النقاط الرئيسية
- ممداني خرج أكبر رابح من اللقاء، مكتسبًا شرعية واسعة أمام اليمين.
- ترامب قدّم نفسه بصورة رجل يبحث عن أرضية مشتركة رغم خلافاته الأيديولوجية.
- الرسائل الجمهورية المتشددة ضد ممداني تلقت ضربة قاسية من ترامب نفسه.
- نيويورك قد تستفيد من تهدئة تهديدات قطع التمويل الفدرالي وفتح باب تعاون جديد.
في مشهد سياسي غير مألوف في واشنطن، جمع المكتب البيضاوي بين رئيس أميركي جمهوري يميني، ورئيس بلدية نيويورك المنتخب المنتمي للتيار الديمقراطي الاشتراكي. اللقاء بين دونالد ترامب وزهران ممداني لم يكن عابرًا، بل حمل رمزية ثقيلة ورسائل سياسية عميقة زلزلت حملات خصومهما، وغيّرت شكل السردية حول مستقبل التعاون بين واشنطن ونيويورك.
ورغم الهجمات السابقة المتبادلة — من وصف ممداني بـ”الشيوعي” إلى اتهامات يمينية متشدّدة وصلت لحد وصفه بـ”الجهادي” — فإن صورة الرجلين ظهرت هذه المرة مختلفة تمامًا: ابتسامات، مزاح، دفاع متبادل، ونبرة تصالحية غير مسبوقة.
أولًا: لماذا كان اللقاء مفاجئًا؟
جاء اللقاء بعد أشهر من السجالات الإعلامية بين الطرفين. ومع ذلك، بدا ترامب مستعدًا لفتح صفحة جديدة:
- رحّب بممداني بحرارة أمام الصحفيين.
- دافع عنه في مواجهة الأسئلة العدائية.
- قال إنه لا يرى فيه “جهاديًا” ولا خطرًا على نيويورك.
- وأكد أنه سيعمل معه لمصلحة المدينة.
هذه التصريحات وحدها قلبت الطاولة على الحملات اليمينية التي كانت تتخذ من ممداني “فزاعة” سياسية.
ثانيًا: ممداني… الرابح بلا نقاش
خرج ممداني من اللقاء مستفيدًا بشكل كبير:
- حصل على اعتراف علني من ترامب بأنه قادر على إدارة نيويورك.
- فكك رواية خصومه في الإعلام اليميني.
- ظهر ثابتًا في مواقفه دون أن يقدّم تنازلات أيديولوجية.
- كسب دعمًا ضمنيًا من شريحة ناخبين كانت تستبعده تمامًا.
هذا اللقاء كان بمثابة درع سياسي وفر له مساحة أوسع للمناورة في بداية ولايته.
ثالثًا: ترامب… رابح مهم ولكن بحذر
اللقاء قدّم لترامب عدة مكاسب:
- الظهور بمظهر الزعيم الذي يمكنه العمل مع اليسار.
- تعزيز صورته كسياسي يتجاوز الانقسامات.
- كسب تغطية إعلامية ضخمة.
- تحسين صورته لدى سكان نيويورك المتضررين من ارتفاع تكاليف المعيشة.
لكن الخطر الوحيد هو رد فعل قاعدته اليمينية المتشددة التي قد ترى في ودّيته تجاه ممداني تجاوزًا للخط الأحمر.
رابعًا: أكبر الخاسرين… الجمهوريون المتشددون
انهيار سردية اليمين المتطرف كان واضحًا:
- اتهامات إليس ستيفانيك سقطت بمجرد ابتسامة ترامب.
- خطط الجمهوريين لربط الديمقراطيين بممداني كممثل لـ”التطرف” انهارت.
- الصحفيون فقدوا زخم الهجمات عندما وقف ترامب مدافعًا عن ضيفه.
هذا اللقاء كان بمثابة ضربة سياسية مباشرة للخطاب اليميني المتشدد.
خامسًا: ماذا عن نيويورك؟
نيويورك قد تكون الرابح الجوهري من هذا الانفتاح:
- تهدئة تهديدات ترامب بقطع التمويل الفدرالي.
- تعزيز فرص التعاون في ملف الإسكان وتكاليف المعيشة.
- فتح باب لحوار أعمق بين الحكومة الفدرالية وإدارة المدينة.
هذا اللقاء قد يؤسس لمرحلة جديدة بعيدًا عن التشنج السياسي الحاد.
اللقاء بين ترامب وممداني لم يكن مجرد اجتماع بروتوكولي… بل حدث سياسي غيّر الكثير من قواعد اللعبة:
- ممداني صعد سياسيًا.
- ترامب ربح صورة أكثر اعتدالًا.
- اليمين المتشدد خسر أدواته.
- نيويورك ربحت فرصة للتعاون بدل المواجهة.
باختصار: كان لقاءً يستحق المشاهدة — سياسيًا وإعلاميًا.
المصدر:
صحيفة “نيويورك تايمز”.
قسم الأسئلة الشائعة
ما سبب أهمية لقاء ترامب وممداني؟
يحمل اللقاء أهمية لأنه جمع رئيسًا يمينيًا وخصمًا يساريًا في لحظة سياسية مشحونة، وخرج الطرفان بنبرة تصالحية نادرة.
كيف استفاد ممداني من اللقاء؟
حصل على شرعية سياسية واسعة، وتخلخلت السردية التي كانت تصفه بالتطرف أو الخطر اليساري.
هل تتأثر حملة ترامب بهذا اللقاء؟
قد يكسب ترامب معتدلين جدد، لكنه قد يستفز اليمين المتشدد بسبب الودّية الزائدة تجاه ممداني.
ما انعكاسات اللقاء على نيويورك؟
قد يؤدي إلى تهدئة تهديدات قطع التمويل الفدرالي وفتح قنوات تعاون في قضايا الإسكان وتكاليف المعيشة.
هل يمكن أن يعود ترامب لمهاجمة ممداني لاحقًا؟
نعم، فترامب معروف بتقلباته، لكن لقاء الجمعة غيّر قواعد الخطاب مؤقتًا.
