ثقيلة وسط تقدّم روسي مستمر على خطوط الجبهة.
واشنطن بين التفاؤل والحذر
الرئيس الأميركي دونالد ترامب علّق على المحادثات قائلاً إنّ هناك “فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق”، لكنّه لم يُخفِ قلقه من قضايا الفساد داخل أوكرانيا، معتبرًا أنها “ليست مفيدة” للمفاوضات.
ومع ذلك، لم يوضّح ترامب ما إذا كانت هذه الأزمة قد تعرقل مسار السلام، تاركًا الباب مفتوحًا أمام تأويلات متعددة.
كيف ينظر الروس إلى زيارة ويتكوف وكوشنر؟
بوتين ينتظر ما سيحمله الوفد الأميركي:
- إن تضمّن العرض تنازلات في دونباس: ستعتبره موسكو خطوة إيجابية.
- إن خلا العرض من أي مرونة حدودية: قد تواجه واشنطن جدارًا روسيًا صلبًا، لأن موسكو تعتبر تثبيت سيطرتها على الأراضي التي ضمّتها جزءًا من “الخطوط الحمراء”.
التوقعات داخل موسكو تشير إلى أنّ أي اتفاق لا يلبّي شروطها الإقليمية سيكون “غير قابل للتطبيق”.
هل بات زيلينسكي أمام خيارات أصعب؟
المحللون يشيرون إلى أنّ الوضع الداخلي الأوكراني، إضافة إلى الضغط العسكري الروسي، يضع كييف أمام خيارات محدودة. ورغم أنّ القيادة الأوكرانية تحاول رفض أي صيغة “تُكافئ موسكو”، إلا أنّ الواقع على الأرض يجعل موقفها أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
